• il y a 4 ans
تميم البرغوثي : الدولة : الضبع و الغزالة

ضبعٌ تهاجمُ سِرْبَ غُزلانٍ فَتَهْرُبُ كُلُّها

رَسَمَتْ حوافرهُنَّ عَشْرَةَ أفرعٍ في الأرضِ عشوائيةً
والضبعُ تعرفُ أنه لا وقتَ كي تحتارَ فيما بينَها
تختارُ واحدةً لتقتُلَها
حياةُ غزالةٍ ومماتُها أمرٌ يُبَتُّ بسُرْعَةٍ
لا تعرف الضبعُ الغزالةَ، لا عداوةَ، لا تنافُسَ
رُبما لو كان يومًا غيرَ هذا اختارتِ الأُخرى

وحتى بعد مَقتلِها، سَتَعْجَزُ أن تقولَ الضبعُ إن سُئِلَتْ
لِمَ اختارَت غَزَالَتَها التي قَتلَتْ
ولكنِّي أظنُّ الضبعَ تَعلَمُ جيّداً، بتَوازُناتِ الخَوف

إنَّ السِّربَ، كُلَّ السِّربِ، لَو لم يَرْتَبكْ، لو قامَ يَرْكُضُ نَحْوَها
طُحِنَتْ عِظَامُ الضبعِ تحتَ حوافرِ الغزلانِ مُسْرِعَةً
فَقَطْ لَوْ غَيَّر السِّربُ اتِّجاهَ الرَّكْضِ، عَاشَ جَمِيعُهُ
وأَظُنُّ أَنَّ السِّرْبَ يَدري باحتِمالِ نَجَاتِهِ
لكنَّ كلَّ غَزَالةٍ تَخْشَى تَخَاذُلَ أخْتِها لو أَنَّها فَعَلَتْ
فَتَخْذِلُ أخْتَها
والأختُ خَائِفَةٌ هِيَ الأُخْرَى فَتُسْلِمُ للرَّدَى تِلكَ التِي خَذَلَتْ
فَتَحيا كُلُّ وَاحِدَةٍ بمُفْرَدِها
وَتُقْتَلُ كُلُّ وَاحِدَةٍ بمُفْرَدِها
وَلَكن، رُبما، وَلِرَحْمَةِ الله الكريمِ عِبَادَهُ،
هَجَمَتْ غُزيِّلَةٌ عَلى ضَبْعٍ بلا تَفْكِير
وَتَتَابَعَتْ مِنْ بَعدِها الغُزْلانُ مِثْلَ تَتَابُعِ الأَمْطارِ في وِدْيَانِها
في هذه اللحظاتِ تَعْلَمُ أن حُسْنًا ما عَظِيمًا
سَوفَ يَأتي
ربما وَلَدٌ يُكَلِّمُ أَهْلَهُ في المَهْد أو يَتَنَفَّسُ الصُبْحُ الذي في سُورَةِ التَّكْوير
لا أقصدُ التشبيهَ أو سَبْكَ المَجَازِ، ،
فَقَطْ أريدُ القَوْلَ والتَّذْكِير
هذا الكلامُ حَقِيقَةٌ عِلْمِيّةٌ يا أَهْلَنَا
الضبعُ أَضْعَفُ من فَرَائِسِها،
وأجْبَنُ مِنْهُمُ
بكَثِـيــر..

Recommandations