مسلسل ذي قار الحلقة الأولى 1 جودة عالية

  • 2 months ago
مسلسل ذي قار الحلقة الأولى 1 جودة عالية
Transcript
00:00اشتركوا في القناة
00:30اشتركوا في القناة
01:00اشتركوا في القناة
01:30اشتركوا في القناة
02:00اشتركوا في القناة
02:30اشتركوا في القناة
03:00اشتركوا في القناة
03:30اشتركوا في القناة
04:01اشتركوا في القناة
04:07اشتركوا في القناة
04:13اشتركوا في القناة
04:19اشتركوا في القناة
04:24اشتركوا في القناة
04:30اشتركوا في القناة
04:36اشتركوا في القناة
04:42اشتركوا في القناة
04:48اشتركوا في القناة
04:54اشتركوا في القناة
05:00اشتركوا في القناة
05:06اشتركوا في القناة
05:12اشتركوا في القناة
05:18اشتركوا في القناة
05:24اشتركوا في القناة
05:30اشتركوا في القناة
05:36اشتركوا في القناة
05:42اشتركوا في القناة
05:48اشتركوا في القناة
05:54اشتركوا في القناة
06:00اشتركوا في القناة
06:06اشتركوا في القناة
06:12اشتركوا في القناة
06:18اشتركوا في القناة
06:24اشتركوا في القناة
06:30اشتركوا في القناة
06:36اشتركوا في القناة
06:42اشتركوا في القناة
06:48اشتركوا في القناة
06:54اشتركوا في القناة
07:00اشتركوا في القناة
07:06اشتركوا في القناة
07:12اشتركوا في القناة
07:18اشتركوا في القناة
07:24موسيقى
07:55فما حاجتنا لجند وجيش
07:58قد تقبل علينا أيام لا يؤمن شرها
08:03رجالنا يحاربون في جيش كسرى وتحت لوائه
08:08وماذا لو قلت لك يا مولاي
08:11ولتعذرني في قولي
08:14إن كسرى ممن لا يؤمن شره في مقبل أيامنا
08:18وإلك يا سيناء
08:21أنسيت أن كسرى هو من وضعني على عرش الحيرة؟
08:25ربما كنت أرجم في غيب لا علم لي به
08:29وقد طلبت المعذرة قبل تفوي بما قلت
08:33آذرك في هذا
08:37لكن
08:39ما الذي دعاك إلى قول ما قلت؟
08:43تشكك في النفس
08:45أرجو أن تزيلوا الأيام
08:47نعم
08:50فنفوسنا هذه الأيام مثقلة بالشكوك والهواجس
08:56لكن ما أشرت إليه ليس منها
09:00أي شر أتوقاه من جانب كسرى
09:09ولنتابع اللعب
09:12فنفسي تنزع إلى التسرية اليوم
09:20هيا
09:39أسرعي بالماء يا ماوية
09:50المعذرة يا مولاي ما كان لي أن أهزمك
09:53لا عليك لا عليك
09:56ولا ضير في هزيمة على رقعة شطرانت
10:00هذه معركة بلا سلاح
10:03وبلا قتلى أو جرحة
10:06أو أسرع
10:08فلا بأس إن انهزمت فيها
10:11المعذرة يا مولاي
10:13تكثر من الاعتذار اليوم يا سينان
10:16وأنا أقر لك بالذكاء
10:17ولكن
10:19أتدري لماذا هزمتني في هذه اللعبة
10:23الحظ يا مولاي
10:24لا
10:26الشطرانج لا حظ فيه
10:28بل تفكير وتدبر
10:33هزمتني في هذه اللعبة
10:36لأنني كنت أدير في رأسي معركة أخرى
10:41أية معركة
10:43كنت أفكر في ما قلته لي
10:46واعتذرت عنه
10:50الجند
10:53نعم
10:55نحن في حاجة إلى جيش قوي
