أقوى الردود المفحمة_ذكاءالرد وسرعة البديهة
Category
😹
AmusantTranscription
00:00:00 قومٌ عُرف بالحكمة والذكاء
00:00:04 ووصف بالحنكة والدهاء
00:00:08 تسمع أخبار بديهتهم كأنك في نزهة
00:00:12 وتشاهد غريب قصصهم فتثير الدهشة
00:00:17 سنكون معكم وسنحكيها لكم
00:00:21 في سلسلة قصص من التاريخ
00:00:28 انضم إلى متابعي قناة سيوف بتارا
00:00:32 بالضغط على زر الاشتراك وتفعيل الجرس
00:00:36 ولا تنسى الإعجاب بالمقطع
00:00:38 فهذا يساعدنا كثيرا على النشر والانتشار
00:00:43 وكان يطوف في السوق رجل متكبر
00:00:49 يظهر عليه الكثير من حصن الهيئة والزهو
00:00:53 ومرت به امرأة تبيع السمن
00:00:55 فسألها ماذا تبيعين يا امرأة
00:00:59 فقالت أبيع سمن يا سيدي
00:01:02 فقال لها ارني
00:01:05 وعندما ارادت أن تنزل دلو السمن من فوق رأسها
00:01:09 انسكب بعض منه على ثيابه
00:01:12 فغضب الرجل غضبا شديدا
00:01:14 وقال لها لن أبرح المكان حتى تعطيني ثمن الثوب
00:01:20 فظلت المرأة تستعطفه وتقول له
00:01:23 اعفني يا سيدي فأنا امرأة مسكينة
00:01:27 فقال لها اعطني ثمن الثوب
00:01:31 فسألت وكم ثمن الثوب
00:01:34 فقال ألف درهم
00:01:37 فقالت له أنا امرأة فقيرة
00:01:40 فمن اين لي بألف درهم
00:01:43 فقال لا شأن لي
00:01:45 وبينما هو يتهددها ويتوعدها
00:01:49 اقبل عليهم شاب
00:01:51 فقال لها ما شأنك يا امرأة
00:01:54 فقصت عليه الخبر
00:01:56 فقال الفتى أنا ادفع ثمن الثوب
00:02:00 ثم اخرج الف درهم
00:02:03 فعدها الرجل المتكبر
00:02:05 وقبل ان يبرح المكان
00:02:07 قال له الشاب
00:02:09 تمهل ايها الرجل
00:02:11 فرد عليه ذلك المتكبر
00:02:13 وقال وماذا تريد
00:02:16 فقال هل اخذت ثمن الثوب
00:02:19 قال نعم
00:02:21 فقال له الشاب
00:02:23 فاين الثوب
00:02:24 قال ولما
00:02:26 قال قد اعطيناك ثمنه
00:02:28 فاعطنا الثوب
00:02:30 فقال الرجل المتكبر
00:02:32 وأسير عاريا
00:02:34 فقال الشاب لا شأن لي
00:02:37 فقال المتكبر
00:02:39 وان لم اعطك الثوب
00:02:41 قال تعطين الثمن
00:02:43 فقال المتكبر
00:02:45 الالف درهم
00:02:47 فقال الشاب
00:02:49 كلا بل الثمن الذي نطلبه
00:02:51 فقال المتكبر
00:02:53 ولكنك دفعت لي
00:02:55 الف درهم
00:02:57 فقال الشاب
00:02:59 لا شأن لك بما دفعت
00:03:01 فان الثوب الآن ثوبي
00:03:03 وأطلب فيه ما اريد
00:03:05 فقال له الرجل
00:03:07 وكم تريد
00:03:09 فقال الشاب
00:03:11 الفي درهم
00:03:13 فقال المتكبر
00:03:15 فقال الشاب
00:03:17 اذا فاعطنا ثوبنا
00:03:19 فقال الرجل المتكبر
00:03:21 اتريد ان تفضحني
00:03:23 فقال الشاب
00:03:25 كما كنت تريد ان تفضح المرأة المسكينة
00:03:29 فخجل الرجل المتكبر
00:03:31 وأعاد المال للشاب
00:03:33 وعفى عن المرأة
00:03:35 ويروا ان قيس بن الملوح
00:03:39 مجنون ليلى
00:03:41 لحق بكلب ليلى
00:03:43 وقال له على مكانها
00:03:45 فمر على جماعة يصلون
00:03:47 وعندما عاد
00:03:49 مر بهم ثانية
00:03:51 فقالوا له
00:03:53 اتمر علينا ونحن نصلي
00:03:55 ولا تصلي معنا
00:03:57 فقال لهم
00:03:59 او كنتم تصلون
00:04:01 قالوا نعم
00:04:03 فقال لهم
00:04:05 والله ما رأيتكم
00:04:07 ووالله لو كنتم تحبون الله
00:04:09 كما احب ليلى
00:04:11 وكما تموني
00:04:13 ومن اذكى الرسائل
00:04:15 في التاريخ
00:04:17 اسر الروم رجلا من المسلمين
00:04:19 فاجبروه ان يكتب رسالة
00:04:21 الى قائد المسلمين
00:04:23 ليشجعه على القدوم الى الروم
00:04:25 وكان الروم قد نصبوا
00:04:27 للمسلمين كمينا
00:04:29 ليقتلوهم
00:04:31 فكتب الاسير في الرسالة
00:04:33 هذه الجملة
00:04:35 نصحت فدع ريبك
00:04:37 ودع مهلك
00:04:39 وقرأها الروم
00:04:41 كانت كما ارادو
00:04:43 وعندما وصلت الرسالة
00:04:45 الى قائد المسلمين
00:04:47 فهم ما قصده المسلم
00:04:49 وتفطن الى ما فيها من لغز خفي
00:04:51 بحيث اذا عكست الجملة
00:04:53 وقرئت من اليسار
00:04:55 صارت تحذيرا
00:04:57 للمسلمين
00:04:59 فكانت كالتالي
00:05:01 كلهم عدو كبير
00:05:03 عدفة حصا
00:05:07 وفي عام 1919
00:05:09 اراد الاحتلال البريطاني
00:05:11 في الهند
00:05:13 القضاء على افعال كوبرا السامة
00:05:15 في مدينة دلهي
00:05:17 بسبب انتشارها
00:05:19 وتسببها بحالة من الرعب
00:05:21 لدى المستوطنين الانجليز
00:05:23 وضع الانجليز قانونا
00:05:25 يتم بموجبه اعطاء مكافأة
00:05:27 لمن يقوم بقتل الكوبرا
00:05:29 وتسليمها لهم
00:05:31 وفي بادي الامر
00:05:33 حققت هذه الفكرة نجاحا باهرا
00:05:35 حيث تحول اهالي دلهي الفقراء
00:05:37 الى صائدي افاعي
00:05:39 بسبب المكافآت المالية السخية
00:05:41 التي منحتها اياهم
00:05:43 السلطات البريطانية
00:05:45 لكن بعد ذلك
00:05:47 عمد العديد من الهنود
00:05:49 لتربية افاعي الكوبرا
00:05:51 وجعلها تتكاثر بشكل مهول
00:05:53 داخل منازلهم ومزارعهم
00:05:55 قبل قتلها
00:05:57 وتسليم جلودها
00:05:59 لسلطات دلهي
00:06:01 وجنوا من هذه التجارة
00:06:03 ارباحا هائلة
00:06:05 وتزايد اعداد مربي الافاعي
00:06:07 عوضا عن صيدها
00:06:09 فلما اكتشفت السلطات البريطانية
00:06:11 خداع الهنود لها
00:06:13 ألغت المكافأة
00:06:15 فزاد ذلك الطين بالله
00:06:17 حيث عمد الهنود
00:06:19 الى اطلاق الافاعي في الشوارع
00:06:21 لانها لم يعد لها قيمة
00:06:23 وزادت اعداد الافاعي
00:06:25 بشكل اكبر من ذي قبل
00:06:27 وانتشرت بشكل اوسع
00:06:29 ولذلك سمي الهنود
00:06:31 كل قانون يتم اقراره
00:06:33 دون دراسة
00:06:35 ويزيد من تعقيد المشكلة
00:06:37 عوضا عن حلها
00:06:39 بتأثير الكوبرا
00:06:41 عادت حليمة
00:06:47 لعادتها القديمة
00:06:49 من هي حليمة
00:06:51 في قولهم عادت حليمة
00:06:53 لعادتها القديمة
00:06:55 وما قصتها
00:06:59 يقال
00:07:01 هي زوجة احد الشخصيات
00:07:03 التي اشتهرت بالكرم
00:07:05 كما اشتهرت هي بالبخل
00:07:07 وكانت اذا ارادت ان تضع
00:07:09 سمنا في الطبخ
00:07:11 اخذت الملعقة ترتجف في يدها
00:07:13 فاراد زوجها
00:07:15 ان يعلمها الكرم
00:07:17 فقال لها ان الاقدمين
00:07:19 كانوا يقولون
00:07:21 ان المرأة كلما وضعت ملعقة
00:07:23 من السمن في قدر الطبخ
00:07:25 زاد الله بعمرها يوما
00:07:27 فاخذت حليمة
00:07:29 تزيد ملعقة السمن في الطبخ
00:07:31 حتى صار طعامها طيبا
00:07:33 وتعودت يدها
00:07:35 على السخاء
00:07:37 ولكن شاء الله ان يفجعها
