Category
📚
LearningTranscript
00:00وعن أبي هريرة قال قال رسول الله انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تصدروا نعمة الله عليكم متفق عليه وهذا لفظ مسلم
00:15وفي رواية البخاري إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه
00:231-2-4-6-8 شرطة وعنها عن النبي قال تعيس عبد الدنار والدرهم والقطيفة والخميسة إن أعطي رضي وإن لم يعطى لم يرد رواه البخاري
00:371-3-4-6-9 شرطة وعنه قال لقد رأيت سبعين من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما إزار وإما كساء قد ربطوا في أعناقهم فمنها ما يبلغ نصف الساقين ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته رواه لبخاري
00:591-4-4-7 شرطة وعنه قال قال رسول الله الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر رواه مسلم الشيخ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
01:22أما بعد فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها في الحث على الرغبة في الآخرة وعدم الركون إلى الدنيا والاشتغال بها وأن لا يأخذ منها إلا حاجته وما يعينه على طاعة الله كما فعل السلف الصالح لا بأس أن يتجر ولا بأس أنيك تسب ولبأس أني عمل لكن لا يشغل هذلك عن الآخرة
01:47يقول النبي احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزنا ويقول جل وعلا في كتابه العظيم هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور الملت واشد خمسة
02:04فالإنسان يطلب الرزق ويعمل بالأسباب لكن يحذر أن تشغله عن طاعة الله وعما أوجب الله عليه ولهذا يقول انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تصدروا نعمة الله عليكم
02:23فالإنسان إذا نظر إلى من فوقه في المال ولا جمال ونحو ذلك قد يتحصر وقد يتألم لكن ينظر إلى من دونه من الفقراء لآخرين الذين هما دونه في المال ولا خلق ونحو ذلك حتى يعرف قدر نعمة الله عليه
02:40فانظر إلى من دونك حتى تعرف قدر نعمة الله عليك فأنت عندك أسباب أنت نجار وحداد وخراز والآخر ما عنده سبب
02:52ويقول تعيسى عبد الدنار تعيسى عبد الدرهم تعيسى عبد القطيف وفي اللفظ الآخر الخميسة تعيسى عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعطى سخط فهو عبد لها يرضى لها ويسخط لها
03:09والعبد الحقيقي عبد الله الذي يرضى لها ويسخط لها أما الذي يرضى لدراهم ولدنا نير ويسخط لها ولا يهمه أمر الآخرة فهذا قد تعيس وسط أمره خطير
03:24فالواجب على المؤمن أن يكون غضبه لله ورهبته فيما عند الله لا للدرهم والدنار يطلب الرزق ويعمل لكن لا يكون همه الدنيا
03:35كما قال المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ثم قال احرص على ما ينفعك واستعنى بل الله ولا تتعجزن
03:48ويقول اليد العليا خير من اليد السفلاء واليد العليا ألم عطيت ألم نفقة ولا السفلاء الأخذت السائلة
03:58كذلك حديث الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فالدنيا بالنسبة للمؤمن السجن فهو يريد الآخرة يريد الجنة يريد الخلاص من هذه الدنيا وتعبها وشقائها
04:12ولكن الكافر ليس عنده إيمان بالآخرة فهو يتمتع بالدنيا والشهواتها ولا يبليه
04:19فاحرص يا عبد الله على أن تغتنم العمل الصالح في الدنيا والإعداد للآخرة والتزود لها كما قال تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى البقرة وافذ تسعة سبعة
04:33كذلك أهل الصفة كانوا فقراء المهاجرين بعضهم ما عنده إلا الإزارة ما يستطيع الرداء اذكر حالهم وأنت عندك أكثر مما عندهم فاحمد ربك على نعمة الله ولا تقنط ولا تيأس
04:49فأهل الصفة كانوا فقراء يحسن إليهم للناس وأنت لديك الكسوة ولا مسكن وعندك كذا وكذا وعندك خير كثير فاحمد الله على نعمه واشكره وصارع إلى لخيرات واستعن بنعم الله على طاعة الله