10:59لنصد عنا القبائل الطامعة في عرش الحيرة
11:03ونقف في وجه الغساسنا
11:09ما بك
11:11ما بك
11:14مولاي ليس هذا ما قصدت إليه
11:17أن نقوي جيشا لمحاربة العرب
11:21فمن نحارب إذن؟
11:24أكنت تريد جيشا لمحاربة الفرس وهزيمتهم؟
11:29جيشا قادرا على هزيمة إمبراطورية الأكاسرة؟
11:33مولاي
11:34لا أريد أن أسمع كلاما آخر في هذا الأمر
11:38أسمع
11:40أتأذن لي؟
11:42نعم
11:46فأنا في ديار بكر بن وائل
11:49أنت في ديارهم على الرحب
11:52وأنت أيها الشيخ الجليل
11:54هانئ بن مسعود
11:56كبير بن شيبان
11:58أنا هو ومعي ابنة ماوية
12:01ما ظننت أن كبير قومه
12:04يخرج هكذا في الصحراء
12:06خرجت أنا وابنة ماوية
12:09نبحث عن أرض أكثر كلاء وماء
12:12فنحن نواجه أيام عسر وقلة
12:15أين مقصدك؟
12:17كنت قاصدا الحيرة
12:19الحيرة عاصمة المناذرة
12:22لأي تغاية؟
12:24التحق بجيش ملكها النعمان بن المنذر
12:28أيعد النعمان بن المنذر جيشا؟
12:31لماذا؟
12:33ليس هناك من نذر بأن حربا والشيكة
12:36ستقع بين المناذرة والغساسنة
12:39ألا تكون حرب إلا بينهما؟
12:42نعم يا بني
12:44وهذا ما يقهرون ويوجعون
12:47عرب يقاتلون عربا
12:49وأسيادهم في الإمبراطوريطين
12:52يستمرئون دماءهم
12:54ويسفحونها على رمال هذه الصحراء
12:57سمعت أيها الشيخ الجليل
12:59أن من أرسل الرسل إلى القبائل
13:02للاتحاق بجيش الملك النعمان
13:05هو سنان بن كعب
13:07وزير الملك ومستشاره
13:10وليس الملك نفسه
13:12هذا أمر يبدو غريبا
13:15لا أظن أن سنان يدفع بعربي لقتال عربي
13:21تبقى في ديارنا حتى تبرأ جراحك
13:24ثم تواصل سيرك
13:27هل ألمك الجرح؟
13:29تصبرت عليه مسافة طويلة
13:32لكنه الآن يؤليبني
13:35فما سببه؟
13:37رمية غادرة من قطاع طرق
13:39هل عرفتهم؟
13:41لا يفصح قطاع الطرق عن أنفسهم
13:44ولا ينتمون إلا لعملهم النثل
13:47وهو الذي يشي بهم
13:51ما وجدوا لدي مطمعا
13:54فتشفوا بهذه الرمية الغادرة
13:57أرادوا قتلي
14:00لكنهم تركوني
14:03لأموت في هذه الصحراء بطيئا
14:06أين السهم؟ قد يدل عليهم
14:09انتزعته من جسدي وطوحت به بعيدا
14:13وأبقيت على هذا الجرح
14:16سيبرأ
14:18أمر يحيرني أيها الشيخ الجليل
14:21ما هو؟
14:23قد ردتني إلى الحياة
14:25وما سألتني من أكون
14:26لا يسأل الضيف قبل أن تبرأ جراحه
14:57عرفت أنك وحدك
15:00فقد رأيت وزيرك سنانا يخرج من هنا متعجلا
15:04نعم
15:06وأظن تعجله لغضب يكتمه في نفسه
15:11أبي، لقد جئتك بباقة من شقائق نعمة
15:15شقائق نعمان، يا لهذا الاسم
15:20أنت حميت حمى هذه الزهرة الجميلة فنصبت إليك
15:25أحب أن أراها ولكن في أرضها
15:30وليس في قاعة حكم كئيبة
15:34قد يؤنس وجودها هنا وليس في أرضها
15:39وليس في قاعة حكم كئيبة
15:42قد يؤنس وجودها هنا وحشة هذا المكان ويثير بهجة في تجهم الحكم