00:07:39 بابنها الوحيد
00:07:41 الذي كانت تحبه اكثر من نفسها
00:07:43 فجزعت حتى
00:07:45 تمنت الموت
00:07:47 فاخذت لذلك
00:07:49 تقلل ملعقة السمن في الطبخ
00:07:51 حتى ينقص عمرها
00:07:53 وتموت
00:07:55 فقال الناس
00:07:57 عادت حليمة
00:07:59 لعادتها القديمة
00:08:01 لا امير فينا
00:08:03 ان ذل راعينا
00:08:05 وقصة هذا المثل
00:08:07 ان ملكا من ملوك العرب
00:08:09 اعتقل رجلا
00:08:11 من قبيلة اخرى
00:08:13 فجاءت قبيلته
00:08:15 بشيوخها وامرائها
00:08:17 تشفع فيه
00:08:19 فقال الملك
00:08:21 من هذا الرجل الذي جئتم كلكم
00:08:23 لتشفعوا فيه
00:08:25 فقالوا هو ملكنا
00:08:27 فقال
00:08:29 لم لم يخبرنا عن نفسه
00:08:31 فقالوا
00:08:33 انفى ان يذل نفسه
00:08:35 واراد ان يريك عزته
00:08:37 بقومه
00:08:39 فاطلقه لهم
00:08:41 وبعد ايام جاءه الخبر
00:08:43 ان ذلك الرجل
00:08:45 ما هو الا راعي
00:08:47 الابل عندهم
00:08:49 فارسل اليهم الملك يستفسر
00:08:51 مما صنعوه
00:08:53 فجاءه الرد
00:08:55 لا امير فينا
00:08:57 ان ذل راعينا
00:08:59 ومن قصص
00:09:01 الذكاء لدى المتنبي
00:09:03 مع سيف الدولة
00:09:05 حدث ان دخل المتنبي
00:09:07 على سيف الدولة
00:09:09 فوجده متكئا
00:09:11 فوقف قريبا منه ثم انشأ يقول
00:09:13 لكل امرئ
00:09:15 من دهره ما تعود
00:09:17 فوقفه سيف الدولة
00:09:19 قائلا حسبك
00:09:21 ثم جلس واستقام
00:09:23 في جلسته بعد ان كان
00:09:25 متكئا ثم قال
00:09:27 للمتنبي اعد قولك
00:09:29 واكمل فقال
00:09:31 لكل امرئ
00:09:33 من دهره ما تعود
00:09:35 وعادة سيف الدولة
00:09:37 الطعن في العداء
00:09:39 ثم انشأ قصيدته كاملة
00:09:41 وانتهى منها وانصرف
00:09:43 فاستغرب الذي كان حاضرا
00:09:45 في مجلس سيف الدولة
00:09:47 من امر الخليفة للمتنبي
00:09:49 بالتوقف ثم الاعتدال
00:09:51 ثم طلبه
00:09:53 الاعادة من جديد
00:09:55 فسأله لماذا فعلت هذا
00:09:57 فاجابه
00:09:59 انه لما قال شطر البيت
00:10:01 الاول لكل امرئ
00:10:03 من دهره ما تعود
00:10:05 خشيت ان ينظر الى حالي
00:10:07 متكئا فيقول
00:10:09 وعادة هذا الوغد
00:10:11 ان يتمدد
00:10:13 فقطعت عليه هذا الاحتمال
00:10:15 ومن ذكاء الرد
00:10:17 ان دخل اعرابي
00:10:19 على المأمون
00:10:21 وقال له يا امير المؤمنين
00:10:23 انا رجل من الاعراب
00:10:25 فقال
00:10:27 ولا عجب في ذلك
00:10:29 فقال الاعرابي
00:10:31 اني اريد الحج
00:10:33 فقال المأمون
00:10:35 الطريق واسعة
00:10:37 فقال ليس معي مال
00:10:39 فقال المأمون
00:10:41 يسقط عنك الحج
00:10:43 فقال الاعرابي
00:10:45 ايها الامير
00:10:47 جئتك مستجديا
00:10:49 لا مستفتيا
00:10:51 فضحك المأمون
00:10:53 وامر له بعطاء
00:10:55 ومن اخبار الحمقى والمغفلين
00:10:59 رأى الاصمعي جارية
00:11:01 تحمل رمانا فوق رأسها
00:11:03 في ويعاء
00:11:05 فتسلل اليها رجل
00:11:07 فاخذ رمانة منها خلصة
00:11:09 وهي لا تشعر
00:11:11 قال الاصمعي
00:11:13 فتبعته حتى مر الرجل بمسكين
00:11:15 فاعطاه الرمانة
00:11:17 فقال له
00:11:19 عجبا لك سرقتها
00:11:21 ظننتك جائعا
00:11:23 اما ان تسرقها وتتصدق
00:11:25 بها على مسكين
00:11:27 فهذا اعجب
00:11:29 فقال الرجل لا يا هذا
00:11:31 انا اتاجر مع ربي
00:11:33 فرد الاصمعي مستنكرا
00:11:35 تتاجر مع ربك
00:11:37 كيف ذلك
00:11:39 فقال الرجل
00:11:41 سرقتها فكتبت علي سيئة
00:11:43 واحدة وتصدقت
00:11:45 بها فكتبت لي عشر
00:11:47 حسنات فبقي لي عند
00:11:49 ربي تسع حسنات
00:11:51 فقال له الاصمعي
00:11:53 سرقتها فكتبت عليك سيئة
00:11:55 وتصدقت بها
00:11:57 فلن يقبلها الله منك
00:11:59 لان الله طيب
00:12:01 لا يقبل الا طيبة
00:12:03 فانت كمن يغسل
00:12:05 الثوب النجس بالبول
00:12:07 ومن ذكاء الرد
00:12:09 انه لما دخل
00:12:11 الخليفة الاموي
00:12:13 عبد الملك بن مروان البصرة
00:12:15 رأى اياس بن معاوية
00:12:17 وهو صبي
00:12:19 وخلفه اربعة من القراء
00:12:21 واياس يقدمهم
00:12:23 فقال عبد الملك
00:12:25 اما فيكم شيخ يقدمكم
00:12:27 غير هذا الصغير
00:12:29 ثم قال له
00:12:31 كم سنك
00:12:33 فقال اياس في ذكاء
00:12:35 سني هي سن
00:12:37 اسامة بن زيد
00:12:39 حين ولاه رسول الله
00:12:41 صلى الله عليه وسلم
00:12:43 جيشا فيه
00:12:45 ابو بكر وعمر
00:12:47 فقال
00:12:49 تقدم بارك الله فيك
00:12:51 الحطيئة
00:12:53 جرول بن اوسن العبسي
00:12:55 شاعر هجاء
00:12:57 كان يهجو كل من يعرفه
00:12:59 وكل من لا يعرفه
00:13:01 وقد كان هجاء
00:13:03 عنيفا
00:13:05 لم يكد يسلم من لسانه احد
00:13:07 فقد هجى امه
00:13:09 واباه ونفسه وعمه
00:13:11 وخاله
00:13:13 فكان مما قال في امه
00:13:15 تنحي فاقعدي عني بعيدا
00:13:17 اراح الله منك العالمين
00:13:19 الم اوضح لك البغضاء مني
00:13:21 ولكن لا اخالك تعقلين
00:13:23 اغر بالا
00:13:25 اذا استودعت سرا
00:13:27 وكانونا
00:13:29 على المتحدثين
00:13:31 جزاك الله شرا من عجوز
00:13:33 ولقاك العقوق من البنين
00:13:35 حياتك ما علمت
00:13:37 حياة سوء
00:13:39 وموتك قد يسر
00:13:41 الصالحين
00:13:43 وقال الحطيئة
00:13:45 في ابيه وعمه وخاله
00:13:47 لحاك الله
00:13:49 ثم لحاك حقا
00:13:51 ابا ولحاك من عم وخالي
00:13:53 فنعم الشيخ
00:13:55 انت لدى المخازي
00:13:57 وبئسة
00:13:59 الشيخ
00:14:01 انت لدى المعالي
00:14:03 جمعت اللؤم
00:14:05 لا حياك ربي
00:14:07 وابواب السفاهة
00:14:09 والضلال
00:14:11 وهجى زوجته فقال
00:14:13 لها جسم برغوث
00:14:15 وساق بعوضة
00:14:17 ووجه كوجه القرد
00:14:19 بل هو اقبح
00:14:21 تبرق عيناها
00:14:23 اذا ما رأيتها
00:14:25 وتعبس في وجه الجليس
00:14:27 وتكلح
00:14:29 اذا عاين الشيطان
00:14:31 صورة وجهها
00:14:33 تعوذ منها حين يمسي
00:14:35 ويصبح
00:14:37 وحتى انه لما خرج
00:14:39 في يوم ولم يجد
00:14:41 احدا يهجوه
00:14:43 هجى نفسه وذم وجهه
00:14:45 حين رأى انعكاس وجهه
00:14:47 في بئر الماء فقال
00:14:49 ابت شفتايا اليوم
00:14:51 الا تكلم
00:14:53 بشر فما ادري
00:14:55 لمن انا قائله
00:14:57 ارى لي وجها
00:14:59 شوه الله خلقه
00:15:01 فقبح من وجه
00:15:03 وقبح حامله
00:15:05 ودخل ابو دلف
00:15:09 على المأمون وعنده
00:15:11 جارية له وكان
00:15:13 ابو دلف قد ترك الخضاب
00:15:15 وهو صبو الشعر بالحناء
00:15:17 فاشار المأمون
