• 2 months ago
El-Vakiye Televizyonu
-İslam Nizamı Kitabının (43.) Halakası-
[İslam Bir Hayat, Toplum ve Devlet Nizamıdır]
Sunan: Üstad Ahmed El-Kasas
Hizb-ut Tahrir Üyesi / Lübnan Vilayeti
H. 03 Zilkâde 1439 El-Muvafık M. 16 Temmuz 2018
Transcript
00:00السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
00:03أهلاً وسهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم حلقة على الهواء
00:09ما زلنا في إطار سلسلة تتكلم في موضوع القيادة الفكرية في الإسلام
00:15في حلقتنا السابقة تكلمنا على نشأة عقيدة العلمانية
00:20عقيدة فصل الدين عن الحياة
00:23التي تزعم أنه لا يوجد عقيدة عن الحياة
00:27التي تزعم أنه لا يجوز أن يكون للدين دخل في الحياة والمجتمع والدولة
00:34في السياسة والتشريع والعلاقات بين الناس في المجتمع
00:38تكلمنا على نشأتها على مضمونها على خطابها
00:42لابد لنا في هذه الحلقة من أن نتكلم على ما يقابل هذه الأفكار في الإسلام
00:50حيث الإسلام جعل نظام الحياة والمجتمع والدولة شريعة الله سبحانه وتعالى
00:56فتكون حلقتنا هذه تحت عنوان الإسلام نظام الحياة والمجتمع والدولة
01:04إخوتي الكرام لقد اكتشف الإنسان منذ أول تاريخه
01:10أن ليس بإمكانه العيش وحيدا منفردا
01:14وإنما هو بحاجة لأن يعيش ضمن جماعة بشرية تقاسمه الشعور والأحاسيس نفسها
01:23وتسعى لتحقيق الأهداف والغايات التي يسعى لها
01:27ذلك أن هذا الإنسان أدرك بشكل جازم
01:31أن كثيرا مما يحتاجه لإشباع حاجاته ورغباته
01:36ولتأمين متطلبات حياته موجود لدى الآخرين
01:40بينما يملك هو من الطاقات والإمكانيات والمواهب ما يحتاجه الآخرون
01:46فثمت كثير من استحقاقات الحياة يعجز الإنسان عن مواجهتها بمفرده
01:53من هنا رأينا الإنسان منذ القدم يعيش في جماعات بشرية كبيرة أو صغيرة
01:59أطلق على هذه الجماعات تعبير المجتمع
02:04في ذلك المجتمع يجتمع الناس ليتبادلوا المصالح والمنافع
02:09وتقوم بذلك بينهم العلاقات المستدامة
02:13التي من شأنها أن تحافظ على استمرارية تبادل المنافع والمصالح
02:19ونتج عن ذلك تخصص الناس في المهن والحرف والأعمال
02:24فوجد الفلاح والصناعي والحرفي والبناء والتاجر
02:28الذي ينقل السلع بين الناس والطبيب الذي يعالج أمراضهم
02:32والفنان الذي يرضي رغباتهم ونزعاتهم إلى آخره
02:36قال تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا
02:41ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا صخريا
02:47وقد أدركت المجتمعات البشرية بشكل جازم أيضا
02:51أن المجتمع حتى تدوم علاقاته ولا يتفكك وينهار
02:56لابد له من نظام هو بمثابة القواعد السلوكية
03:00التي يتقيد بها أعضاؤه والتي تنظم العلاقات بين الناس فيه
03:05وتعالج المشكلات الناتجة عن تلك العلاقات
03:09وأنه لابد من قيام سلطة في ذلك المجتمع
03:13تقوم على حفظ ذلك النظام وتطبيقه ورعاية شؤون المجتمع به
03:18وتمنع مخالفته وتأخذ على يد مخالفيه
03:23ذلك أن الناس إن تركوا ليحقق كل فرد منهم مصلحته كيفما أراد
03:29ولينال غاياته من الآخرين على مزاجه وهواه
03:33لتحول المجتمع إلى شريعة الغاب التي يأكل القوي فيها الضعيف
03:38أو لتحول الناس إلى أسماك يأكل الكبير منها الصغير
03:43وبالتالي سينهار المجتمع ويفقد ميزة كونه مجتمعا
03:49من هنا رأينا الناس منذ فجر التاريخ
03:53يتعارفون داخل مجتمعاتهم على نظام معين ويحرصون على تطبيقه
03:59ورأيناهم دائما يذعنون لسلطة ترعى شؤونهم بهذا النظام
04:05وتفرض التزامه على كل الأفراد وتأخذ على يد مخالفه
04:11هذه السلطة عرفت بالسلطة السياسية وعرفت أيضا بالدولة
04:17إلا أن الناس وجدوا أنفسهم أمام مشكلة مهمة حيال ذلك الأمر
04:23ألا وهي من أين لهم هذا النظام؟
