• 3 years ago
ارتبط ذكر الخفافيش على مدار عقود طويلة بانتشار الكثير من الفيروسات القاتلة، وأحدثها فيروس كورونا المستجد، وفيروس "نيباه"، الذي حذرت بعض المنظمات الطبية العالمية من إمكانية انتشاره خلال الفترة المقبلة رغم ظهوره قبل أكثر من 20 عاماً. وأثار هذا التحذير مؤخرًا حالة من القلق والخوف، خاصة وأن العالم لا يزال يعاني من تداعيات كورونا، مما دفع كثيرين للتساؤل بشأن السر وراء اشتراك حيوان الخفاش في انتشار الفيروسات القاتلة، وما إذا كان هناك اختلاف في هذا الحيوان عن غيره من الكائنات الأخرى يجعله وعاء للفيروسات وناقلا لها. ويوضح الباحثون أسباب تردد اسم الخفاش في انتشار أي فيروس باعتباره ناقل أو مسبب له، مشيرين إلى أن السر وراء ذلك هو الجهاز المناعي للخفاش والذي يختلف عن جميع الكائنات الأخرى ويجعله مستقبل لجميع الفيروسات وناقل لها، موضحين أن هناك مئات الأنواع من هذا الحيوان الطائر، لكل منها دوره في نقل فيروس معين. ويؤكد باحث الفيروسات في جامعة لانكستر بإنجلترا، محمد رحيم، أن الخفافيش تحتضن أكثر من 25 فيروسًا، على رأسها عائلات الكورونا ثم السعار ثم النيباه، وهي أعلى 3 فيروسات تستطيع الخفافيش نقلها بشكل واسع وسريع جدًا. وقال رحيم إن هناك أكثر من نوع للخفافيش، منها خفافيش الفاكهة التي تنقل فيروس نيباه، والتي تختلف عن خفافيش عائلة فيروس كورونا، وتختلف أيضًا عن الخفافيش الناقلة لفيروس السعار، وذلك لوجود سلالات مختلفة منها. وأكد رحيم أن السبب وراء نقلها للفيروس أنها تفتقد عديد من الجينات المناعية التي تستطيع التعرف على الفيروسات، والتي تتواجد في معظم المخلوقات، مضيفًا أنه بالتالي يستطيع أي فيروس الدخول والتكاثر بشكل واسع داخل الخفافيش. وقال رحيم إن جميع الفيروسات لا تتكاثر داخل الخفافيش من أول مرة، لكنها تستغرق وقتًا للتأقلم والتكاثر داخل خلاياه، ومن ثم نقل العدوى للإنسان بصورة مباشرة أو من خلال عائل وسيط. وأضاف أن مشكلة خفافيش الفاكهة أنها تنقل الفيروسات بصورة مباشرة للإنسان، لوجود احتكاك مباشر معه، وهو ما يجعل خطورتها ونسبة الوفيات التي تسببها أعلى عن غيرها. وهو ما أكده أيضًا محمد عادل، باحث فيروسات بمركز بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية المصري، موضحًا أن الخفاش لديه استجابة مناعية شديدة للفيروسات، تؤدي إلى تكاثرها بشكل أسرع، ولذلك عندما تنتقل إلى الثدييات ذات الأجهزة المناعية المتوسطة مثل البشر، فإنها تسبب مشاكل قاتلة. وقال عادل إن السر وراء ذلك هو الجهاز المناعي للخفاش الذي لا يقاوم الفيروس لما لديه من استجابة مناعية أعلى توفر خلايا محمية من العدوي، فلا تظهر عليه أعراض الإصابة، باعتباره من أكثر الثدييات التي تفرز مادة الإنترفيرون الذي ينشط ويستعدي خلايا مواجهة العدوى. وأكد أن الخفاش هو مركز تدريب للفيروس، ويؤهله ويطوره وتخرج منه فيروسات جديدة، وذكر أن ذلك بسبب أن الخفاش لا يهاجم الفيروس ويتركه داخل الجسم ما يحوله إلى وعاء لعدد مهول من الفيروسات، موضحًا أن جسم الخفاش هو وعاء حاضن لعدد مهول من الفيروسات وليس فقط وعاء لبقاء الفيروسات وتكاثرها. وبالمقارنة بالحيوانات الأرضية، فإن العمر الافتراضي للخفافيش طويل، وتعيش بأشكال مزدحمة فى ملايين الكهوف، ما يعني أنها ربما تتلامس مع مزيد من الفيروسات، وتنتقل بسهولة بينها،

Recommended