00:15:19 الى الجارية فقالت له
00:15:21 شفتايا ابا دلف
00:15:23 انا لله وانا اليه
00:15:25 راجعون
00:15:27 فسكت عنها ابو دلف
00:15:29 فقال له المأمون
00:15:31 اجبها
00:15:33 فقال على بديهته
00:15:35 تهزأت اذ رأت شيبي فقلت لها
00:15:37 لا تهزأي من يطل
00:15:39 عمر به يشبي
00:15:41 شيب الرجال لهم زين
00:15:43 ومكرمة
00:15:45 وشيب كن لكن الويل
00:15:47 فاكتئبي
00:15:49 ومن اقوى الردود
00:15:51 فالاصمعي قال
00:15:53 كنت مارا في بعض سكك البصرة
00:15:55 فاذا انا بك الناس
00:15:57 ينقل جرة
00:15:59 على عاتقه وهو
00:16:01 يغني ويقول
00:16:03 واكرم نفسي انني
00:16:05 اناهنتها وحقك
00:16:07 لم تكرم على احد
00:16:09 بعدي فقلت
00:16:11 ويحك عن اي
00:16:13 شيء اكرمتها وهذه
00:16:15 الجرة على عاتقك
00:16:17 فقال اكرمتها
00:16:19 عن الوقوف على باب
00:16:21 مثلك ثم ولى
00:16:23 وهو يقول
00:16:25 لنقل الصخر من قلل الجبال
00:16:27 احب الي من
00:16:29 منن الرجال
00:16:31 يقول الناس كسب فيه عار
00:16:33 فقلت العار
00:16:35 في ذل السؤال
00:16:37 ومن ذكاء الردي
00:16:41 وسرعة البديهة
00:16:43 ان خرج ابو نواس
00:16:45 يريد شراء اضحية له
00:16:47 فاذا هو باعرابي
00:16:49 يسوق شاة
00:16:51 يقدمها كبش
00:16:53 فرآه ابو نواس
00:16:55 فانشد على بديهته
00:16:57 ايا صاحب الشات التي قد تسوقها
00:17:01 بكم ذاكم الكبش
00:17:03 الذي قد تقدمه
00:17:05 فقال الاعرابي
00:17:07 على بديهته
00:17:09 على نفس الوزن والروي
00:17:11 ابيعكه
00:17:13 ان كنت ممن يريده
00:17:15 ولم تك مزاحا
00:17:17 بعشرين درهم
00:17:19 فرد عليه
00:17:21 ابو نواس
00:17:23 اجدت رعاك الله رد
00:17:25 جوابنا فاحسن الينا
00:17:27 ان اردت تكرم
00:17:29 فرد
00:17:31 الاعرابي قائلا
00:17:33 احط من العشرين
00:17:35 خمسا لانني
00:17:37 اراك ضريفا
00:17:39 فاقبضنه مسلما
00:17:41 فدفع ابو نواس
00:17:43 المال
00:17:45 وساق الكبش
00:17:47 وجاء رجل الى الشعبي ابن عامر
00:17:51 فقال له
00:17:53 اني تزوجت بامرأة
00:17:55 فوجدتها عرجاء
00:17:57 فهل لي ان اردها
00:17:59 فقال له
00:18:01 ان كنت تريد ان تسابق بها
00:18:03 فاردها
00:18:05 واستعرض رجل جارية سوداء مليحة
00:18:11 وقال لها مسمكي
00:18:13 فقالت مكة
00:18:15 فقال الله اكبر
00:18:17 قد قرب الله الطريق
00:18:19 افتأذنين في تقبيل الحجر الاسود
00:18:21 فقالت
00:18:25 هيهات ان تكون بالغيه
00:18:27 الا بشق الانفس
00:18:29 وسأل رجل الامام الشعبي
00:18:33 هل يجوز ان نأخذ الحصات من المسجد
00:18:35 فقال الشعبي نعم يجوز
00:18:39 فقال الرجل
00:18:41 زعم انها تصيح
00:18:43 حتى تعاد الى المسجد
00:18:45 فقال له
00:18:47 دعها تصيح
00:18:49 حتى ينشق حلقها
00:18:51 فقال الرجل
00:18:53 اولها حلق
00:18:55 فقال الشعبي
00:18:57 فمن اين تصيح اذا
00:18:59 وقال الماهاني
00:19:03 مررت بمنجم قد صلب
00:19:05 فقلت له
00:19:07 ماهو هذا في نجمك وحكمك
00:19:09 فقال
00:19:11 قد كنت ارى لنفسي رفعة
00:19:13 ولكن لم اعلم انها فوق خشبة الصلب
00:19:15 رجع بخفي حنين
00:19:21 وقصة المثل
00:19:25 انسى وما وجادل
00:19:27 احد الاعراب حنين
00:19:29 للاسكافي على خفين
00:19:31 ولكنه لم يشترهم
00:19:33 بعد جدل طويل
00:19:35 فاغتاض حنين من جدل الاعرابي
00:19:37 فقام وعلق احد الخفين في طريق الاعرابي
00:19:41 ثم سار وطرح الاخر في طريقه
00:19:45 وكامن له
00:19:47 فلما مر الاعرابي بالمكان الاول
00:19:49 ورأى احد الخفين
00:19:53 قال
00:19:55 ما اشبه هذا بخف حنين
00:19:57 ولو كان معه الاخر
00:19:59 لاخذته
00:20:01 فتقدم وراء الثاني مطروحا
00:20:03 فندم على تركه الاول
00:20:05 فنزل وعقل راحلته
00:20:07 ورجع الى الاول
00:20:09 فذهب حنين وسرق راحلته
00:20:11 ورجع الاعرابي
00:20:15 وليس معه الا الخفان
00:20:17 فقال له قومه
00:20:19 ما الذي جئت به من سفرك
00:20:21 فقال جئت بخفي حنين
00:20:25 وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:20:31 وقال الى احد الاخرين
00:20:33 الى بعض احياء العرب
00:20:35 يدعوهم الى الاسلام
00:20:37 فقالوا يا خالد
00:20:39 صف لنا محمدا
00:20:41 فقال بايجاز ام باطناب
00:20:43 فقالوا بايجاز
00:20:47 فقال هو رسول الله
00:20:49 والرسول على قدر المرسل
00:20:53 وسأله رقل ملك الروم
00:20:57 ابا سفيان قبل اسلامه
00:20:59 قائلا
00:21:01 هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب
00:21:03 قبل ان يقول ما قال
00:21:07 فقال لا والله
00:21:09 فقال هرقل
00:21:11 ما كان ليدع الكذب على الناس
00:21:13 ويكذب على الله
00:21:15 ومن ذكاء ودهاء المهدي
00:21:19 انه قعد قعودا عاما للناس في يوم
00:21:23 فدخل رجل في يده نعل ومنديل
00:21:27 فقال يا امير المؤمنين
00:21:29 هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:21:31 قد اهديتها اليك
00:21:35 فقال هاتها
00:21:37 فدفعها اليه
00:21:39 فقبل باطنها
00:21:41 ورفعها على عينيه
00:21:43 وامر للرجل بعشرة الاف درهم
00:21:45 فلما اخذها وانصرف
00:21:49 قال لجلسائه
00:21:51 اترون اني اعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
00:21:55 لم يرها
00:21:57 فضلا على ان يكون لبسها
00:21:59 ولو كذبناه لذهب الى الناس
00:22:01 وقال
00:22:03 اتيت امير المؤمنين بنعل رسول الله
00:22:05 فردها علي
00:22:07 فكان من يصدقه من العامة
00:22:11 اكثر ممن يدفع خبره
00:22:13 فاذا كان من شأن العامة
00:22:15 واشكالها النصرة للطعيف
00:22:17 على القوي
00:22:19 اشترين لسانه
00:22:21 وقبلنا هديته
00:22:23 وصدقنا قوله
00:22:25 ورأينا فعلنا
00:22:27 انجح وارجح
00:22:29 وقال صاحب الاغاني
00:22:33 ان رجلا قال لجرير
00:22:35 من اشعر الناس
00:22:37 فقال
00:22:39 قم حتى اعرفك الجواب
00:22:41 فاخذ بيد الرجل
00:22:43 وجاء الى ابيه عطية
00:22:45 وقد اخذ عنزا
00:22:47 وجعل يشرب من ضرعها
00:22:49 فصاحبه جرير
00:22:51 اخرج يا ابتي
00:22:53 فخرج شيخ رميم
00:22:55 ذميم رث الهيئة
00:22:57 وقد سال لبن العنز
00:22:59 على لحيته
00:23:01 فقال جرير للرجل
00:23:03 اترى هذا الشيخ
00:23:05 قال نعم
00:23:07 قال او تعرفه
00:23:09 قال لا
00:23:11 قال هذا ابي
00:23:13 افتدري لما كان يشرب من ضرع العنز
00:23:15 دون ان يحلبه
00:23:17 قال لا
00:23:19 قال مخافة من ان يسمع صوت الحلبي
00:23:23 فيطلب منه
00:23:25 ثم قال