15:52أتريني حاكما متجهما يا حن؟
15:59إن طبيعة الحكم يا أبي أن يتجهم
16:03لكنك أبي ولا أرى فيك هذا
16:09فيما كان غضب سنان
16:12أراك تهتمين كثيرا في أمر سنان
16:16أليس وزيرا ومستشار أبي الملك والمقرب منه؟
16:20عجبت له، فقد هزمني اليوم مرتين
16:23هزمك مرتين؟
16:25واحدة على رقعة الشطرنج هذا
16:28والثانية؟
16:30هذه أبقيها لنفسي
16:33مالذي يضحكك؟
16:36تذكرت ما قاله امرؤ القيس في الشطرنج
16:39لا أطيق ذكر ذلك الملك الضليل أمامي
16:43أبي، أذكره كشعر وليس كملك
16:46ليكن، لا أحب سماع اسمه
16:48بعد مرور كل هذا الزمن؟
16:50أجل، كان عدوا لجدك
16:54وذهب إلى قيصر الروم لاستعدائه عليه
16:58بل لبلوغ سائره من قتلة أبيه
17:01وقتلة أبيه في حمى المناذرة
17:04والمناذرة في حمى الأكاسرة
17:07لا تقولي هذا
17:09بل سأقوله يا أبي
17:11لقد سالت دماء كثيرة بين القبائل
17:13بسبب الانقسام بين العرب والولاء للفرس من جهة
17:16واللروم من جهة أخرى
17:18حتى امرؤ القيس تدري ما كانت نهايته
17:21نهاية طبيعية لمن يوالي الروم
17:25وماذا تكون نهاية من يوالي الأكاسرة؟
17:28لا أطيق سماع هذا حتى منك
17:30ولو لم تكون ابنتي وابنتي الغالية لكن
17:33قلت إنك جئت لتبددي وحشة هذا المكان
17:39فأزيل هذه الوحشة التي تهيب فيها نفسي
18:02موسيقى
18:31لا ترجع من مجلس الملك إلا مثقلا بالهم
18:35أي هم يا أختها؟
18:38هذا الذي أرى ظلاله على وجهك مضعوط
18:42ما ترينه بعينيك؟
18:45لا أخفي أني بنت خائفة عليك
18:48فمنذ زمن وأنت مضطرب والنفس
18:54هذا لا يخيف
18:57النفوس تضطرب وتصفو
19:01موسيقى
19:04أخاف عليك غضبة الملك النعمان
19:08أبوه وجده كانا يهلكان من يخالفهما
19:11النعمان ابن المنذر يختلف عنهما
19:15نتفق ونختلف
19:18قد لا يأخذ بمشهورتي ولكنه يترك لي أن يخالفه الرأي
19:23الملوك ضيقوا الصدر يا سنان
19:25على أي حال ليس هذا سبب ضيقي
19:31أما رأيت الحرقة اليوم؟
19:36الحرقة؟
19:39هندة بنت النعمان
19:42ولماذا تسمينها بهذا الاسم؟
19:45لست أنا من يسميها
19:47فهو اسم عرفت به
19:49وصار بيننا أشهر من اسم هند
19:51ولماذا الحرقة؟
19:54ربما لأنها تترك حرقة في حشا كل من رآها وعرفها
19:59كما فعلت بأخي
20:02سمية
20:06سأتركك لما أنت فيه الآن
20:09وحين تصفو نفسك
20:11نتحدث بهذا الأمر
20:12أعلمك الجرع؟
20:15قليلاً
20:17ولكنني أحس بالعطش
20:20ماوية، ماو ليه الماء؟
20:32هل تريني ماء؟
20:35لا
20:37أريد العطش
20:39أريد العطش
20:40غريب
20:55ما توقعت أن ديارك بعيدة هكذا
20:59و ما توقعت أن سيد قبيلته يبتعد في الصحراء هكذا
21:05لو لم أبتعد في الصحراء هكذا لما وجدناك
21:10سمعت ما قاله أبي عندما أردت أن تعرفه بنفسك
21:16الشيوخ يفقدون مع العمر رغبة الفضول