05:08فالواضح أنها سجن له حتى ينتقل منها إلى الجنة فهو مسجون عن الجنة حتى يموت وينتقل إليها والمؤمن حين يكون في طاعة الله يجد حلاوة الإيمان ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربنخى وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
05:26ثلاث منا كنا فيها وجد بهن حلوة الإيمان فلمأمن يجد حلوة الإيمان ولكن مع هذا فإن للدنيا سجنها فهوى يريد الآخرة يريد الجنة وفق الله الجميع
05:42صية نبيكم صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم
05:48الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه أحمده سبحانه وأثني عليه الخير كله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم لدين أما بعد
06:08نقف اليوم مع وصية من وصايا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذه فيها مصلحة لديننا ودنيانا وفيها راحة لعقولنا وقلوبنا وأبداننا هذه الوصية يريد النبي صلى الله عليه وسلم من خلالها أن يضعنا أمام حقيقة مهمة غفل عنه الكثير من لنا سليم
06:31ويبين لنا فيه المنهج للسليم الذي يسير عليه لمسلم في حياته وولله لو أنا للنسفهم وهذه الوصية وترجموه في واقع حياتهما لعش وصابرين الشاكرين مطمئنين راضين بما قسمه الله تعالى لهم
06:48فاسمعوا وأنصطوا لهذه الوصية التي نطق بها أشرف فمه وفم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقول انظروا إلى من أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تصدروا نعمة الله واحد
07:06قال الحافظ العراقي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث وهذا أذب حسن عدبنا به نبينا صلى الله عليه وسلم وفيه مصلحة ديننا ودنيانا وعقولنا وأبداننا وراحة قلوبنا فجزاه الله عن نصيحته أفضل ما جزى به نبيا اثنين
07:27هذه وصية عظيمة من نبي عظيم لأمة عظيمة يرسم لها طريق السعادة وراحة البال والتخلص من الهموم والغموم والقلق والنجاة في الدنيا والآخرة
07:40فنبينا صلى الله عليه وسلم من خلال وصيته هذه يرسم منهجا للمسلم ينبغي أن يلتزم به وهو أن ينظر إلى من هو أقل منه في أمور الدنيا أقل منه رزقا وصحة ومالا وجها ووظيفة وولدا ومسكنا
07:59فإذا نظر هذا للنظرة فإنه سعر في قدر نعم الله عليه وهذا سيبعوه إلى شقره ولكن إذا كان ينظر إلى من هو فوقه في المال أو المسكن أو المركب أو الوظيفة أو غير ذلك من أمور الدنيا فإنه سيستصدر نعم الله عليه ويحتقرها وبالتالي سيعيش في هموم وغموم وسخط وكدر وقلق
08:23فيا من تبحث عن راحة البال يا من تريد أن تتخلص من الهموم والغموم والقلق ويا من تبحث عن سعادتك في الدنيا والآخرة
08:36تعال معي يا من تنكر نعم الله عليك لأسالك أليس اليوم أنت تقوم لوحدك وتجلس لوحدك وتمشي لوحدك وتقضي حوائجك لوحدك وتشرب كوب الماء لوحدك دون مساعدة أحد وتنظر وتسمع وتتكلم وتنام مرتاحا ولا تشعر بألم
09:02هذه نعم حرم منها الكثير من الناس اليوم
09:06كن على يقين أخي المسلم أنك تعيش في نعمة عظيمة قد حرمها الكثير من البشر فعندما تعرف أن هناك شخصا ينتظر الصباح لكي يأخذ جرعة كيماوي وآخر يصبح على قصف الطائرات وثالثا يصبح فلا يجد ما يأكله هو وأطفاله
09:25رابعا ننتظر للصباح ليغسل كليته عندما تعرف الكثير من معنات لبشر عنده ياتفهما قولا لنبي صلى الله عليه وسلم
09:36من أصبح منكم آمنا في سر به معافا في جسده عنده قوت يومه فكأن ما حيزت له ولد دنيا خمسة ومعنا حيزت جمعت
09:46بل أذكرك بنعمة خفيت ومنسية غفل عنها الكثير من الناس اليوم هذه النعمة أنك يوم أن تذهب إلى الخلاء أجلكم الله لقضاء حاجتك تذهب لوحدك وتتطهر لوحدك دون مساعدة أحد
10:03وعندما تبول تبول بسهوله لا تتعصر ولا تتلوى ولا تتألم اخرج بولك بسهولة بدون أجهزة طبية هذه نعمة عظيمة من الله تعالى
