مقدمة النشرة المسائية 11-08-2020

  • 3 years ago
لهمُ صلاةُ مدينة , لأرواحِهم عَزَفت فِرقٌ ثائرةٌ مدَنيةٌ وعسكرية في أسبوعِهم وعلى توقيتِ بيروتَ كانت أسماؤُهم تُرفعُ كأذانٍ على مَذبحِ كنيسة وشموعٌ تتلو الرحمةَ معَ شعار: في بلادي يموتُ مَن يستحقُ الحياة على يدِ مَن يَستحقُّ الموت. فثلاثاءُ الرابعِ مِن آبَ أوقفَ عقاربَ الساعة ولم يضاهِه أيُّ حدَثٍ حتى وإن طيرّت شظاياهُ حكومةَ حسان دياب وفرَضت حالَ طوارىءَ وأعادت نيتراتُه تلميعَ صورةِ طاقَمٍ حاكمٍ فاسد. فبالنسبةِ الى الشهداءِ والمفقودينَ والجرحىلا شيءَ تغيّرَ لأنَّ حقيقتَهم لا تزالُ حبيسةَ عَنبرٍ سياسيٍّ أمنيٍّ يَرمي التُّهَمَ كلٌّ باتجاهِ الآخر ويتنصّلُ مِن مسؤوليةٍ أَثبتتِ المراسلاتُ أنّهم جميعاً كانوا قد أَخذوا العِلمَ والخبرَ بها وهذا ما أكّدته مستنداتٌ اطّلعت عليها وَكالةُ روتيرز للأنباء.
وبينما أشارت مصادرُ قصرِ بعبدا إلى أنّ رئيسَ الجُمهوريةِ أحالَ التبليغَ إلى المجلسِ الأعلى للدفاع أكّدت مصادرُ الجديد أنّ المجلسَ المعنيَّ لم يُدرِجْ هذا البندَ في جدولِ الأعمالِ بعدَ رسائلِ العشرينَ مِن تموزِ لانتفاءِ الاهمية. والى أن يجريَ التحقيقُ بالمتسببين في هذا الجُرم فإنّ رئيسَ الجُمهوريةِ وقّع مرسومَ إحالةِ مِلفِّ جريمةِ المرفأِ إلى المجلسِ العدليّ معَ عبارةِ أنه لن يستكينَ قبلَ تِبيانِ كلِّ الحقائق فيما يستكملُ المدّعي العامُّ التمييزيُّ القاضي غسان عويدات جَمعَ الخيوطِ بالتنسيقِ معَ وفدِ التحقيقِ الفرنسيّ ولكونِ الجريمةِ أصبحت أمامَ المجلسِ العدليّ فإنّ أيًا منَ الموقوفينَ على ذمةِ هذا المِلف لن يجريَ تخليةُ سبيلِه وإن انقضَت مُهلةُ التوقيفِ الاحتياطي لكنّ أياً منَ المسؤولين السياسيين لم يعدْ على اكتراثٍ بالمتسبّبينَ والفاعلين والمستهترين بأرواحِ الناس بقدْرِ اهتمامِه المكرّرِ المعجّلِ اليومَ بمصيرِ مجلسِ النوابِ والاطمنانِ إلى طولِ عُمرِه وقطعِ الطريقِ على كلِّ فكرةٍ تؤدي الى انتخاباتٍ نيابيةٍ مبكرة. وهذا هو الجُرمُ الاساسيُّ الذي ارتكبَه حسّان دياب وأدّى إلى سقوطِه مضرّجاً بانتخاباتِه النيابيةِ المبكرة ستةُ آلافِ جريح ٍورئيس هو عدَدُ المصابينَ في انفجارِ المرفأ لكنَّ حروقَ دياب جاءَت من الدرجةِ السياسيةِ الأولى والثانيةِ التي طيرّته عن الكرسيِّ الثالثِ قبلَ جلسةِ الخميس. لم يسألْ أحدٌ عن التحقيق ولا عن معلوماتٍ أوردتْها وَكالةٌ فرنسيةٌ تشيرُ الى وجودِ عشرينَ حاويةٍ كيميائيةٍ محتملةِ الخَطَرِ في ميناءِ بيروت وكلُّ الاهتمامِ المحليِّ السياسيِّ محورُه حاليًا: انتخاباتٌ مبكرة غيرُ مُبكرة صمودُ مجلسِ النواب الى آخرِ الولاية الاشتراكيّ عندَ جعجع جعجع عندَ بري حكومةُ وَحدةٍ وطنية حكومةٌ جامعة عودةُ أشباحِ الخليلينِ وجبران ترشيحاتُ أسماءٍ مِن سعد الحريري إلى نوّاف سلام والاتفاقُ على اسمِ الرئيسِ ولونِه وسياستِه وحِيادِه وفريقِه الوزاريّ قبلَ البَدءِ بالاستشاراتِ النيابيةِ الملزِمة. وهذه المساعي يشتركُ فيها الجميعُ مِن حزبِ الله ورئيسِ مجلسِ النواب ورئيسِ التقدميّ والقواتِ والمردةِ والتيار الأزرق والثاني البرتقالي ولا استثناءاتِ لأحد لا بل إنّ حزبَ الله في طليعةِ الانغماسيين في توليفِ الطبخة مع مافيا الحُكم وكلُّه لمصلحةِ الوطن وأولُ مَن رفض الانتخاباتِ المبكر?

Recommended