21:20إذن فمن أنت قبل أن يفقدني العمر هذه الرغبة؟
21:27وتكتمين؟
21:30إن كان في معرفة تلك الرغبة
21:33فأنا أردت أن أعرفك
21:36وتكتمين؟
21:39إن كان في معرفة اسم ما يستحق الكتمان
21:44أنا حنظلة السيارة
22:00أما زالت دماء أبيك تضطرب في عروقك يا زيد
22:03ولن تهدأ حتى أثأر من قاتله
22:07وقاتله هو النعمان بن المنذر
22:11وهو غريم
22:13ما الداعي للذكر هذا والتذكير به
22:17وقد مر زمن طويل عليه
22:20لا أظن أن زيد بن عدي ينسى دماء أبيه
22:24مهما مر الزمن يا شيخ عباد
22:27هذا إن كنت أنت قد نسيت دماء أخيك
22:30ما الغاية من هذا الحديث أيها الوزير؟
22:33أندم العرب في بلاط كسرى كل له ثأر عند النعمان
22:38وحاقد عليه
22:40قد نسينا ما بيننا وبينه
22:42لا شيء ينسينا ما بيننا وبينه يا عماه
22:45فدم عدي بن زيد عصي على النسيان
22:51فماذا لو وجدت ما تنفذ به إلى ثأرك يا زيد؟
22:55أيها الوزير
22:57دعني أكمل يا شيخ عباد
23:00إن كنت أنت زاهدا بالملك
23:03وأنت جدير به
23:06ألا تجد أن زيد بن عدي
23:09جدير بأن يكون على عرش الحيرة بدلا من النعمان؟
23:14لماذا يستأثر آل نصر من المناذرة
23:18بعرش الحيرة يتوارثونه دونكم؟
23:21ألم يقتل النعمان أخاك أبا زيد؟
23:25خوفا من أن يصل إلى عرش الحيرة؟
23:27بنبشك هذا الموضوع تحفر حفرة لا قرار لها
23:32لا ندري إلى أين تنفذ
23:35تنفذ إلى خيركم وخير الحيرة
23:39قل أيها الوزير
23:41فقد جئتنا لأمر لم تفسع عنه بعد
23:44أبوك ينقط الشعراء ويضيق بذكرهم
23:47منذ متى؟
23:49لقد كان مجلسه يغص بهم وكانوا الأقرب إلى نفسه
23:52منذ أن خذلته نفسه فيهم
23:54وأهدر دم النابغة سميره وصفيه ورفيق أنسه
24:00بسببك أنت؟
24:02ليس بسببي
24:04بل بسبب قصيدة قالها فيها مشببا وواصفا
24:08وعدها أبوك فحشة الوصف
24:10ألم تكن كذلك؟
24:12بل كانت
24:14ولكن ما ذنبي أنا؟ خيال شاعر انشطت به؟
24:18لقد كنت فتنة للملوك والشعراء يا أمي
24:21كنت
24:23ولكن لم أعرض نفسي ولا رخصتها
24:26والآن انظري ما تبقى مني
24:29إنه العمر
24:31لا
24:33ليس العمر وحده
24:35بل ما لقيته من أبيك الملك بعد هذه المحنة
24:39شاعر رمى جمرة فتنة بينك وبين أبي
24:43فحرقتني أنا دون أن تصيبها
24:47لا
24:48يقولون إنه اكتوى بها
24:51لقد أحبك
24:53وإلا لما أهدر دم الشاعر وطرده على هذا النحو لأنه وصفك
24:57وقد أغضبني أنا أيضا وصفه لي
25:00لكن ما أغضب أباك النعمان
25:03أن النابيغة الذبياني عندما فر من وجهه
25:06التجأ إلى عدوه ملك الغساسين وأقام عنده ومدح
25:10تحولت المسألة من غيرة عليك إلى غيرة بين مليكين على مدح شاعر
25:16أمي
25:18قولي لي فقط سمعت من أفواه الناس به
25:23لكنني أريد أن أسمعه منك أنت
25:26ماذا سمعت
25:28أن قلبك قد مال إلى المنخل اليشكري الشاعر
25:33لما صمنت