10:17هذه النعمة يؤكدها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما مر في ذات يوم هو وأصحابه الكرام برجل مبتلي أجذم أعمى أصم أبكم
10:29فنظر إليه سيدنا عمر رضي الله عنه وتأمل فيه فأراد أن ينبه أصحابه والأمة على امتدد العصور على نعمة خفيت ومنسية
10:38فقال لمن معه هل ترون في هذا من نعم الله شيئا؟ قالوا أي نعم؟ إنه أعمى وكسيف وأطرش ومجذوم وليس فيه أي نعم
10:51فقال عمر رضي الله عنه أن لا ترون يبول فلا يعتصر ولا يلتوي يخرج بوله سهلا فهذه نعمة من الله
11:00ستة هذه نعمة كبيرة أن يبول الإنسان ولا يتعصر ولا يتلوى ولا يتألم
11:08وهذا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان إذا دخل الخلاء قال بسم الله الحافظ لمؤدي وإذا خرج مسح بيديه بطنها
11:19ثم قال يا لها من نعمة لو يعلم العباد شكرها سبعة والله نعمة عظيمة أنك تذهب لوحدك وتقضي حاجتك لوحدك وتتطهر لوحدك وتبول ولا تتعصر ولا تتلوى
11:35ودون مساعدة أحد وتخرج وقد عفاك الله من الأذى ولذلك الإسلام علمنا إذا قضينا حاجتنا أن تقول بعد الخروج من الخلاء الحمد لله الذي
11:48اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ولا تجعلنا من الغفين عنك وعن شكرك وذكرك يا رب العالمين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين
12:02الخطبة الثانية
12:05الحمد لله وكف وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد
12:17أيها المسلم هناك نعم أنعمها الله تعالى علينا وحرم منها الكثير من الناس فإذا أراد المسلم أن يحافظ على هذه النعم فعليه أن يؤدي شكرها وشكرها هو أن يستعملها في طاعة الله عز وجل
12:32فالله تعالى يقول وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَإِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيُّدَنَّكُمْ وَلَإِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِيُّ لَشَدِيُّدُ إِبْرَهُيُّمَا سَبْعَةً
12:42لكن مع الأسف نرى بعض الناس من يصخر هذه النعم التي أنعمها الله عليه في معصيته وأذية خلقه فمثلا نعمة اللسان هذه نعمة حرم منها الكثير من الناس هذه النعمة بعض الناس صخرها في معصية الله وأذية خلقه
13:00فأن تَعَنَدِ مَا تِمَشِي فَيَعْلَ الشَّارِعَ تِسْمَعَ فَلَانًا يِلَعْنَ فَلَانًا وَفَلِنَائِسْ بِفَلَانًا ورُبَّمَا تِصَلَ الحَالَةِ إِلَى أَنَأِتِ لَفَظِي بِأَلْفَاظِ عَلَى كَفَرَ وَالْعَيَاذَ بِلَا اللَّهِ
13:12فبدلا من أن نشكر الله على هذه النعمة راح البعض يصخرها في معصية الله تعالى
13:19هذا سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه في ذات يوم كان يمشي مع أصحابه الكرام
13:25فرأى امرأة سليطة اللسانة تؤذي الناس بلسانها تسب هذا وتلعن هذا وتشتم هذا
13:33فقال سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه لأصحابه كلمة عظيمة
13:38لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها أحب عشر
13:42أتدرون لماذا قال سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه هذه الكلمة
13:48لو كانت هذه خرساء كان خيرا لها
13:51لأنه يعلم أن اللسان هو الذي يورد الإنسان المهالد وهو الذي يضيع عليه أجره وثوابه
13:59وهو الذي يدخل صاحبه النار ويحرمه من الجنة
14:03فالذي يسب ويلعن هذا لا تنفعه صلاته ولا صيامه ولا صدقته
14:09لأن السب واللعن سيضيع عليه كل هذه الطاعات ويكون مفلسا يوم القيامة
14:16فالنعمة إن أرضتها أن تدوم عليك وتكون سببا في سعادتك في الدنيا والآخرة
14:22فسخروها في طاعة وفي نفع عباد الله
14:25وإذ تأذن ربكم لا إن شكرتم لأزيدنكم ولا إن كفرتم إن عذابي لشديد
14:31إبراهيم 7
14:341-الصحيح المسلم
14:36كتاب الزهد ورقائق 4-2255 برقم 1963