برنامج لقاء الايمان - حلقة يوم 19/7/2024

  • 2 months ago
Transcript
00:00الحمد لله رب العالمين أحمدك يا رب حمدا كثيرا طاهرا طيبا مباركا فيه
00:29ونصلي ونسلّم على سيدنا وسندنا وحبّنا سيدنا ومولانا رسول الله
00:35اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليك سيِّد يا أبا القاسم يا رسول الله
00:42وعلى آلك وأصحابك الغُرِّ الميامين
00:45أيها المشاهد الكريم إن القرآن الكريم حينما تكلَّم عن الأخلاق الطيبة الفاضلة
00:55ذكر هذه الأخلاق وجعلها في آيةٍ مجملةٍ تتجسَّد في جناب سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
01:07فقد قال في سورة القلم في شأن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
01:15وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم فالأخلاق الفاضلة والأخلاق العظيمة المباركة
01:23هي اللبنة النهائية في هذا البنيان العظيم في صرح الأنبياء صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين
01:34فقد رأينا جلَّ الأنبياء حينما تكلَّم عنهم القرآن العظيم وتكلَّم عن صفاتهم
01:43فقال على سبيل المثال وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمِ إنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا
01:52وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ كَذَلِكَ رَأَيْنَاهُ يَتَكَلَّمْ عَنْ سَيِّدِنَا إِسْمَاعِيلِ
01:59وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلِ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا
02:06وَتَكَلَّمَ عَنْ أُمِّنَا السَّيِّدَةُ مَرْيَمَ الْعَذْرَاءُ عَلَيْهَا السَّلَامُ
02:13وَتَكَلَّمَ عَنْ سَيِّدِنَا عِيْثَ عِيسَىٰ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ
02:18وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامِ
02:23تكلم عن صفات هؤلاء حالهم الأبدي أنهم فيهم الصدق والأمانة والرحمة
02:35والحلم والأناة والطمأنينة والرضا بعطاء الله وقسمته
02:43إن الذي يُعكِّر صفو بعضنا في هذه الأيام
02:48نرى كثيراً ممن يمشون على وجه هذه الأرض
02:53قل ما تجد القناعة وقل ما تجد الرضا بقسمة الله
02:59وليس معنى ذلك أن الإنسان يركن إلى الكسل والتواني والتواكل
03:06فيقول أنا راضي وليس هذا المراد يا سادة
03:11بل إن المراد أن الله عز وجل خلق السماوات والأراضين
03:18وجعل ابن آدم خليفة له في أرضه فأمره أن يعمر هذه الأرض
03:25ولكن التعمير بالمال الحلال والتعمير برضا الكبير المتعال
03:33وليس أن يأتي بالمال من حله ومن حرمته
03:37لا يرعوي ولا ينظر إلى حاله
03:41فيقول إن المرأة أو الزوجة تريد المال أو الأولاد يريدون المال
03:49فآتي بالمال من حله أو من حرمته لا يبالي
03:53بل إنه سيسأل يوم القيامة عن هذا المال من أين اكتسبه وفيما أنفقه
04:01هذا الإنسان خليفة الرحمن في أرضه
04:04مطالب بالأخلاق الطيبة الفاضلة
04:08بأن يكون رحيما ببني الإنسان
04:11وليس رحيما ببني ملته فحسب
04:14بل وليس رحيما ببني الإنسانية فحسب
04:19بل إنه مطالب أن يكون رحيما بالجماد والحيوان والنبات
04:25رأينا الحبيب صلى الله عليه وسلم يترك الدنيا ويأتي إلى طفل صغير عمره ثلاث سنوات ونصف
04:36فيأتيه فيقول له يا أبا عمير ما فعل النغير
04:41الرفق يا سادة والرحمة يا سادة في هذه الأيام
04:46نلتمس من السادة المشاهدين أن يكونوا رحماء
04:51فإذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم قد وصف بعين الرحمة في سورة الفتح في الآية التاسعة والعشرين
05:01والقرآن يتحدث في آية مباركة
05:05محمد الرسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم
05:12تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
05:18يترك النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه ويذهب إلى صبي صغير ما عمره يا سادة
05:26إلا ثلاث سنوات ونصف تقريبا فيذهب إليه ويحدثه ويلاطفه ويداعبه
05:35وهو أخو أنس بن مالك من أبيه وأمه فيذهب إليه ويقول له يا أنس ما حال أخيك عمير
05:47فيداعبه النبي ويقول أبا عمير يكنيه
05:51وهذا الاستدلال من الإمام الشافعي حينما سمع هذا الحديث من الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم
06:01ما كان منه إلا أن أكل وشرب ونام عند تلميذه أحمد بن حنبل رحمه الله
06:09فنظرت ابنة الإمام أحمد إلى الإمام الشافعي وهو يكثر من الطعام
06:16وهو لا يصلي بالليل ثم يصلي بالمسلمين إماما
06:22فتعجبت وقالت يا أبتي رأيتك تمدح شيخك الشافعي وأراه قد أكل كثيرا
06:31والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الأكل الكثير
06:35ألم يقل النبي ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك
06:42فإذا به يأكل كثيرا ولم يصلي الليلة لم يقم في الليل
06:49ولكنه بعد هذا كله دخل وصلى بالمسلمين إماما
06:55فصلى إماما ولم يتوضى يا أبتي كيف ذلك
06:59فقال لأسألن شيخي فسأله
07:03فإذا به يقول له يا أحمد أنت رجل مبارك فأردت أن يكثر من طعامك
07:10فطعام الصالحين شفاء وغذاء ودواء
07:15وما نمت في هذه الليلة غير أني نمت على ظهري مستلقيا أتذكر حديث النبي
07:24يا أبا عمير ما فعل النغير
07:27وصليت بالمسلمين إماما لأنني بوضوئي صلاة العشاء
07:34أيها المشاهد الكريم إن الناظر في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
07:39جلُّها بل كلها ما هي إلا رحمة
07:43رحمةٌ بذاته ورحمةٌ بأمته ورحمةٌ بأهله
07:49كيف يُعامل زيجاته وكيف كان يُعامل أبناء المهاجرين والأنصار
07:55وكيف كان يُداعبهم ويلاطفهم
07:58ولما دخل المدينة المنورة قالوا ادعوا لهم بالبركة
08:03قال دعوهم يلعبوا
08:05ولما سمعوا صوتاً جلياً في المدينة المنورة
08:10خرج إليهم على فرسٍ لأبي طلحة الأنصاري
08:15وليس عليه سرجٌ
08:17وقال لهم لن تراعوا لا تخافوا
08:21هذه هي الرحمة التي نحن مطالبون بها في كل وقتٍ وحال
08:26نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا وإياكم في الدنيا والآخرة
08:32والسلام عليكم ورحمته وبركاته
09:02اشتركوا في القناة

Recommended