25:36لا أنكر أن المنخل اليشكري كان رجلا ترن إليه عيون النساء
25:43وتهفو إليه قلوبه
25:45أما أنا فلم أكن منهم
25:48قد رأيته من وراء ستار
25:51وكان ينادم أباك الملك والنابيغة الذبياني
25:55ولم يرك
25:57لا أظنه فعل
25:59وهذا ما أجج حقده على النابيغة بسبب قصيدته في وصفه
26:04فأوغر عليه صدر الملك حتى أهدر دمه
26:07والنابيغة الذبياني
26:09ربما لمحني عن بعد
26:11أتصدقين يا هند أنني أعرض له وأنا خارج من الحمام
26:15فيصفني هذا الوصف الفاحش في قصيدته
26:19لا
26:21كما قلت لك خيال شاعر اشتط به
26:24ورغبات مكبوتة تفجرت في قوله
26:27معركة بين شاعرين وملك تدور من حولي
26:32ولست طرفا فيها
26:34أبوك من يومها
26:36كره الشعراء وأبعدهم عن مجلسه
26:40وعاقبني أنا
26:42على ما لم أقترف
26:44أكان ذنبي أنني كنت
26:46على هذا القطر من الحسن والفتنة
26:49ولكنني لم أفتن أحدا
26:51أبوك قرب هذين الشاعرين اللدودين
26:54أمسك بالجمرة فاكتوى بلذعي
26:57ما اكتوى إلا بلذع حبك
26:59لا تنكري هذا يا أمي
27:01فما كان يطيق أن يراك أو يذكرك أحد
27:05حب حارق
27:08يتحول إلى بغض حارق
27:10سيد كسرى حانق على النعمان
27:14ورغم أنه وضعه على عرش الحيرة
27:17فإنه يرى أنه غير جدير بالبقاء عليها
27:21بعد هذا الزمن كله
27:24لقد استشرى خطر النعمان
27:28وصار يسمي نفسه ملك العرب
27:31وما في ذلك
27:33والنعمان ملك الحيرة
27:35والحيرة أكبر ممالك العرب
27:38إن عظم الأمر
27:41فإن النعمان قد يخرج الحيرة عن ولائها لعرش الأكاسرة
27:47وربما يصل به الأمر إلى أن يميل إلى أعدائها
27:52على أعداء للنعمان
27:54فلا أرى أن النعمان يفكر بفصم العلاقة بين الفرس والعرب
27:59لا لا لا
28:01ليس الأمر بين الفرس والعرب
28:04إنه بين كسرى والنعمان
28:07كل يبيت في نفسه أمرا
28:11ما أتت أيها الوزير أن تطلعنا على أمر كهذا
28:15فما الداعي إليه الآن
28:18درءا للخطر
28:20فإن وقع
28:22وعزم سيدي كسرى على أن ينزل النعمان عن العرش
28:29فإني أرى أن يفكر زيد
28:32بمن يكون على عرش الحيرة من العرب
28:38أبي لا يبغضك
28:40إذن إنه لا يحبني
28:43لا يا هند لا
28:45بين الرجل والمرأة لا تكون الأمور على هذا النحو
28:49فإما هذا وإما ذاك
28:51أمي
28:53أترى أبي يكرهني لأنني أقول الشعر
28:56لا يا هند لا
28:59ما رأيت أبا يحب ابنته مثل هذا الحب
29:03وكان يقال
29:04إنهم لم يروا زوجا يحب زوجته
29:08كما أحب الملك النعمان زوجته
29:11ربما
29:13وتدرين ما يقولون أيضا
29:16إن الملك النعمان يحب هندا
29:19لأنها تحمل جمال والدتها
29:22بل أنت تزيدينني في هذا يا هند
29:25تزيدينني
29:27وأنا سعيدة بذلك
29:30ولكني أخاف عليك أيضا
29:32الجمال كالنار يضيء
29:36ولكنه يحرق أيضا
29:39هذا للآخرين
29:41أما حين يخمد
