يبرز عامل الاقتصاد وأهميته للدولة في الحلقة الثانية من سلسلة "الهدف المنشود في ركائز الدبلوماسية البريطانية"، حيث يتحدث كرستوفر ماير عن دور الدبلوماسية البريطانية في تعزيز الرخاء الاقتصادي للبريطانيين، لأن هذه القوة التي سادت العالم زمنا طويلا اعتمدت على مبدأ "التجارة الحرة" لفرض هيمنتها على العالم. واتخذ ماير العلاقة التاريخية مع الصين نموذجا لتوضيح هذه الفكرة، حيث تتبع مسار أول بعثة دبلوماسية بريطانية للصين عام 1792 بقيادة اللورد ماكارتني، وفشل هذه المهمة بسبب رفضه السجود للامبراطور الصيني أو ما يطلق عليه بالصينية "كاوتاو". ثم تطور الأمر كثيرًا بعد ستين عاما إلى الحد الذي جعل المبعوث اللاحق جون باورنج يشن الحرب على الصين (حرب الأفيون الثانية) بقرار فردي منه ودون استشارة الحكومة، بسبب رفض الصين مقايضة بضائعها الشهيرة مثل الشاي والأطباق الصينية بالبضائع البريطانية. ثم يتطرق ماير لتذبذب العلاقة بين البلدين لا سيما بمسألة تسليم هونج كونج لسلطة الصين، ولكن تحت وطأة الانتقادات العارمة إثر أحداث تيان-آن-مين والاحتجاجات الطلابية الصينية وقمع النظام الشيوعي لها بقسوة. وقد ولّد هذا الأمر انقساما في بريطانيا بين كل من الفريق الدبلوماسي بقيادة المخضرم السير بيرسي كرادوك والفريق السياسي بقيادة والرجل الذي عينته الحكومة حاكما أخيرا لهونج كونج اللورد كريس باتن، حيث تتضح مرارة الخلاف بينهما وتنعكس على مسألة الاختلاف الدائم بين ما هو سياسي ودبلوماسي.
الاستنتاج: ساعدت العملية الدبلوماسية بريطانيا لتتبوأ مقام السيطرة على العالم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عبر تكريس مبدأ التجارة الحرة، فظهر الرخاء الاقتصادي على الإنجليز في حين أن ثروات شعوب كثيرة نُهبت تحت ظل هذا المبدأ.
الاستنتاج: ساعدت العملية الدبلوماسية بريطانيا لتتبوأ مقام السيطرة على العالم في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عبر تكريس مبدأ التجارة الحرة، فظهر الرخاء الاقتصادي على الإنجليز في حين أن ثروات شعوب كثيرة نُهبت تحت ظل هذا المبدأ.
Category
🗞
News