04:27فالقضية ليست أن يلتزم الناس مطلقا نظاما
04:31فالأنظمة كثيرة متعددة ولكل نظام أثره في المجتمع
04:37فثمت نظام ينهض بالمجتمع وثمت آخر ينحط به
04:43ثمت نظام يؤدي إلى سعادة الإنسان
04:47وثمت أنظمة تودي به إلى الشقاء والتعاسى
04:51ما يضع الإنسان أمام مسئولية كبيرة
04:54ألا وهي مسئولية اختيار النظام الصحيح والصالح
04:59الذي يؤدي بتنظيمه لعلاقات الناس
05:03ومعالجته للمشكلات الناشئة عن تلكم العلاقات
05:07إلى النهضة الصحيحة لتلك الجماعة البشرية
05:11وبالتالي إلى السعادة والهناء والرفاهة
05:16لم يكن كثير من المجتمعات على قدر هذه المسئولية منذ قديم التاريخ وإلى يومنا هذا
05:23لزالت شعوب كثيرة تعاني من آثار اختيارها الخاطئ للنظام
05:29لذا كان لابد من اختيار الطريق السوي للحصول على النظام الصحيح
05:35وهنا يكمن التحدي وتفلح أمم وتفشل أخر
05:41وعليكم القاعدة التي يبنى عليها اختيار نظام الحياة والمجتمع والدولة
05:47إخوتي إن النظام إما أن يكون من عند الله سبحانه خالق الإنسان والحياة والكون
05:54وإما أن يكون من عند الإنسان نفسه
05:57لا احتمال ثالث
06:00أي إما أن يكون مصدره الوحي وإما أن يكون مصدره العقل البشري
06:06فأي المصدرين هو المصدر الصحيح؟
06:10الإجابة البدهية على هذا السؤال
06:13هي أن الواقع المحسوس يرينا أن عقل الإنسان عاجز عن إبداع التشريع الصالح
06:20لأن يكون نظاما لحياة الإنسان
06:23لماذا؟
06:24لأن النظام المطلوب هو النظام الذي يعالج مشكلات الإنسان بوصفه إنسانا
06:30أي يعالج إشباع الحاجات العضوية والغرائز البشرية التي من أجلها قامت العلاقات فنجأ المجتمع
06:39وهذه الكوامن البشرية الغرائز والحاجات العضوية
06:43يعجز العقل البشري عن سبر أغوارها وإدراك دقائقها
06:48حتى يعلم ما يصلح لها من نظام أو تشريع
06:52أما الخالق سبحانه وتعالى
06:55فهو الذي خلق الإنسان وغرائزه وحاجاته العضوية وكوامن نفسه
07:00فهو الذي يعلم ما يصلح لهذه النفس من أنظمة ومعالجات
07:05قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ
07:15وقال أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ؟
07:21حين يشرع الإنسان ويضع المعالجات فإنه في حقيقة الأمر لا يعالج مشكلات الإنسان بوصفه إنسانا
07:30لا ينظم إشباع الحاجات والغرائز وإنما هو يعالج مشكلات عرضية ظاهرية ألمت بالإنسان في وقت من الأوقات وفي مكان من الأمكانة
07:41بحيث لا يتأتى هذا النظام لا يتأتى له أن يطبق في غير هذا المكان الذي نشأ فيه وفي الزمان الذي وجد فيه
07:52غالبا ما يكون مخفقا حتى في معالجة المسألة الجزئية وجالبا الضرر بدل العلاج
08:00أما النظام الآتي من عند الله سبحانه فإنه تشريع للإنسان بوصفه إنسانا
08:07وبالتالي فهو صالح لكل زمان ومكان لأن الإنسان في غرائزه وحاجاته العضوية هو لا يتغير مهما تبدلت الأزمان والعصور
08:20فإن صورة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله
08:26علاوة على ذلك فإن عقل الإنسان عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض
08:33ذلكم أن ما يراه فلان صالح من التشريعات للإنسان قد يراه غيره في المجتمع نفسه فاسدا خاطئا
08:42وبالتالي فإن كل مشرع يضع نظاما يختلف عن الآخر
08:47وأن ما يراه الشخص نفسه اليوم صالحا قد يراه غدا فاسدا
08:53لذا نرى المشرعين دائما يعدلون ويغيرون تشريعاتهم بحيث جعلوا البشرية كالفأر في المختبر
09:02يجربون عليها نظرياتهم والتشريعاتهم فاصطلت بنيرانهم وتقلبت على أشواكهم
09:09وصدق الله العظيم إذ قال وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ
09:18أما التشريع الذي يتلقاه الإنسان من الوحي فإنه التشريح الثابت
09:23التشريع الثابت الدائم الذي لا يطرأ عليه تعديل ولا تبديل ولا تغيير
