ينتشر في الصين نمط جديد من الزيجات يعرف باسم "زواج من طرفين"، ويأتي هذا الزواج كرد فعل طبيعي على التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع الصيني بعد إلغاء سياسية الطفل الواحد، وانطلاقاً من رغبة المجتمع في زيادة عدد الأطفال. ويتسم الزواج الجديد الذي يزداد انتشاراً في الصين هذه الأيام بميزتين أساسيتين، هما أنه لا يشترط تقديم مهر للعروس، مع اتفاق مسبق بين الطرفين لإنجاب طفلين بدلاً من طفل واحد، حيث يحمل أحد الأطفال اسم عائلة والده، في حين يحمل الطفل الآخر اسم عائلة والدته. وتتم المشاركة في نفقات السكن، وشراء السيارات، وتكاليف المعيشة الأخرى بين الزوجين، ويكون كل زوج مسؤولاً عن رعاية والديه ويجب التناوب في زيارة عائلة الزوجين خلال العطلات والمناسبات الرئيسة. وتتباين ترتيبات الزواج الجديدة بصورة صارخة مع عادات الزواج الصيني التقليدي المتبع في البلاد منذ القدم، والتي تتطلب بصورة نموذجية من الزوجة أن تصبح جزءاً من عائلة زوجها بعد الزواج، حيث يُنظر إليها في المقام الأول باعتبارها حاضنة للأطفال. في الزواج التقليدي يدفع الزوج وعائلته مهراً لعائلة الزوجة، وأن يحمل الأطفال اسم عائلة والدهم. وهناك ممارسات أخرى من بينها أن يتحمل الزوج مسؤوليات مصروفات المعيشة في المنزل، ورعاية الأطفال، في حين أن الزيارات خلال العطل تكون لعائلة الزوج في الغالب، وتكون الزوجة مسؤولة عن الأطفال ورعايتهم. ويرجع هذا النمط التقليدي من أشكال الزواج إلى عهود ماضية، تعود إلى عهد أسرة مينغ في الفترة ما بين "1368-1644" وعائلة قينغ في الفترة "1644-1912"، خصوصاً في مناطق مثل جيانغسو، وشنغهاي، وجميعها تقع في المنطقة الشرقية من الصين. هذا النمط الجديد من الزواج كان معروفًا من قبل في إقليم غيغيانغ باسم "ليانغ تو شيانغ هو"، ويهدف إلى "توسيع العائلة من كلا الطرفين"، وهو رمز لاستمرار سلالة العائلة من دون تمييز للجنس. ووفق ما روته صحيفة «ذي بيبر» في البر الصيني الرئيس فقد أدى ازدهار غيغيانغ الاقتصادي إلى تزايد المخاوف حول أسلوب وراثة الممتلكات وتوزيع التركة في العائلات التي لا يوجد فيها ذكور، خصوصاً بعد تنفيذ سياسة الطفل الواحد السابقة. ونتيجة كل هذه التعقيدات ظهر هذا النمط من الزواج مرة أخرى كخيار طبيعي لهذه العائلات. وخلال السنوات الأخيرة، توسّع النموذج الجديد في الزواج في شتى أنحاء الصين، ويجري تبنيه على نطاق واسع بين جيل الشاب. ويأتي هذا النوع الجديد من الزواج مدفوعاً بحقيقة أنه في سياق 180 مليون عائلة مؤلفة من طفل واحد، هناك ثمة حاجة متزايدة إلى عدد أكبر من البالغين في الأسرة ليوفروا الرعاية لآبائهم في كبرهم، وهذا لا يحدث دائماً في النمط التقليدي من الزواج لأن الزوجة تعتني في المقام الأول بعائلة زوجها. إضافة إلى ذلك، فإن تزايد تكاليف المعيشة وتربية الأسرة والوتيرة السريعة للحياة المعاصرة يتطلب دعماً مالياً ومساعدة من الآباء في رعاية الأطفال، ولهذا فإن كلا الشريكين يساعد في هذا الأمر في نطاق العائلة الجديدة. ومع ذلك فإن هناك انقساماً في الرأي العام حول أسلوب الزواج الجديد. ويعترف البعض بانتشار هذه الظاهرة في مدنهم الأصلية ولكنهم يرونها باعتبارها مزيدًا من تقليص مكانة النساء في المجتمع ولا تساعد على مزيد من المساواة بين الزوجين. وقال أحد المراقبين على شبكة الإنترنت، إنه "عمل مشين أن يكون لديك طفلان وكل منهما يحمل اسم عائلة مختلف، كيف يختلف هذا عن الولادة من خلال أم بديلة مجانية، بصورة قانونية؟". وعلق آخر قائلاً "تخاطر النساء بحياتهن لإنجاب طفلين، وتمنح أحدهما إلى عائلة الزوج ويكون لها واحد فقط. وليس هناك تعويض لأضرار الولادة أو التمييز في العمل، والاعتقاد بأن ذلك عادل هو وجهة نظر خاصة"، وقال آخر "يبقى الخطاب أبوياً، وببساطة فإنها فكرة قديمة في لباس جديد". - يأتي هذا النوع الجديد من الزواج مدفوعاً بحقيقة أنه في سياق 180 مليون عائلة مؤلفة من طفل واحد، هناك ثمة حاجة متزايدة إلى عدد أكبر من البالغين في الأسرة ليوفروا الرعاية لآبائهم في كبرهم، وهذا لا يحدث دائماً في النمط التقليدي من الزواج لأن المرأة تعتني في المقام الأول بعائلة زوجها. - هناك انقسام في الرأي العام حول أسلوب الزواج الجديد، ويعترف البعض بانتشار هذه الظاهرة في مدنهم الأصلية، ولكنهم يرونها باعتبارها مزيداً من تقليص مكانة النساء في المجتمع ولا تساعد على مزيد من المساواة بين الزوجين. مع الإشارة إلى أنه في الشكل الجديد للزواج يحمل أحد الأطفال اسم عائلة والـدته والآخـر اسم عائلة والده.
Category
🛠️
Lifestyle