29:44فلا يتبقى منه إلا رماد
30:02موسيقى
30:33موسيقى
30:43ما بكاء الكبير بالأطلال
30:47وسؤالي
30:50فهل ترد سؤالي دمنة قفرة
30:54تعاورها الصيف بريحيني
30:57من صبا وشمالي
31:00الشاعرون الأعشى
31:05من أنت يا بنية
31:08أما عرفتني أيها الأعشى الكبير
31:14صفية
31:16معذرة يا ابنتي
31:18عيناي ونهار يذهب
31:21فإلى أين خروجك فيه
31:23انتظرت النهار كله لأودع أباك الشيخ
31:26لكنه لم يعد
31:27وأنا قلقة على تأخره وأختي ماوية
31:31أما أخي شيبان
31:33فقد خرج إلى وجهة أخرى
31:35وما عاد أحد منهم
31:37فإلى أين تخرج
31:39أمامي سافر طويل
31:41فقلت أشرع فيه الآن
31:44أما تنتظر حتى الصباح
31:46ترى أبي وتودع
31:48لا يا ابنتي
31:50ما دمت قد عزمت فأسير
31:52إلى أين
31:54إلى أين
31:57إلى أين
32:00لا يسأل الأعشى عن وجهته
32:03فلا جواب عنده
32:06أطوف بالبلاد
32:09وأضرب بالتيار
32:13تطيل غيابك عننا يا شاعرنا
32:18لكني أعود دوما
32:21وربما أعود هذه المرة بعد أن أشهد سوق عكاظ لهذا العام
32:25أما تخلفت عنه أبدا
32:28وهل يتخلف شاعر عن سوق عكاظ
32:32أما فيه غير الشعر
32:35بلى يا ابنتي
32:37فهو سوق للقاءات الناس
32:41وفيه تجارة بيع وشراء
32:45لكن الشعراء ركن الأساس فيه
32:48قال لي أبوك يا صفية إنك شاعرة
32:52لكني ما سمعت منك
32:53أتجرؤ مثلي أن تجاهر بشعرها
32:57وتلقيه على مسامع الأعشى
32:59أم أنك تدخينه لتلقيه في سوق عكاظ
33:04أترتاد النساء
33:07سوق عكاظ
33:09ترتاده النساء
33:11أو يسقن إليه لأمر وقتك الآلهة شره يا ابنتي
33:16وأنتي
33:18ما وقوفك بعيدة عن المنازل في هذه الساعة
33:21أمران
33:23قلق على أبي وأختي وعلى أخي
33:26لغيابهم عن الدار
33:28فما أطقت البقاء فيها
33:30والثاني
33:32أما الثاني فأعرفه
33:34فهذه الساعة
33:36في بداع نهار يذهب
33:38واستخبال ليل يؤوب
33:40فهي توحي بالكثير من الشعر
33:52وبالكثير من الحزن
33:56وبالكثير من الحزن
34:01ترتع السفحة فالكثيبة فذا قار
34:06فروض القطى فذات الرئال
34:09رب خرق من دونها يخرس السفرة
34:13وميل يفضي إلى أميالي
34:16فلإن شط بي المزارو
34:18لقد أغدو
34:20قليل الهموم ناعم الباقي
34:28أقرئي أباك الشيخ هاني السلام عني
34:32وليتصبر في انتظار عودتي إليك
34:48موسيقى
35:17أبعيدة ديار بكر عن هنا
35:20أنت في ديار بكر
35:22أقصد منازلهم
35:25وراء هذا الليل
35:28عجبني قولك
35:30فالليل زمان لا مكان
35:34لكنه يستر ويحجب
35:36لا تنتظر مماوية أن تقول قولا بسيطا ومباشرا
35:40قصدت القول
35:42ما أن يرتفع ستر هذا الليل عن الفجر
35:45حتى تظهر منازلنا
35:47فنحن قريبون منها
35:50فلماذا تريثنا هنا
35:52لا يحصل الدخول على الديار في الليل
35:55فهذا يجلب الشؤم
35:58فلا يجدر بي أن أجلب الشؤم
36:01على من أحسن إلي