00:23:27 اشعر الناس من فاخر بهذا الاب ثمانين شاعر
00:23:32 وقارعهم فغلبهم جميعا
00:23:36 الاعشى بن قيس
00:23:39 كان من كبار شعراء الجاهلية
00:23:41 مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
00:23:44 وكان في طريقه اليه ليسلم
00:23:47 فاعترضته قريش وقال له
00:23:50 انه دين يمنعك عن الزنا
00:23:53 فقال
00:23:55 الزنا قد تركتها وتركتني
00:23:57 فقالوا يمنعك عن القمار
00:24:00 فقال لعله يعوضني عن غيره
00:24:04 فقالوا يمنعك عن الربا
00:24:07 فقال ما دنت ولا ادنت
00:24:10 فعرضوا له مئة ناقة
00:24:12 ويؤخر اسلامه سنة
00:24:14 ففعل ذلك
00:24:16 لكنه مات قبل ان يسلم
00:24:19 وقبل انتهاء المدة بيوم واحد
00:24:23 عدو عاقل خير من صديق جاهل
00:24:28 من اخبار الحمقى والمغفلين
00:24:31 كان اعرابي مع صديقه يقطعان الصحراء
00:24:35 ومعهما قربة ماء
00:24:37 وبعد ان قطعه مسافة طويلة
00:24:40 طلب الاعرابي من صديقه قربة الماء
00:24:43 فوجدها فارغة
00:24:45 فصعق الاعرابي فزعا
00:24:48 وسأل عن الماء
00:24:50 فقال له صديقه
00:24:52 وجدت عشبة في الصحراء جافة
00:24:54 فسقيتها بالماء
00:24:56 فجن جنون الاعرابي من جهله
00:24:59 ونطم على وجهه
00:25:01 وقال
00:25:03 عدو عاقل خير من صديق جاهل
00:25:07 ولما سمع امير المؤمنين المستضيء
00:25:12 ابن الجوزي ينشد تحت داره
00:25:14 ستنقلك المنايا عن ديارك
00:25:18 ويبدلك الردى دارا بدارك
00:25:22 وتترك ما عنيت به زمانا
00:25:25 وتنقل من غناك الى افتقارك
00:25:29 فدود القبر في عينيك يرعى
00:25:32 وترعى عين غيرك في ديارك
00:25:36 فجعل الامير المستضيء يمشي في قصره ويقول
00:25:41 اي والله وترعى عين غيرك في ديارك
00:25:46 ويكررها ويبكي
00:25:49 وسيق رجل الى الخليفة هشام بن عبد الملك
00:25:54 لامر بلغه عنه
00:25:56 فلما اقيم بين يديه
00:25:58 جعل الرجل يتكلم بحجته ويدافع عن نفسه
00:26:02 فقال له هشام
00:26:04 او تتكلم ايضا
00:26:06 فقال الرجل
00:26:08 يا امير المؤمنين
00:26:10 يقول الله تعالى
00:26:12 يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها
00:26:16 افيجادلون الله تعالى
00:26:18 ولا نتكلم بين يديك كلاما
00:26:22 فقال هشام
00:26:23 ويحق
00:26:24 بل تكلم
00:26:26 ودخل ابن السماك يوما
00:26:30 على هارون الرشيد
00:26:32 فاستسقى الرشيد
00:26:34 فأتي له بماء بارد
00:26:36 فقال لابن السماك
00:26:38 عظني
00:26:40 فقال يا امير المؤمنين
00:26:42 بكم كنت تشتري هذه الشربة
00:26:44 لو منعتها
00:26:46 فقال بنصف ملكي
00:26:48 فقال اشرب هنيئا
00:26:50 فلما شرب قال
00:26:52 ارأيت لو منعت خروجها من بدنك
00:26:56 بكم كنت تشتري ذلك
00:26:58 فقال بنصف ملكي الاخر
00:27:02 فقال له ابن السماك
00:27:04 ان ملكا قيمة نصفه شربة ماء
00:27:08 وقيمة نصفه الاخر بولة
00:27:12 لخليقا
00:27:14 الا يتنافس عليه
00:27:16 وسب أعرابي أعرابي
00:27:20 فسكت
00:27:22 فقيل له لما سكت عنه
00:27:24 فقال ليس لي علم بمساويه
00:27:28 وكرهت ان أبهته
00:27:30 بما ليس فيه
00:27:32 ويقول الشاعر
00:27:36 ان لم تكن صدرا بأول جملة
00:27:40 او فاعلا للمجد في اسهابي
00:27:42 اياك ان تبقى ضميرا غائبا
00:27:46 او لا محل له من الاعراب
00:27:48 ولما خرج عمر بن عبدوود
00:27:52 اشجع فرسان العرب في غزوة الخندق
00:27:56 يطلب من يبارزه
00:27:58 خرج اليه علي بن أبي طالب
00:28:00 وهو يقول
00:28:02 لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز
00:28:08 ذونية وبصيرة
00:28:10 والصدق منجي كل فائز
00:28:12 اني لأرجو ان اقيم عليك نائحة الجنائز
00:28:18 من ضربة النجلاء يبقى ذكرها عند الهزائز
00:28:22 ولما وصم اليه
00:28:24 ضربه ضربة بين رأسه وكتفه
00:28:28 فصرعه في الحال
00:28:30 ومن جميل الدعاء
00:28:34 يقول الاصمعي
00:28:36 سمعت عربية تقول في دعائها
00:28:40 يا من ليس له رب يدعى
00:28:42 ويا من ليس فوقه خالق يخشى
00:28:46 ويا من ليس دونه اله يبقى
00:28:49 ويا من ليس له وزير يؤتى
00:28:52 ويا من ليس له صاحب يرشى
00:28:55 ويا من لا يزداد على كثرة السؤال
00:28:59 إلا كرما وجودا
00:29:01 وعلى كثرة الذنوب
00:29:03 إلا رحمة وعفوا
00:29:06 وقال الشاعر والفيلسوف محمد إقبال
00:29:11 من أراد أن يكتب وثيقة ويدفنها في الأرض
00:29:15 فيقرأها الناس بعد ألف جيل
00:29:18 فليكتبها باللغة العربية
00:29:21 فهي لغة الخلود من القرآن الخالد
00:29:26 ووقف أعرابي على علي بن أبي طالب رضي الله عنه
00:29:32 فقال إن لي إليك حاجة
00:29:35 رفعتها إلى الله قبل أن أرفعها إليك
00:29:38 فإن أنت قضيتها
00:29:40 حمدت الله تعالى وشكرتك
00:29:43 وإن لم تقطها
00:29:45 حمدت الله تعالى وعذرتك
00:29:48 فقال له علي خط حاجتك في الأرض
00:29:52 فإني أرد ضر عليك
00:29:55 فكتب الأعرابي على الأرض
00:29:57 إني فقير
00:29:59 فقال علي يا قنبر
00:30:02 ادفع إليه حلة الفلانية
00:30:05 فلما أخذها مثل بين يديه
00:30:08 وأنشد على بديهته
00:30:10 كسوتني حلة تبلى محاسنها
00:30:15 فسوف أكسوك من حسن الثنى حللة
00:30:19 إن الثناء لا يحيي ذكر صاحبه
00:30:22 كالغيث يحيي نداه السهل والجبل
00:30:26 لا تزهد الدهر في عرف بدأت به
00:30:29 فكل عبد سيجزى بالذي فعل
00:30:34 فقال علي يا قنبر
00:30:37 أعطه خمسين دينارا
00:30:40 أما الحلة فلمسألتك
00:30:43 وأما الدنانير فلأدبك
00:30:46 فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
00:30:51 أنزل الناس منازلهم
00:30:54 الفرق بين أعوذ وألوذ
00:30:57 العياذ الفرار من الشر
00:31:00 واللياذ لطلب الخير
00:31:03 يقول الشاعر
00:31:05 يا من ألوذ به فيما أؤمله
00:31:08 ومن أعوذ به مما أحاذره
00:31:12 وقال خلف ابن هشام البزاز رحمه الله
00:31:17 أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه
00:31:20 فكنت أقرأ عليه يوما حتى بلغت سورة غافر
00:31:25 فلما بلغت قوله تعالى
00:31:28 الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم
00:31:33 ويستغفرون للذين آمنوا
00:31:36 بكى بكاء شديدا
00:31:39 ثم قال لي يا خلف
00:31:42 ألا ترى ما أعظم حق المؤمن
00:31:45 تراه نائما على فراشه
00:31:48 والملائكة يستغفرون له
00:31:52 ومن سماحة عبد الله بن عمر رضي الله عنه
00:31:57 أنه اشترى مرة غلاما بأربعين ألف درهم
00:32:03 فأعتقه
00:32:04 فقال له الغلام
00:32:06 يا مولاي قد أعتقتني
00:32:09 فهب لي شيئا أعيش به
00:32:12 فأعطاه أربعين ألفا مثلها
