• 4 years ago
نور على الدرب: معنى شهادة أن لا إله إلا الله - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
شيخ عبد العزيز! اقترح بعض المستمعين أن يطرح البرنامج أسئلة عن الركن الأول من أركان الإسلام، وها هو البرنامج يستجيب لذلكم الاقتراح، اشرحوا لنا لو تكرمتم معنى الركن الأول من الإسلام، وما يقتضيه ذلك المعنى، وكيف يتحقق في الإنسان، وما حكم من جهل شيء منه؟

الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:
فإن الله بعث نبيه محمداً ﷺ إلى الناس عامة عربهم وعجمهم, وجنهم, وإنسهم, ذكورهم, وإناثهم يدعوهم إلى توحيد الله والإخلاص له, وإلى الإيمان به-عليه الصلاة والسلام-, وبما جاء به وإلى الإيمان بجميع المرسلين, وبجميع الملائكة والكتب المنزلة من السماء, وباليوم الآخر, والبعث والنشور, والجزاء, والحساب, والجنة, والنار, وبالقدر خيره وشره, وأن الله قدر الأشياء وعلمها وأحصاها وكتبها , فكل شيء يقع هو بقضاء الله وقدره , وأمر الناس أن يقولوا لا إله إلا الله هذا هو أول شيء دعا إليه, وهو الركن الأول من أركان الإسلام, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
فلما قال للناس قولوا لا إله إلا الله, وأمرهم أن يؤمنوا بأنه رسول الله- عليه الصلاة والسلام- امتنع الأكثرون وأنكروا هذه الدعوة, وقالت له قريش ما ذكر الله عنهم: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ, وقال- سبحانه عنهم: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ, فاستنكروا هذه الدعوة؛ لأنهم عاشوا على عبادة الأصنام والأوثان, واتخاذ الآلهة مع الله , فلهذا أنكروا دعوة الرسول- عليه الصلاة والسلام- في توحيد الله والإخلاص له.
وهذا الذي دعا إليه ﷺ هو الذي دعت إليه الرسل جميعاً كما قال- سبحانه-: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ, وقال- سبحانه-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ.
وفي الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي ﷺ أنه قال: بني الإسلام على خمس - يعني على خمس دعائم - شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمداً رسول الله, و إقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت, وفي الصحيح أيضاً عن عمر بن الخطاب  أن النبي ﷺ أتاه سائل يسأله في صورة رجل شديد الثياب شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الحاضرين أحد فقال: يا محمد أخبرني على الإسلام؟ فقال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ، قال: صدقت ، فقال الصحابة: فعجبنا له يسأله ويصدقه ، ثم قال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, وتؤمن بالقدر خيره وشره ، قال:صدقت ، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن يراه فهو...

https://binbaz.org.sa/fatwas/27578/%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%86-%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

Recommended