36:03الليل
36:05ولست أنت
36:07فما عرفنا بعد إن كنت ستجلب فألا حسنا أو سيئا
36:11ماوية
36:13ما هذا القول
36:15قد قلت أيها الشيخ الجليل
36:17إنها لا تقول قولا بسيطا ومباشرا
36:21لكنني أراها تقول قولا صادقا وصريحا
36:41أبي
36:43ماذا تسمون تلك النجمة
36:46النجوم التي تومض في ليل الصحراء كثيرة
36:51تلك
36:53أكثرها وميضا وأكبرها
36:56وأول ما يظهر من النجوم
36:58وآخر ما يغيب عند الفجر
37:03تلك هي نجمة الزهرة
37:06نحن نسميها نجمة الحب
37:09ونجمة الراعي
37:11ونجمة المساء والصباح
37:15أسماء عدة لنجمة واحدة
37:18كل اسم فيها يدل على صفة
37:23فهي نجمة الراعي
37:25لأنها تهدي الرعاة
37:28وهي نجمة المساء والصباح
37:31لأنها كما قلت
37:33أول ما يظهر في المساء
37:35وآخر ما يغيب في الصباح
37:38وماذا عن اسمها الآخر
37:40نجمة الحب
37:42أما هذا الاسم
37:44فله حكاية ترويها بعض القبائل
37:47أي حكاية
37:49ما سمعت بحكاية عن نجمة الزهرة
37:52أرويها إن أذنت لي
37:54لماذا الإذن
37:56فيها ما يسيء إلى أحد
37:58لا لا
38:00فهي مجرد حكاية خرافية لا صحة لها
38:02إذن فلتكون حكاية سمرنا
38:04جارية معتدلة الخلق
38:08نقية اللون والثغر
38:11بيضاء قمراء وطفاء
38:14كحلاء دعجاء حوراء
38:17عيناء قنواء شماء
38:20أسيلة الخد
38:22عظيمة الهامة بعيدة ما هو القرن
38:26عيطاء
38:28عريضة الصدر كاعب الثدي
38:31حسنة المعصم
38:32لطيفة الكاعب والقدم
38:35قطوف المشي
38:37بطط المتجرد رقيقة الأنف
38:41عزيزة النفس
38:43حيية رزينة حليمة ركينة
38:47رأيها رأي أهل الشرف
38:51وعملها عمل أهل الحاجة
38:55كل هذا في وصف امرأة
38:58وغيره كثير يا مولاني
39:00أنتم العرب تجيدون القول والوصف
39:04ولا أظن هذا إلا من كلام الشعراء وخيالهم
39:08فماذا تقول في هذا فأنت من قبائل العرب وأعرف به منها
39:12يا مولاني إن هذا الوصف
39:15قد جاء في وثيقة محفوظة في خزائن جدكم العظيم أنو شروان
39:21إنما عن مدى انطباق الوصف على بناتي ونساء العرب
39:25فالوثيقة كانت مصعوبة بالجارية
39:28والجارية كانت هدية لجدي العظيم
39:32وهذه الوثيقة تنطبق على جارية بعينها فماذا عن غيرها
39:38إنما سمعناه الآن من وصف تلك المرأة
39:41ليس إلا غيظا طيب
39:44وهو لا يفهم في نساء العرب وبناتهم من حسن وجمال وفتنة
39:49أثرتني يا رجل
39:52عذرا يا مولاني قد طلبت مني قول فقل
39:57أتمتاز قبيلة عن أخرى بهذا
40:01في كل قبيلة ما فيها من حسن وجمال
40:04فأين تكون الصفوة
40:07أشير إليها يا مولاني لكن في مجلس خاص إن أذنت لي
40:13يبدو أننا تتحدث عن مجلس خاص
40:16إن أذنت لي
40:18يبدو أن لديك ما تظن به إلا عن سيدك
40:23انشرفني مولايا بهذا
40:25إذن ليكن هذا مجلس سمر للجميع
40:30وألقاك فيما بعد في مجلس خاص