00:32:15 وفي مرة اشترى خمسة عبيد
00:32:20 فقام يصلي
00:32:21 فقاموا خلفه يصلون
00:32:24 فقال لهم لمن صليتم هذه الصلاة
00:32:28 فقالوا لله
00:32:30 فقال أنتم أحرار لمن صليتم له
00:32:35 ثم أعتقهم
00:32:37 وقالت العرب
00:32:41 سمي الجار لتجيره
00:32:43 والصديق لتصدقه
00:32:46 والرفيق لترفق به
00:32:49 وكان الحسن البصري رحمه الله
00:32:53 إذا حدث بحديث الجذع
00:32:55 الذي حن للنبي صلى الله عليه وسلم
00:32:59 بكى وقال
00:33:01 هذه خشبة تحن إلى رسول الله
00:33:04 فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه
00:33:07 تخيلوه نازلا من غار حراء
00:33:11 يرتجف من هول الوحي
00:33:13 محاصرا في شعب أبي طالب
00:33:16 مرجوما في الطائف
00:33:18 ممنوعا من دخول مكة
00:33:20 متأمرا عليه ليقتل
00:33:23 ويتفرق دمه بين القبائل
00:33:26 مطاردا يوم الهجرة
00:33:28 ماسح الدم عن وجهه يوم أحد
00:33:31 شاكيا ثم اندسته لهم راءة يهودية
00:33:35 كم تعب ليكون لنا دين
00:33:38 بأبي أنت وأمي يا رسول الله
00:33:42 يقال أن ابنة هولاكو
00:33:45 زعيم التتار
00:33:47 كانت تطوف في بغداد
00:33:49 فرأت جمعا من الناس
00:33:51 يلتفون حول رجل منهم
00:33:53 فسألت عنه
00:33:55 فإذا هو عالم من علماء المسلمين
00:33:58 فأمرت بإحضاره
00:34:00 فلما مثل بين يديها
00:34:02 سألت
00:34:03 ألستم المؤمنين بالله؟
00:34:06 قال بلى
00:34:07 قالت
00:34:08 ألا تزعمون أن الله يؤيد بنصره من يشاء؟
00:34:12 قال بلى
00:34:14 قالت
00:34:15 ألم ينصرنا الله عليكم؟
00:34:17 قال بلى
00:34:18 قالت
00:34:19 أفلا يعني ذلك أننا أحب إلى الله منكم؟
00:34:24 قال لا
00:34:25 قالت لما؟
00:34:27 قال
00:34:28 ألا تعرفين راعي الغنم؟
00:34:30 قالت بلى
00:34:31 قال
00:34:32 ألا يكون مع قطيعه بعض الكلاب؟
00:34:36 قالت بلى
00:34:37 قال لها
00:34:38 فما عمل الكلاب في القطيع؟
00:34:41 قالت
00:34:42 يرسلها الراعي على الشاردة من غنمه
00:34:45 قال
00:34:46 وإن عادت الشاردة؟
00:34:48 قالت
00:34:49 يكفو كلابه عنها
00:34:51 فقال في ذكاء
00:34:53 فهذا شأننا وشأنكم
00:34:56 نحن رعية الله
00:34:58 وأنتم كلابه
00:35:00 فلما شاردنا
00:35:02 أرسلكم الله لنا حتى نرجع
00:35:05 فإن رجعنا
00:35:07 كف أيديكم عنا
00:35:09 فسكتت ابنته لاكو
00:35:11 ولم تحر جوابا
00:35:14 جلس كسرى يوما لمظالم العباد
00:35:18 فتقدم إليه رجل قصير
00:35:21 وجعل يقول
00:35:23 أنا مظلوم
00:35:24 فلم يلتفت إليه كسرى
00:35:27 فقال الوزير
00:35:29 أنصف الرجل
00:35:31 فقال كسرى
00:35:33 إن القصير لا يظلمه أحد
00:35:35 فقال القصير
00:35:37 إن الذي ظلمني أقصر مني
00:35:41 وقال الحجاج ليحيى بن سعيد
00:35:46 إنك تشبه إبليس
00:35:48 فقال في ذكاء
00:35:50 وما ينكر الأمير
00:35:52 أن يكون سيد الإنس
00:35:54 يعني نفسه
00:35:56 يشبه سيد الجن
00:35:58 قال الوالد لابنه
00:36:01 يا بني
00:36:02 حين كان نابليون في سنك طالبا
00:36:06 كان يأخذ دائما الأول على صفه
00:36:09 فما لي أراك تأخذ الخامس
00:36:12 فرد عليه الابن في ذكاء
00:36:14 وحين كان نابليون في سنك يا أبي
00:36:18 كان إمبراطورا عظيما لفرنسا
00:36:22 قيل للجاحظ
00:36:24 لما هربت في نكبة الزيات
00:36:27 فقال
00:36:28 خفت أن أكون ثاني أثنين
00:36:31 إذ هما في التنهور
00:36:33 ومن نوادر العرب
00:36:38 كان أحد الأشخاص ألدغا في الراء
00:36:41 أي لا ينطقه بسهولة
00:36:43 قد اعتاد أن يجلس في مجلس الخليفة
00:36:46 وكان شهيرا بقوة لغته
00:36:49 وعظيم حجته
00:36:51 وذات يوم
00:36:52 أراد بعض حساده أن يضعوه موطع الحرج
00:36:56 فقالوا للخليفة
00:36:58 لما لا نجعله ينشر خبرا
00:37:01 حاكوه له
00:37:02 بحيث لم تخل كلمة منه
00:37:05 من حرث الراء
00:37:07 لقد قالوا له
00:37:08 أمر أمير الأمراء وزير الوزراء
00:37:12 بحفر بئر في الصحراء
00:37:14 ليشرب منه الشارد والوارد
00:37:17 وفي بديهة وذكاء
00:37:19 أعاد الرجل الجملة دون ذكر حرث الراء
00:37:24 فقال
00:37:25 حكم حكيم الحكماء
00:37:27 على نديم الندماء
00:37:29 بشق جب في البيداء
00:37:32 ليسقى منه الغادي والبادي
00:37:35 فدهش منه حاسدوه
00:37:37 وازداد قدرا عند الأمير
00:37:41 وسأل المتوكل يوما
00:37:44 الضرير أبا العيناء
00:37:46 ما أشد عليك من ذهاب بصرك
00:37:49 فقال أبو العيناء
00:37:51 هو ما حرمته من رؤيتك يا أمير المؤمنين
00:37:55 وقال هلال بن عطية لبشار بن ورد
00:38:01 وكان صديقا له
00:38:03 إن الله تعالى لم يذهب البصر
00:38:06 إلا عوض عنه شيئا
00:38:08 فما عوضك الله
00:38:10 فقال بشار
00:38:11 عوضني أن لا أراك
00:38:13 ولا أرى أمثالك من الثقلاء
00:38:15 ثم قال له
00:38:17 يا هلال
00:38:18 أتطيعني في نصيحة أنصحك بها
00:38:22 فقال هلال نعم
00:38:24 فقال بشار
00:38:26 إنك كنت تسرق الحمير زمانا
00:38:29 ثم تبت
00:38:30 وصرت رافضيا
00:38:32 فعد إلى سرقة الحمير
00:38:34 فهي والله خير لك من الرفض
00:38:37 ومن أذكى الردود
00:38:42 رأى طفيلي صديقين له يتهامسان
00:38:45 فقال لهما
00:38:47 فيما تتناجيان
00:38:49 أو فيما تكذبان
00:38:51 فقال أحدهما
00:38:53 كنا نتناجى بالكذب في مديحك
00:38:56 وقال عبد الله بن الطاهر
00:39:00 كنا عند المأمون يوما
00:39:02 فنادى بالخادم
00:39:04 يا غلام
00:39:05 فلم يجبه أحد
00:39:07 ثم نادى ثانيا وصاح
00:39:09 يا غلام
00:39:11 فدخل غلام تركي
00:39:13 وهو يقول
00:39:15 ما ينبغي للغلام أن يأكل ولا يشرب
00:39:18 كلما خرجنا من عندك تصيح
00:39:20 يا غلام
00:39:22 إلى كم يا غلام
00:39:24 فنكس المأمون رأسه طويلا
00:39:27 فما شككت أنه سيأمرني
00:39:30 بضرب عنقه
00:39:32 ولكنه أجاب جوابا ذكيا
00:39:34 فنظر إلي وقال
00:39:36 يا عبد الله
00:39:38 إن الرجل إذا حسنت أخلاقه
00:39:40 ساءت أخلاق خدمه
00:39:42 وإذا ساءت أخلاقه
00:39:44 حسنت أخلاق خدمه
00:39:46 وإنا لا نستطيع أن نسيء أخلاقنا
00:39:50 لنحسن أخلاق خدمنا
00:39:52 وقال أحدهم ساخرا
00:40:00 أنا في الحرب ما جربت حالي
00:40:03 ولكن في الهزيمة كالغزالي
00:40:06 أحمس في الوغى أبناء قومي
00:40:09 وأحمي ظهرهم عند النزالي
00:40:12 ولي عزم يشق الماء شقا
00:40:15 ويمعس بيضتين على التوالي
00:40:18 وإن أهجم على الصيصان يوما
00:40:20 أدوس ضعيفها تحت النعالي
00:40:23 وأنت فريش ميتها بعزم
00:40:26 كنت في البازي أرياش الجمالي