09:30لأنه من الخالق العليم الحكيم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم
09:37وبعد ذلك متباي البعيد بين إنسان قاصر عاجز متأثر بأهوائه وبيئته
09:45وبين خالق عليم حكيم لطيف حي قيوم
09:51ممن يجدر بالبشرية أن تستقي نظامها
09:56أمن الإنسان أمن الله تعالى خالق الإنسان
10:00وبعبارة أخرى أمن العقل أمن الوحي
10:05أنصتوا إلى هذه الآيات التي تحمل المساءلة والإجابة الصحيحة البدهية في آن معاه
10:14قال تعالى قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق؟
10:21قل الله يهدي للحق
10:23أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى
10:30فما لكم كيف تحكمون؟
10:33قال الله سبحانه وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
10:39وقال عز وجل أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ
10:48وقال وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ
10:55استمعوا إلى تلك الإجابات القاطعة والأوامر الجازمة من الله سبحانه وتعالى
11:02قال تعالى إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه
11:10ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون
11:15وقال سبحانه فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِّنِّي هُدًى
11:21وَمَنْ تَبِعَ هُدَايِ فَلَيَضِلُ وَلَا يَشْقَاهُ
11:25وقال اتَّبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء
11:32وقال وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ
11:37وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبْلِ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيرِهِ
11:42من هنا جاء النهي الجازم للإنسان في القرآن الكريم
11:47عن التعدي على حق الله تعالى في التشريع للبشر
11:52وجاء الذنب الشديد والوعيد لمن يشرع فيحل ويحرم من عند نفسه
11:59قال سبحانه وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ
12:04هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ
12:08إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ
12:13وقال قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا
12:22قُلْ أَا اللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ
12:28وقال سبحانه
12:29بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ
12:34فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
12:40فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ
12:43فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا
12:46فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ
12:51ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
12:58وقد أنزل الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم
13:03شريعةً جعلها نظامًا للإنسان في حياته ومجتمعه ودولته
13:09ومنها على عقيدةٍ تُعطي فكرةً كليةً عن الكون والإنسان والحياة
13:15فتشكل قاعدةً فكريةً لكل أفكار الإنسان
13:20وقيادةً فكريةً لسلوكه في الحياة
13:23قال تعالى قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ
13:29يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ
13:34يَفْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
13:41وجعل سبحانه شريعته نظامًا شاملًا لجميع نواحي الحياة
13:46حيث نظمت كل السلوك الإنساني
13:49سواءً كان هذا السلوك علاقةً بين الإنسان وخالقه
13:54أم بين الإنسان ونفسه أو بين الإنسان والإنسان
13:58قال تعالى وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ طِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ
14:04فقد نظم الإسلام علاقة الإنسان بخالقه سبحانه حين بين له العقائد وشرع له العبادات
