• 4 years ago
نور على الدرب: معنى الحلقة والخيط التي تستعمل لدفع المرض ومعنى الشرك - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال: الرسالة الأولى وردت إلى البرنامج من المستمع عبد الفتاح أحمد محمد عطية مصري الجنسية ومقيم بالقصيم في الفوارة، يقول في رسالته: عن عمران بن حصين رضي الله عنه: أن النبي ﷺ رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، فقال: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً وأيضاً: أسمع أن من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه، فما معنى: الحلقة والخيط والوهن؟ وما هو الشرك، أفيدونا أفادكم الله؟

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذا الحديث الذي ذكره السائل: وهو حديث عمران بن حصين بن عبيد الخزاعي رضي الله عنه عن أبيه رواه الإمام أحمد بن حنبل في المسند بإسناد جيد، ورواه غيره: أن رجلاً كان في يده حلقة علقها من أجل الواهنة من أجل مرض يقال له: الواهنة، وهو مرض يأخذ باليد من المنكب يحصل له بها ضعف، فكانت الجاهلية تعلق هذه الحلقة تزعم أنها تنفع من هذا المرض: فقال النبي ﷺ -لما رآها على هذا الرجل، وفي رواية: أنه رآها على عمران نفسه-: انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً.
قوله: انزعها يعني: أزلها، وقوله: فإنها لا تزيدك إلا وهناً يدل على أن هذه العلاجات غير المشروعة لا تزيد صاحبها إلا وهناً إلا مرضاً على مرضه وشراً على شره: فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً وما ذاك إلا لأنها نوع من التمائم التي يعلقها الجهلة، وهي نوع من الشرك؛ لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتلفتها إلى غير الله، فلهذا أنكرها الشارع ونهى عنها، وفي هذا الباب يقول ﷺ: من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له: ومن تعلق تميمة فقد أشرك.
والتمائم: هي ما يعلق على الأولاد وعلى المرضى من ودع أو طلاسم أو عظام أو غير هذا مما يعلقه الجهلة، يزعمون أنها تشفي المريض، وأنها تمنعه من الجن أو من العين، وكل هذا باطل لا يجوز فعله، وهو من الشرك الأصغر، وما ذاك إلا لأنها تعلق القلوب على غير الله، وتجعلها في إعراض وغفلة عن الله عز وجل، والواجب تعليق القلوب بالله وحده، ورجاء الشفاء منه  وسؤاله والضراعة إليه في طلب الشفاء؛ لأنه المالك لكل شيء وهو النافع الضار، وهو الذي بيده الشفاء ، فلهذا شرع الله عز وجل ترك هذه التعاليق وشرع النهي عنها، حتى تجتمع القلوب على الله وعلى الإخلاص له والتوكل عليه وسؤاله الشفاء سبحانه وتعالى دون كل ما سواه، فلا يجوز للمسلم أن يعلق حلقة من حديد، ولا من صفر، ولا من ذهب ولا من غير ذلك، لقصد الشفاء، أو من عظام في اليد أو نحو ذلك، ومن هذا الأسوة الجديدة التي يستعملها بعض الناس المعدنية هي من جنس هذا يجب منعها.
يقول بعضهم: أنها تمنع من الروماتيزم، وهذا شيء لا وجه له، بل...

https://binbaz.org.sa/fatwas/7239/%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A-%D8%AA%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D9%84-%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%B6-%D9%88%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%83

Recommended