00:40:30 وسقط من الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان فلس
00:40:37 في بئر قذرة
00:40:39 فدفع 13 دينارا حتى أخرجه منها
00:40:43 فقيل له دفعت 13 دينار من أجل فلس
00:40:48 فقال إنه كان عليه اسم الله عز وجل
00:40:53 لما أفضت الخلافة إلى بن العباس
00:41:03 اختفى جميع رجال بن أمية
00:41:06 وكان منهم إبراهيم بن سليمان
00:41:10 فشفع له عند السفاح
00:41:12 فأعطاه الأمان وأحله مجلسه
00:41:16 وأكرم مثواه
00:41:18 وقال له يوما يا إبراهيم
00:41:21 حدثني عن أغرب ما مر بك أيام اختفائك
00:41:25 فقال إبراهيم كنت متخفيا في الحيرة
00:41:29 بمنزل مشرف على الصحراء
00:41:32 فرأيت يوما أعلاما سوداء
00:41:35 قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة
00:41:38 فأجست منها خيفة وحسبتها تقصدني
00:41:42 فخرجت مسرعا متنكرا حتى أتيت الكوفة
00:41:46 فنظرت فإذا أنا بباب كبير فدخلته
00:41:50 ورأيت فيه رجلا وسيما لطيف الهيئة
00:41:54 فأخبرته عن حاجتي فأدخلني منزله وأسكنني عنده
00:42:00 وكان يخرج من الفجر حتى قبيل الظهر كل يوم
00:42:05 فسألته عن خروجه كل يوم
00:42:08 فقال إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي
00:42:13 وقد بلغني أنه متخف في الحيرة
00:42:16 فأنا أطلبه في كل يوم لعلي أجته
00:42:20 وأدرك منه ثأري
00:42:22 فلما سمعت ذلك يا أمير المؤمنين
00:42:25 تهشت وعظم خوفي وضاقت علي الدنيا
00:42:29 وقلت لقد سقت نفسي إلى حتفي
00:42:33 ثم سألت الرجل عن اسمه واسم أبيه
00:42:36 فتبين لي أنه يقول الحق
00:42:39 فقلت له يا هذا إنه قد وجب علي حقك
00:42:44 سأدلك على ضالتك
00:42:47 أنا إبراهيم بن سليمان فخذ بثأرك
00:42:51 فلما سمع الرجل كلامي تغير لونه وحمرت عيناه
00:42:56 ثم صمت وفكر طويلا
00:42:59 فقال أما أنت فسوف تلقى أبي عند حاكم عادل
00:43:05 فيأخذ بثأرك
00:43:07 وأما أنا فلا أغدر بك بعد أن أمنتك
00:43:11 لكني أرغب أن تبتعد عني
00:43:14 فإني لا آمن عليك من نفسي
00:43:17 ثم قدم لي ألف دينار
00:43:19 فأبيت أخذها
00:43:21 فخرجت وانصرفت عنه
00:43:23 وهذا الرجل أكرم من رأيت بعدك يا أمير المؤمنين
00:43:30 وتقول أم في رثاء ولدها
00:43:36 دفنوا جمالك في التراب
00:43:39 وما دروا أن التراب تزوره الأقمار
00:43:43 لو أنصفوا دفنوك بين جوانحي
00:43:47 في القلب لا ترب ولا أحجار
00:43:53 وفي فترة من الفترات
00:43:56 انتشر اللصوص في العهد العباسي انتشارا واسعا
00:44:01 وكانت هناك شواهد كثيرة على تعاملهم الرقيق مع البسطاء
00:44:07 واستهدافهم لفئة التجار وأصحاب السلطة والجاه
00:44:11 وتحكي هذه القصة أنه حين حانت وفاة كبير اللصوص في أحد المجموعات
00:44:18 كتب وصية لأتباعه من اللصوص
00:44:21 قال فيها لا تسرق امرأة ولا جار ولا نبيلا ولا فقيرا
00:44:28 وإذا غدر بكم فلا تغدروا بهم
00:44:32 وإذا سرقتم بيتا فاسرقوا نصفه
00:44:35 وتركوا النصف الآخر ليعتاش عليه أهله
00:44:40 ثم مات
00:44:45 وقال رجل لمحمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
00:44:51 لما غربك أبوك وترك الحسن والحسين
00:44:55 فقال محمد بن الحنفية في ذكاء
00:44:58 ذلك لأن الحسن والحسين كان مثل عينيه
00:45:02 وكنت أنا مثل يمينه
00:45:05 فهو يدافع بيمينه عن عينيه
00:45:09 ومر موكب الخليفة العباسي المهدي ذات يوم في أحد طرقات بغداد
00:45:15 فصاح به أحد المحتشدين
00:45:18 قل للخليفة حاتم لك خائن فخف الإله وعفنا من حاتم
00:45:25 إن العفيف إذا استعان بخائن كان العفيف شريكه في المأثم
00:45:31 فقال المهدي يُعزل كل عامل لنا يدعى حاتما
00:45:38 قيل لأعرابي أتحسن أن تدعو ربك
00:45:42 قال نعم قيل فادعو
00:45:45 فقال اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك
00:45:50 فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك
00:45:54 وكان الحريري صاحب المقامات ضئيل الجسم
00:46:00 رزي المنظر عصبي المزاج
00:46:03 ينتف شعرات لحيته إذا اشتغل بالتفكير والكتابة
00:46:08 ولكنه مع هذا كان موضع تقدير الناس وإكبارهم لما لديه من علم
00:46:15 ويحكى أن شخصا زاره وأراد أن يتلقى عليه شيئا من العلم لذيوع شهرته
00:46:22 فلما رأاه استزرى منظره
00:46:25 فأدرك الحريري ما دار في نفسه
00:46:28 ولما طلب هذا الشخص من الحريري أن يملي عليه شيئا من الأدب
00:46:34 قال له اكتب وأملأه هذين البيتين
00:46:38 ما أنت أول سار غره قمر ورائد أعجبته خضرة الدمني
00:46:46 فاختر لنفسك غيري إنني رجل مثل المعيدي
00:46:52 فاسمع بي ولا ترني
00:46:54 فخجل الرجل وانصرف
00:46:58 ومر يزيد بن المهلب عند خروجه من سجن عمر بن عبد العزيز بأعرابية
00:47:06 فذبحت له عنزا
00:47:08 فقال لابنه معاوية ما معك من النفقة
00:47:12 قال مئة دينار
00:47:14 فقال ادفعها إليها
00:47:16 قال هذه يرضيها اليسير وإنها لا تعرفك
00:47:21 فقال يزيد إن كانت ترضى باليسير فأنا لا أرضى إلا بالكثير
00:47:28 وإن كانت لا تعرفني فأنا أعرف نفسي
00:47:32 وكان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد
00:47:39 ولكن منع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد
00:47:44 حاول الإمام مع الحارس ولكن بدون جدوى
00:47:49 فقال له الإمام سأنام موضع قدمي
00:47:53 وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدمي
00:47:58 فقام حارس المسجد بجره لإبعاده من مكان المسجد
00:48:03 وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخ وقور تبدو عليه ملامح الكبر
00:48:10 فرآه خباز فلما رآه يجر بهذه الهيئة عرض عليه المبيت
00:48:16 ذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز فأكرمه
00:48:22 وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز
00:48:26 وتفاجأ الإمام أحمد بكثرة التسبيح والاستغفار لهذا الرجل طوال الليل
00:48:33 فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل
00:48:39 فأجابه الخباز إنه يستغفر الله طوال عجنه وكلما عجن خبزه
00:48:45 فسأله الإمام أحمد وهل وجدت لاستغفارك ثمره
00:48:50 فقال الخباز نعم والله ما دعوت دعوة إلا أجيبت إلا دعوة واحدة
00:48:58 فقال الإمام أحمد وما هي
00:49:02 فقال الخباز أن أرى الإمام أحمد بن حنبل
00:49:06 فقال الإمام أحمد أنا أحمد بن حنبل
00:49:10 ووالله إني جررت إليك جرًا
00:49:15 وقال الحجاج لرجل من الخوارج والله إني لأبعضك
00:49:22 فقال الخارجي أدخل الله الجنة أكثرنا بغضًا لصاحبه
00:49:29 وورد عن أحد قضاء الأندلسي أن جاءه رجلان يختصمان في شاء