14:12ونظم علاقته بنفسه حين شرع له الأخلاق وأحكام المطعمات والملبسات
14:18ونظم علاقته بغيره من سائر البشر حين شرع أحكام المعاملات والعقوبات
14:24التي شملت كل العلاقات الإنسانية في الحياة والمجتمع والدولة
14:29قال تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
14:38فالإسلام ليس مجرد دين روحي ينظم علاقة الإنسان بخالقه وبنفسه بمجموعة من العبادات والأخلاق
14:49كما يظن بعض الناس أو كما يريده البعض الآخر
14:53بل هو دين شامل ونظام كامل
14:57والعقيدة الإسلامية علاوة على كونها عقيدة روحية هي عقيدة سياسية
15:04فقد انبثق منها نظام للإنسان في حياته ومجتمعه ودولته
15:09وأوجب الإسلام على المسلمين أن تكون لهم دولة تحكمهم بما أنزل الله تعالى
15:17قال سبحانه
15:18إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهِ
15:26وقال
15:27وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ
15:33ونظم هذه الدولة حين شرع أنظبة للحكم والاقتصاد والاجتماع
15:39وحين رسم سياسة للتعليم وحين أعطى نظاما للعقوبات وأحكاما للبينات
15:44وحين رسم السياسة الخارجية للدولة
15:48وقد حرم الله تعالى بالتالي على المسلمين بعد أن جاءتهم هذه الهداية
15:53أي يأخذوا أنظمة البشر والقوانين الوضعية
15:57حيث عد كل شرع سوى شريعته طاغوتها
16:01قال سبحانه
16:03أَلَمْ تَرَ إِلَّا الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ
16:10يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به
16:16ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا
16:20أقول قولي هذا وأستغفر الله لولكم
16:23والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
16:26السلام عليكم ورحمة الله
16:28أهلا وسهلا بكم مجددا مع الأسئلة التي وردت خلال الحلقة
16:33عندي حتى الآن سؤالان
16:36السؤال الأول من أخي نذير بن صالح
16:39يسأل بماذا تفسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم
16:45حين قال في حكم سعد بن معاذ
16:48لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله
16:52ألا نستطيع القول إن العقل قادر على أن يحكم بأحكام الله
16:59أخي الكريم حين نتكلم على العقل
17:05نحن نتكلم على تشريع العقل الذي هو لا يستهدي بهداية الله سبحانه وتعالى
17:13وبالتالي لا يقال إنه يحكم بحكم الله
17:16لأن حكم الله تعالى لا يعرف إلا بخطاب الله
17:20فدون أن يخاطبنا الله سبحانه وتعالى بخطابه فلا نعرف حكمه
17:25لذا فإن حكم الله سبحانه وتعالى
17:28يؤخذ أو أحكام الله عز وجل
17:31من خطابه في الكتاب والسنة وما أرشد إليه
17:36من هنا لا يكون لأحد أن يحكم بحكم الله
17:40ما لم يكن على علم بأحكام الله عز وجل
17:44وبما أن سعد رضي الله تعالى عنه كان من الصحابة الأنصار
17:50ومن يعني من مقدمي الصحابة في ذلك الزمان
17:55فكان طبيعيا أن يكون قد نهل من كتاب الله تعالى
17:59ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم
18:02فيكون المعنى هنا إما بأنه حكم بحكم الله سبحانه وتعالى
18:09أي حكم بالحكم الشرعي بالدقة
18:12أو حكم بما يوافق شرع الله عز وجل
18:15وهذا يتصور حين يكون هناك تخيير في شرع الله سبحانه وتعالى
18:20بين حكم وآخر فيكون حكمه موافقا لما جاء في دين الله عز وجل
18:27فهذا الكلام طبعا هو المقصود به حكم سعد بن معاذ
18:32في اليهود الذين قاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
18:36وغدروا به طبعا وقاتلوا المسلمين في المدينة
18:40فحكم بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ
18:44فحكم عليهم حكمه المعروف
18:47فمدحه عليه الصلاة والسلام وقال له حكمت فيهم بحكم الله
18:51وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم
