حددت دراسة أجراها باحثون في جامعة ييل الأمريكية مؤشرًا بيولوجيًا جديدًا وهدفًا علاجيًا محتملًا لمرض الزهايمر يسمى PLD3، بعد اكتشاف سبب المرض. ومرض الزهايمر هو اضطراب عصبي ضموري يصيب ملايين الأشخاص حول العالم، ويتميز بتراكم لويحات الأميلويد في الدماغ، والتي يُعتقد أنها سبب الأعراض المميزة للمرض. وعلى الرغم من سنوات البحث، فإن الدراسة الجديدة وجدت أن الأدوية المصممة لتقليل تراكم هذه اللويحات قد أعطت في أفضل نتائج مختلطة في التجارب السريرية. وجد فريق الدراسة بقيادة الدكتور جايمي جروتزندلر، الأستاذ الدكتور هاري إم زيمرمان والدكتور نيكولاس وفيولا سبينيلي في علم الأعصاب بكلية الطب بجامعة ييل، أن التورم الناجم عن منتج ثانوي للويحات الأميلويد قد يكون السبب الحقيقي لأعراض المرض الموهنة. واكتشف الباحثون أن كل تشكيل من اللويحات يمكن أن يسبب تراكمًا من التورمات الكروية الشكل على طول مئات المحاور العصبية، وهي الأسلاك الخلوية الرفيعة التي تربط بين عصبونات الدماغ، بالقرب من رواسب لويحات الأميلويد. وتحدث هذه التورمات بسبب التراكم التدريجي للعضيات داخل الخلايا المعروفة باسم حويصلات، والتي تهضم النفايات الخلوية. مع تكبير التورمات، يمكنها أن تبلد انتقال الإشارات الكهربائية الطبيعية من منطقة في الدماغ إلى أخرى. ويقول الدكتور جروتزندلر: "لقد حددنا توقيعًا محتملًا لمرض الزهايمر له تداعيات وظيفية على دوائر الدماغ، حيث يحتوي كل سفيرويد على القدرة على تعطيل النشاط في مئات المحاور العصبية وآلاف الخلايا العصبية المترابطة". وأضاف: "علاوة على ذلك، اكتشفنا أن بروتينًا في حويصلات يسمى PLD3 تسبب في نمو هذه العضيات وتجمعها على طول المحاور العصبية، مما أدى في النهاية إلى تورم المحاور العصبية وانهيار التوصيل الكهربائي". واستخدم العلماء تجربة العلاج الجيني لإزالة PLD3 من الخلايا العصبية في الفئران التي تعاني من حالة تشبه مرض الزهايمر، ووجدوا أن ذلك أدى إلى انخفاض كبير في تورم المحاور العصبية، وهذا بدوره أدى إلى تطبيع التوصيل الكهربائي للمحاور العصبية وتحسين وظيفة الخلايا العصبية في مناطق الدماغ المرتبطة بهذه المحاور العصبية. ويقول الباحثون إن PLD3 يمكن استخدامه كعلامة في تشخيص خطر الإصابة بمرض الزهايمر وتوفير هدف للعلاجات المستقبلية. وأوضح الدكتور غروتزندلر أنه قد يكون من الممكن القضاء على هذا الانهيار للإشارات الكهربائية في المحاور العصبية عن طريق استهداف PLD3 أو جزيئات أخرى تنظم حويصلات، بغض النظر عن وجود اللويحات. ومرض الزهايمر مرض مدمر يصيب الملايين من الناس حول العالم، في الوقت الحالي، لا يوجد علاج، والعلاجات المتاحة لا يمكنها إلا أن تساعد في إدارة الأعراض. ومع ذلك، فإن اكتشاف مؤشر بيولوجي جديد وهدف علاجي محتمل للمرض يعد خطوة كبيرة للأمام في مكافحة مرض الزهايمر. و توفر نتائج فريق البحث الأمل في تطوير علاجات جديدة يمكنها تحسين نوعية حياة المصابين بالمرض.
Category
🛠️
Lifestyle