00:49:35 ادعى أحدهما أنه أو دعها عند الآخر وذكر الآخر أنها ضاعت منه
00:49:42 فطلب القاضي من الشخص الذي كانت الشات أمانة عنده أن يقسم أنه ضيعها دون أن يقصر في حفظها وحراستها
00:49:52 فقال الرجل للقاضي كيف أضيعها وقد شغلتني عن الصلاة حتى فاتني وقتها
00:50:00 وعندها حكم القاضي على الرجل أن يدفع ثمن الشات لمن استوداعها عنده
00:50:07 فقال الرجل للقاضي تحكم علي بذلك بالرغم مما أقسمت لك به
00:50:13 فرد عليه القاضي إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال من ضيعها يقصد الصلاة فهو لما سواها أضيع
00:50:26 ويذكر للتابعي الجليل موسى بن نصير قولته وهو شيخ كبير
00:50:32 ما هزمت لي راية قط ولا فض لي جمع ولا نكب المسلمون معي نكبة منذ اقتحمت الأربعين إلى أن شارفت الثمانين
00:50:43 أحدثك عن الإسلام وما يصنع بالنفوس
00:50:47 بينما في الجاهلية كان يردد زهير بن أبي سلما
00:50:52 سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولا لا أبل لك يسأم
00:50:59 وكتب صاحب أرمينية إلى الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور
00:51:07 يخبره أن الجند قد شغبوا عليه ونهبوا ما في بيت المال
00:51:12 فوقع المنصور في كتابه اعتزل عملنا مثموما مدحورا
00:51:18 فلو عقلت لم يشغبوا ولو قويت لم ينهبوا
00:51:24 ولما قدم سقراط ليقتل بكت امرأته فقال ما يبكيك
00:51:32 قالت تقتل ظلما قال أه كنت تحبين أن أقتل حقا
00:51:41 وطلبت أعرابية للزواج بعد موت زوجها فقالت
00:51:46 فإن تسألاني عن هوايا فإنه بملحود هذا القبر يا فتياني
00:51:53 وإني لا أستحيه والترب بيننا كما كنت أستحيه وهو يراني
00:52:00 وماتت النوار امرأة الفرزدق وكانت سيدة عفيفة عاقلة
00:52:08 أوصت أن يصلي عليها الحسن البصري فحضر جنازتها أجلاء أهل البصرة
00:52:15 والحسن على بغلته والفرزدق على بعيره
00:52:19 فقال له الحسن يا أبا فراس ما يقول الناس
00:52:24 قال يقول الناس حضر الجنازة خير الناس وشر الناس
00:52:30 قال ما أنا بخيرهم ولا أنت بشرهم
00:52:34 كم من أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره خير من الحسن
00:52:41 وكم من شيخ مشرك أنت خير منه يا فرزدق
00:52:46 ولكن ما أعددت لهذا اليوم يا أبا فراس
00:52:50 قال شهادة أن لا إله إلا الله منذ ثمانين سنة
00:52:56 فقال الحسن نعم والله العدة فلما صلى عليها مالوا إلى قبرها لدفنها
00:53:03 فأنشأ الفرزدق يقول أخاف وراء القبر إن لم يعافني أشد من القبر التهابا وأضيق
00:53:13 إذا جاءني يوم القيامة قائد عنيف وسواق يسوق الفرزدق
00:53:20 لقد خاب من أولاد داريما من مشى إلى النار مشدود الخناقة أذرق
00:53:27 أخذه من قوله تعالى يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرق
00:53:34 ثم أكمل إذا شربوا فيها الصديد رأيتهم يذوبون من حر الصديد تمزق
00:53:42 فبكى الحسن ثم التزم الفرزدق وقال لقد كنت من أبغض الناس إلي وإنك اليوم من أحب الناس إلي
00:53:55 الأدب صاحب السمو عندما أنشأ إمرؤ القيس أفاطم مهلا بعض هذا التدللي
00:54:04 وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمر القلب يفعلي
00:54:14 وما ذرفت عيناك إلا لتضربي بسهميك في أعشار قلب مقتلي
00:54:22 فلكن يعرف أن فاطمة ستصبح بفضل هذه الأبيات أشهر فاطمات العصر الجاهلي
00:54:29 ففاطمة كانت أعرابية ككل الأعرابيات وقت ذاك نجت من الوأد لسبب ما
00:54:37 كانت تحلب الشياء وتجمع الحطب وتوقد النار لم تكن أكثرهن فتنة وجمالا
00:54:45 ففاطمة كانت كذلك بعيني إمرؤ القيس فقال فيها شعرا فخلدها إنه صاحب السمو الأدب
00:54:58 وحج الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك ذات مرة وبينما هو يطوف بالبيت
00:55:05 رأى سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب وحذاؤه المقطعة في يده
00:55:11 كانت ترسلها سامس لا تساوي ثلاثة دراهم فاقترب منه وسلم عليه ثم قال
00:55:19 يا سالم ألك إلي حاجة فنظر إليه سالم مستغربا وغاطبا ثم قال له
00:55:27 أما تستحي ونحن في بيت الله وتريد مني أن أرفع حاجتي إلى غير الله
00:55:34 فقال لوجه الخليفة الإحراج والخجل الشديتين فتركه سالم وأكمل طوافه
00:55:41 فأخذ يراقبه ولما رآه خارجا من الحرم لحقه وقال له
00:55:48 يا سالم أبيت أن تعرض علي حاجتك في الحرم فاسألني الآن وأنت خارجه
00:55:55 فقال له سالم هل أرفع إليك حاجة من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة
00:56:02 فقال الخليفة يا سالم من حوائج الدنيا أما حوائج الآخرة فلا يسأل فيها إلا الله
00:56:11 فقال سالم يا سليمان والله ما طلبت حاجة من حوائج الدنيا
00:56:17 ممن يملك الدنيا فكيف أطلبها ممن لا يملكها
00:56:23 عندها دمعت عينا الخليفة سليمان بن عبد الملك وقال مقولته الشهيرة
00:56:29 ليتني مثل سالم بملكي كله
00:56:33 صفية بنت عبد الله الري أديبة شاعرة توفيت عام 417 هجرية
00:56:45 ولم تكن بلغت الثلاثين من عمرها اتصفت بحسن الخط وجودته
00:56:51 وحدث ذات مرة أن عابت امرأة خطها وقللت من جودته
00:56:57 وقدت عليها صفية ببعض من أبيات الشعر جاء فيها
00:57:03 وعائبة خطي فقلت لها اقصري فسوف أريك الدر في نظم أسطري
00:57:09 وناديت كفي كي تجود بخطها وقربت أقلامي ورقي ومحبري
00:57:15 فخطت بأبيات بأبيات ثلاث نظمتها ليبدو لها خطي وقلت لها انظري
00:57:25 وجلس الخليفة أبو جعفر المنصور في إحدى قباب بغداد
00:57:31 فرأى رجلا ملهوفا يجول في الطرقات فأرسل إليه من أتاه به
00:57:37 فلما سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارة فكسب منها مالا
00:57:44 فدفعه إلى امرأته واستأمنها عليه ثم طلبه منها فيما بعد
00:57:50 فذكرت المرأة أنه سرق من البيت ولم يرى الرجل أثرا ولا علامة على ذلك
00:57:57 فالجدران سليمة وما عليها أثر اقتحام للبيت أو سرقة
00:58:03 فقال المنصور منذ كم تزوجتها؟ فقال منذ سنة
00:58:10 فقال المنصور بكرا أو ثيبا؟ فقال ثيبا
00:58:15 قال المنصور أفلها ولد من غيرك؟ قال لا
00:58:20 قال المنصور فشابة هي أم سنة؟ قال بل شابة
00:58:25 أي أنها كانت عند زوج من قبل ولا زالت شابة
00:58:29 فوقع في نفس المنصور احتمال أن تكون متعلقة برجل من قبل
00:58:35 فدع المنصور بقارورة عطر كان يعمل له حادا رائحة غريبا نوع
00:58:42 لا يوجد له مثيل فدفعها إلى الرجل وقال له تطيب من هذا الطيب فإنه يذهب همك
00:58:51 فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته
00:58:56 ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحدا منكم