40:34تحدثت عن حكاية ثم انحرفت بحديثك ورويت غيرها
40:39وما أدرك أنني بدلت حكايتي
40:42تعترف إذن
40:44أعترف
40:47فما جرأت أن أروي حكايتي على مسامع أبيك الشيخ الجليل
40:53بل أحرجك وجودي معكما
40:56أعترف بهذا أيضا
40:59ولكن كيف عرفت أنني استبدلت حكايتي
41:03لأنني أعرف الحكاية التي كنت سترويها عن الزهرة
41:08فقد سمعتها من قبل
41:10ربما سمعت غيرها
41:12لا
41:14هي حكاية الحب الوحيدة التي تروي عنها
41:17ويعرفها كل عرب الصحرائي ويتنقلونها
41:21ومع هذا لم تصل إلى مسامعي أبيك
41:24بل يعرفها هو أيضا
41:26لكنه أراد أن يستدرجك إلى الكلام
41:29فأنت منذ لقيناك صامت
41:31فأراد أبي أن يسامرك وأن يقربك بألفة الحديث
41:37أكان هذا شراكا
41:40اسمه ما شئت
41:42كان اختبارا لك وقد اجتزته
41:45فعرف أبي أن وراء عفة لسانك عفت نفسك أيضا
41:50ولهذا أغفى مطمئنا بيننا
41:53لا تسويره شكوك فيك أو خشية على ابنته منك
42:00وأنت
42:02أسورتك الشكوك؟
42:05لا
42:07منذ أن عرفت من أنت
42:10وستكتمين عن أبيك
42:15حتى يسألك هو
42:40أمتي صباحا نايتها الأميرة
42:43أهلا بك يون وزير
42:45ما الذي أتى بك إلى هنا في مثل هذا الوقت؟
42:49حرقت فخرجت مبكرا
42:52ألا يكون الملك مستيقظا؟
42:55أنت تعرف أبي الملك
42:57يطيل السهر فيطول به النوم
43:01لقد بكرت لأجمع له هذه الأزهار
43:05وأضعه في مجلسي قبل أن يستيقظ
43:07الأزهار ليس مكانها مجالس الحكم يا نايتها الأميرة
43:11فما يجري فيها يستنبت الأشواك
43:15إذن فنقيم توازنا بين أشواككم أنتم أهل الحكم وبين أزهار الحياة
43:22وأنت
43:24ألست من أهل الحكم؟
43:26لا ولا أريد أن أكون
43:32ظننت أن الأميرة هي من تطيل النوم
43:34لا لست من الأميرات اللواتية من الضحى
43:39أنت أجمل هنا
43:44أقصد
43:46أي حديث تستدرجني إليه أيها الوزير؟
43:51هو حديث عابر وحسب
43:54لا أظنه كذلك
43:57كلما رأيتك وأنا قادم على أبيك أو خارج من عنده
44:01هممت بأن أحاديثك ثم أجبن عن ذلك
44:06غريب أمرك أيها الوزير
44:08تجالس أبي الملك وتهزمه بآرائك والشطرنج أيضا
44:14وتخطط للسلم والحرب وتجبن بالحديث أمام ابنته
44:19تدركين أكثر من غيرك يا نايتها الأميرة
44:23أن كل هذه الأمور التي ذكرتها أيسر بدي حديث بين رجل واحد
44:29إذن كنت تتحين الفرصة
44:32كنت تعرف أنني في مثل هذا الوقت أكون هنا
44:37أعترف بهذا
44:39كنت أتسأل
44:41ما الذي يدفع الأميرة هندة بنت النعمان إلى هذه اليقظة المبكرة
44:47وأي أرق يدفع بها إلى حديقتها مع طلة الفجر؟
44:52أحب أن أرقب من هنا أفول نجمة الزهرة
44:55أنتم أهل الحكم تشغلكم أمور الأرض فلا تنظرون إلى السماء
45:02فما حكاية الزهرة؟
45:04هذه حكاية لا تروى هكذا في حديث عابر بين رجل وامرأة أيها الوزير
45:25شكراً للمشاهدة

Recommended