18:54فهذه شهادة لسعد بن معاذ بأنه تعلم من شرع الله سبحانه وتعالى
19:00فحكم بحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم
19:04الأخ العابد يسأل كيف تقنع كافرا أو مسلما
19:10أن الإسلام نظام شامل للحياة فيه المعالجات لكل مشكلات الإنسان
19:17خاصة مع وجود التطور الرهيب في الحياة والاقتصاد
19:22أما الكافر فلا يقنع بشيء من كتاب الله سبحانه وتعالى
19:27لأنه لم يؤمن بكتاب الله عز وجل
19:29فالطريق لإقناعه بتفاصيل الإسلام أن يقنع بأن القرآن كلام الله وأن محمدا رسول الله
19:35فإن اقتنع أن القرآن كلام الله وأن محمدا بالتالي رسول الله
19:40اقتنع بما ورد في كتاب الله وعلى لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم
19:46أما المسلم الذي يؤمن أن القرآن كلام الله فيقرأ في كتاب الله عز وجل
19:52ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء
19:55فإن سألك كيف يمكن لي نصوص محدودة في الكتاب والسنة أن توطي أحكاما
20:02لكل أفعال العبادة التي تستجد إلى يوم القيامة
20:06فنقول له وقد أسلفنا في هذا الموضوع في حلقات مفصلة
20:10في الحلقات التي كانت تحت عنوان كيف نتبع الشريعة
20:16وباختصار نقول نعم هذه النصوص بطبيعتها لأنها من عند الله سبحانه وتعالى
20:22أتت بالتعبيرات التي تعطي أحكاما من طريق المنطوق والمفهوم والمعقول
20:33وأعطت من القواعد الكلية والقواعد العامة
20:36ما يمكن أن ينطبق على كل المسائد المستجدة ويعطيها أحكاما إلى يوم الدين
20:41مع تذكيرنا بأن المشرِّع هو الله سبحانه وتعالى
20:46الذي يعلم حقيقة الإنسان، وهو يشرِّع للإنسان بوصفه إنسانا
20:51فلا تغير الأشكال والوسائل المتطورة في حيات الإنسان
20:55لا تغير شريع الله سبحانه وتعالى
20:57الذي ينزل على حقائق الأعمال على حقائق المسائل على جوهر الأعمال
21:05على جوهر المسائل ولا يتغير بالتغيير الأشكال والوسائل
21:10هذا من إعجاز شريعة الله سبحانه وتعالى من طبيعتها أنه شرع الله
21:15وليست شرع البشر الذين يشرعون لقضايا طارئة
21:20ويعطون أحكاما للظواهر بدل أن يعطوا أحكاما لحقائق المشكلات الإنسان
21:25هذا الفارق الكبير بين شرع الله سبحانه وتعالى وشرع البشر
21:29الأخ رفيق على الضرب يسأل
21:34معلوم أن الإسلام هو ما نزل به الوحي
21:38فهو القرآن والسنة
21:40فهل يصح القول القائل
21:43إن الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع
21:46أرجو البلور وجزاكم الله خيرا
21:50نعم كلامك أخي الكريم في محله
21:54تعبير الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع قطأ
21:58فالإسلام احتوى شرع الله سبحانه وتعالى
22:02الذي استفيد واستمد من نصوص الوحي
22:06أي من الكتاب والسنة
22:08فالكتاب والسنة وما أرشدا إليه مما يعبر عن مضامين الكتاب والسنة
22:13هما مصدر التشريع
22:15هما مصدر التشريع الكتاب والسنة
22:18فمن يقولون من أصحاب الدستير والقوانين الوضعية
22:22التي طبقت في كثير من بلاد الإسلامية
22:25أن الإسلام هو مصدر من مصادر التشريع
22:28هو عمليا ليس استمدادا للإسلام بوصف الوحي من الله سبحانه وتعالى
22:34يعني يأتي الوضعون من المشرعين ومن وضع الدستير والقوانين
22:40فيقولون عندنا مصادر للتشريع من هذه المصادر الإسلام
22:45بمعنى أنهم يأخذون من الشريعة ما يمكن أن يعتمدوه
22:49ما يقبلون أن يعتمدوه نظاما وقوانين للدولة
22:54هذا في نظر الإسلام باطل
22:56الإسلام عقيدة وتشريع
23:00فالتشريع الذي استمد من الكتاب والسنة
23:04فهو الشريعة الإسلامية هي الشريعة التي يجب أن تعتمد في الحياة والمجتمع والدولة
23:10فيكون مصدر هذه التشريعات
23:12التشريعات الإسلامية هو الكتاب والسنة
23:14فيقال مصدر التشريع هو الكتاب والسنة وما أرشد إليه
23:18ولا يقال الإسلام مصدر التشريعات
