win el3arab?? (new)

  • 15 years ago
تتصاعد رائحة الدم في شوارع غزّة، في جنين والخليل! تتصاعد الصرخات! والوجه الكالح ذاته يستجدي الفتات على موائد الأقوياء.. حائر ويمشي مغمض العينين يتحسس الشوك بيديه وقد انحنى! لا كالمثقلة من السنابل بل كمن يخفي رأسه في الرمال.. يمضي وقد نهشته السنين، ولاكت عظمه الليالي التي حملت حلمه مطراً أسود أغرقت به المنتظرين!
الأرض تشتعل بحرقة من عليها، تغلي بالدم الساخن وقد تفجّرت الحناجر بالتكبير.. تتهاوى البيوت على من فيها، وتضيء العتمة بجنون الصواريخ، اجتياح يسلّم الأرض لاجتياح آخر، ورصاص يلاحق رصاص، والعروبة بكماء، تراقب سيفها الذي قطّعت به خيلها وتكتفي بالدعاء! تراقب عدوّها يمزّقها، يحيلها إلى أشلاء! وتصمت في صومعة الجبن يتكسّر على أبواب سمعها النداء..
ونمارس كلنا لعبة التخفّي، وكل منا يختار الاختباء داخل روحه، فتفضحه نظراته وقد صارت تحدّق في الداخل لترى! اكتشفنا بأننا نرى الأشياء من خلالنا، وقد كنا نظن بأننا نرى أنفسنا من خلال الأشياء! وعرفنا لحظة البوح الأخير بأننا لا نؤمن إلا بما يؤمن بنا، فلماذا نلاحق من يركلنا؟ ونقبّل اليد التي تصفعنا؟ لماذا نركع للسوط، نخاف على الحياة ويخيفنا الموت؟
الشعب المتيّم بالحرّية يضرب الجدران بقيده علّه يحطّم أحدهما.. علّ البحر يمضي بموجه صوب القضبان فتتكسّر!
الشعب المتيّم بالتكبير أسير! والوعد يتجدد فيه ويحييه! حجارة في جدار الصمود تلتصق.. وفتاة بفتات الجسد تهديها الثبات!
بينما يتمادى السماسرة بإغراء من لا يرغب في الشراء، يتقافزون كالجنادب ليس لديهم غير جرأتهم على شعبهم، يلوّحون بأقلامهم ليمنحوا الظلم وجهه الجميل! ولمن تمادى في إحراقهم الظلّ الظليل..
ويستترون في هدأة البحر الذي مات ليحيا الطهر في قلوب المؤمنين، وتغسل الفضيلة جسدها من نجس المتكبّرين.
على الأرض التي خسفها الله بمن لم يصدّق وعده يمعنون في تقديم التنازلات، يمعنون بالانحناء! يلاحقون جلاديهم عراة من اليقين، وملح البحر يملأ عيونهم علّهم يذكّرهم بقوم نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. يبكي البحر! والموج من فوقه حزين.. (اللهم اهد من ضلّ طريقك! وأحي بالجهاد المسلمين!)..

Category

🗞
News