00:59:01 فمن مر به أحد فشم منه هذا الطيب فليأتيني به
00:59:07 وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته وقال لها هذا طيب وهبه لي أمير المؤمنين
00:59:16 فلما شمته أعجبها فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تحبه وهو الذي دفعت إليه مال زوجها
00:59:25 وقالت له تطيب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي
00:59:32 ثم إنه مر مجدازا ببعض أبواب المدينة فشم الموكل بالباب رائحة الطيب منه
00:59:40 فأخذه وأتى به إلى المنصور
00:59:43 فقال له المنصور من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة معجبة
00:59:51 فقال اشتريته فقال المنصور من أين اشتريته
00:59:56 فتلجلج الرجل واختلط كلامه فدع المنصور والي شرطته وقال له خذ هذا الرجل إليك
01:00:05 فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخله يذهب حيث شاء وإن امتنع فاضربه ألف صوت
01:00:14 فخرج به صاحب الشرطة وجرده ودعا بالصياط ليضربه
01:00:20 فأذعن الرجل ورد الدنانير ثم دع المنصور زوج المرأة وقال له
01:00:27 لو رددت عليك الدنانير التي سرقت منك أتحكمني في امرأتك
01:00:33 قال نعم قال المنصور فهذه دنانيرك وامرأتك طالق منك
01:00:39 ثم أخبره بخبرها من كتاب الطرق الحكمية في السياسة الشرعية لابن القيم الجوزية
01:00:51 وجاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي فقال يا أبا زرعة أنا أبغض معاوية
01:01:01 قال لما؟ قال لأنه تحارب مع علي بن أبي طالب
01:01:07 فقال أبو زرعة إن رب معاوية رب رحيم وخصم معاوية خصم كريم
01:01:15 ثم دخولك أنت بينهما رضي الله عنهم أجمعين
01:01:21 وسأل الثعلب جملا واقفا على الضفة الأخرى من النهر
01:01:26 فقال له إلى أين يصل عمق ماء النهر؟
01:01:30 فأجابه الجمل إلى الركبة
01:01:33 قفز الثعلب في النهر فإذا بالماء يغطيه سعى جاهدا ليخرج رأسه من الماء
01:01:40 وبعد جهد ومشقة استطاع أن يقف على صخرة في النهر
01:01:45 وعندما التقط أنفاسه اللاهثة صرخ في وجه الجمل قائلا
01:01:51 ألم تقل أن الماء يصل إلى الركبة؟
01:01:54 قال نعم يصل إلى ركبتي
01:01:57 حين تستشير أحدا في أمور حياتك فهو يجيبك حسب تجاربه التي نفعت
01:02:03 وكثيرا ما تكون مناسبة له فقط
01:02:07 وقد لا تناسبك أنت
01:02:09 فلا تأخذ تجارب غيرك الخاصة حلولا قطعية لك
01:02:14 لأنها قد تغرقك
01:02:17 التقطت الأرنب تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها
01:02:24 فانطلقا يختصمان إلى الضب
01:02:27 فقالا يا أبا حسل
01:02:30 قال سميعا دعوتما
01:02:33 فقال أتيناك لنختصم
01:02:36 قال عدلا حكمتما
01:02:39 قالا فاخرج إلينا
01:02:42 فقال في بيته يؤتى الحكم
01:02:45 قالت الأرنب إني وجدت تمرة
01:02:48 قال حلوة فاكليها
01:02:51 قالت فاختلسها الثعلب
01:02:54 قال لنفسه باغ الخير
01:02:56 قالت فلطمته
01:02:58 قال بحقك أخذتي
01:03:00 قالت فلطمني
01:03:02 قال حر انتصر
01:03:04 قالت فاقضي بيننا
01:03:07 قال قد قضيت
01:03:09 فذهبت أقواله مثلا
01:03:12 وكان سيار بن وردان يذهب إلى مجلس القاضي قبل أن يعقد
01:03:19 فلا يزال يصلح بين الخصوم
01:03:22 حتى إذا جاء القاضي قام
01:03:25 وكان أحد السلف الصالح
01:03:29 إذا باع في دكانه أول النهار
01:03:32 ثم جاءه من يشتري منه
01:03:34 يقول له اذهب إلى جاري
01:03:37 فإنه لم يبع منذ الصباح
01:03:40 وأوصى حكيم ولده فقال
01:03:45 يا بني لا يعتثر إليك أحد من الناس
01:03:48 كائنا من كان في أي جرم كان
01:03:51 صادقا كان أو كاذبا
01:03:54 إلا قبلت عذره
01:03:56 فكفاك بالاعتذار برا من صديقك
01:03:59 وذلا من عدوك
01:04:02 ومن أعجبي وأذكى المساجلات الشعرية
01:04:10 مساجلة شعرية وملاغزة
01:04:13 بين عبيد بن الأبرص وإمرؤ القيس
01:04:17 ما جاء في ديوان إمرؤ القيس
01:04:20 صاحب المعلقة
01:04:22 أن عبيد بن الأبرص لقى إمرؤ القيس
01:04:25 فقال له كيف معرفتك بالأوابد
01:04:28 فقال إمرؤ القيس
01:04:30 قل ما شئت تجدني كما أحببت
01:04:33 فقال عبيد بن الأبرص ملغزا
01:04:37 ما حية ميتة قامت بميتتها
01:04:41 داؤما أنبتت سنا وأدراسة
01:04:45 فقال إمرؤ القيس
01:04:47 تلك الشعيرة تسقى في سنابلها
01:04:51 خرجت بعد طول المكث أكداسة
01:04:54 فقال عبيد
01:04:56 ما السود والبيض والأسماء واحدة
01:04:59 لا يستطيع لهن الناس تمساسة
01:05:03 فقال إمرؤ القيس
01:05:05 تلك السحاب إذا الرحمن أرسلها
01:05:08 روى بها من محول الأرض أيباسة
01:05:11 فقال عبيد
01:05:13 ما مرتجات على هول مراكبها
01:05:17 يقطعن طول المدى سيرا وإمراسة
01:05:21 فقال إمرؤ القيس
01:05:23 تلك النجوم إذا حانت مطالعها
01:05:27 شبهتها في سواد الليل أقباسة
01:05:30 فقال عبيد بن الأبرص
01:05:33 ما القاطعات لأرض لا أنيس بها
01:05:36 تأتي سراعا وما ترجعن أنكاسة
01:05:40 فقال إمرؤ القيس
01:05:42 تلك الرياح إذا هبت عواصفها
01:05:45 كثى بأذيالها للترب كناسة
01:05:49 فقال عبيد
01:05:51 ما الفاجعات جهارا في علانية
01:05:54 أشد من فيلق مملوئة باسة
01:05:58 فقال إمرؤ القيس
01:06:00 تلك المنايا فما يبقين من أحد
01:06:04 يكفتن حمقى وما يبقين أكياسة
01:06:08 فقال عبيد
01:06:10 ما السابقات سراع الطير في مهل
01:06:13 لا تستكين ولو ألجمتها فاسة
01:06:17 فقال إمرؤ القيس
01:06:19 تلك الجياد عليها القوم قد سبحوا
01:06:22 كانوا لهن غدات الروع أحلاسة
01:06:26 فقال عبيد
01:06:28 ما القاطعات لأرض الجوي في طلق
01:06:32 قبل الصباح وما يسرين قرطاسة
01:06:36 فقال إمرؤ القيس
01:06:38 تلك الأمان يتركن الفتى ملكا
01:06:42 دون السماء ولم ترفع له راسا
01:06:46 فقال عبيد
01:06:48 ما الحاكمون بلا سمع ولا بصر
01:06:52 ولا لسان فصيح يعجب الناس
01:06:56 فقال إمرؤ القيس
01:06:58 تلك الموازين والرحمن أنزلها
01:07:02 رب البرية بين الناس مقياسا
01:07:07 يا أمتي فاستبشرين
01:07:11 مهما تكاثرت الجراح
01:07:15 والله مولانا ولا
01:07:20 مولا لهم ولنا الفلاح
01:07:24 مولا لهم ولنا الفلاح
01:07:28 أنا أمتي هي أمة تنذ المثنى وصلاح
01:07:37 وتؤدب الباغين إن زاد الأذية والنبا
01:07:45 زاد الأذية والنبا
01:07:50 أنا لست معتديا وليس القتل عندي مستباح
01:07:59 أنا مسلم ومسالم وكتاب ربي لي سلاح
01:08:07 وكتاب ربي لي سلاح
01:08:16 يا أمتي فاستبشرين
01:08:20 مهما تكاثرت الجراح
01:08:24 والله مولانا ولا
01:08:29 مولا لهم ولنا الفلاح
01:08:33 مولا لهم ولنا الفلاح
01:08:39 شكرا