23:21الأخ عبد الله يسأل لماذا تبحثون دائما عن الصدام
23:26ألا يمكنكم التعايش مع العلمانية والعلمانيين
23:30بدل التصادم المستمر
23:33فما لا يدرك كله لا يترك جله
23:38أخي الكريم بكل بساطة
23:41الحق والباطل لا يتعايشان
23:43بل أكثر من ذلك
23:45باطل وباطل لا يتعايشان
23:48هل ترى تلك الحقبة التي عاشتها البشرية مثلا
23:51في نصف الثاني من القرن العشرين
23:54حين انقسم العالم إلى معسكرين إيديولوجيين
23:58تشريعيين فكريين
24:01وما نتج عن ذلك الانقسام من صراع ونزاع
24:05على الصعيد الفكري والإعلامي والتكنولوجي
24:09وهو إلى آخره
24:11هناك فكران لا يمكن لأحدهما أن يتعايش مع الآخر
24:15لا بد من أن يزيح أحدهما الآخر
24:18لا بد أن يفسح أحدهما الطريقة للآخر
24:21حتى يكون هو الموجود
24:23الأفكار المتضادة لا يمكن أن تتعايش
24:26على علمانية أتت من أجل أن تنحي الإسلام
24:30من الحياة والمجتمع والدولة
24:32أتت لتفصل الدين عن الحياة
24:34أي هي بطبيعتها فكرة عدوة للإسلام
24:38أتت من أجل في بلادها الإسلامية
24:41هي في الغرب في نشأتها أتت لتطيح
24:44الكنيسة والملوك المتحكمين باسم الطفويد الإلهي
24:48وحين وفدت إلى عالمنا العالم الإسلامي
24:51في أواخر عهد الدولة الإسلامية
24:53أتت من أجل أن تطيح بالإسلام من حيث هو نظام حياة
24:57نظام الحياة والمجتمع والدولة
25:00فيمكن الأديان الأخرى التي لا شأن لها في شؤون الحياة والمجتمع والدولة
25:09والتي تحصر في تنظيم علاقة الإنسان مع خالق وفق رؤيتها طبعا
25:17والتي تقتصر على جانب الشعائر والروحانيات
25:21يمكن لها أن تتعايش مع العلمانية
25:23لأن العلمانية لا تقترب من شعائرها
25:26أما الإسلام فهو نظام حياة والعلمانية نظام حياة
25:30فإما أن يحكم هذا النظام وإما أن يحكم ذاك
25:33لماذا الصدام؟
25:35الحياة لا يمكن أن تخلو من صدام الأفكار
25:39بل إذا رجعت التاريخ لوجدت أن جل الصراع الحقيقي في التاريخ كان بين طرائق العيش
25:47وطرائق العيش هي تعدد في الأفكار والمفاهيم عن الحياة
25:51وتعدد في التشريعات التي يفترض أن تحكم المجتمع وأن تنظم علاقات الناس
25:58فطبيعة التاريخ طبيعة الحياة أنها صراع بين الأفكار ووجهة النظر
26:04صراع بين التشريعات صراع بين الحضارات
26:07والله سبحانه وتعالى أقر ذلك منذ أن أنزل الإنسان إلى الأرض
26:13حين قال قلنا اهبطا منها بعضكم لبعض عدو
26:17الإنسان عدو للشيطان والإنسان المؤمن عدو للإنسان الكافر
26:22والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز
26:25ولولا دفعوا الله الناس بعضهم لبعض فسدت الأرض
26:29ولكن الله ذو فضل على العالمين
26:31وقال سبحانه وتعالى بتعبير سؤالك تماماً
26:36لماذا تبحثون عن التصادم؟
26:39لماذا تبحثون عن التصادم؟
26:41يعني هناك تعبير شبيه بهذا التعبير في كتاب الله سبحانه وتعالى
26:45الذي يقول بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
26:49فهو الزاهق فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
26:54ويقول الله سبحانه وتعالى وَكَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلُ
26:58فأما الزبد فيذهب جفاء
27:00وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
27:03إذن التدافع سنة كونية
27:07والمؤمنون واجبهم أن يدفعوا الباطل بالحق
27:10هذه قضية المسلمين في الحياة
27:12أن يعزوا الإسلام أن يحقوا الحق ويبطلوا الباطل
27:17هذا إخواني ما ورد من أسئلة خلال هذه الحلقة
27:20أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل مني ومنكم
27:23وأن يزيدنا وإياكم علما وعملا
27:26وأن يجعل علمنا وعملنا خالصا لوجهي الكريم
27:30السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Recommended