• 4 years ago
نور على الدرب: شرح حديث خمس من الفطرة - الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز (رحمه الله)

السؤال:
يقول أيضًا: يقول ﷺ: خمس من الفطرة، الاستحداد، والختان وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، ما صحة هذا الحديث؟ ونرجو شرحه لنا؟

الجواب:
هذا الحديث صحيح عن رسول الله ﷺ ورواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة  أنَّ النبي ﷺ قال : خمس من الفطرة : الختان، والاستحداد، وقص الشارب ، وتقليم الأظافر، ونتف الآباط، هذه من شؤون الفطرة ، ومن السنن المتأكدة ، فينبغي لكل مسلم ولكل مسلمة أن يتعاهد ذلك.
الختان سنة في حق الجميع في حق الرجال والنساء ، وقد ذهب جمع من أهل العلم إلى وجوبه ، ولاسيما في حق الرجال ، وهو المعروف من مذهب أحمد - رحمه الله - أنه واجب الختان.
وقال جمع أهل من العلم أنه سنة مؤكدة في حق الجميع ، فينبغي أن يتعاهد ، وأن لا يترك ، وإذا كان في حال الصغر كان أولى ؛ لأنه أسلم للطفل ، وأقل تعباً وألماً ، وأسرع في البرؤ.
أما الاستحداد وقص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط ، هذه سنن مؤكدة في حق الجميع ، حق الرجال والنساء ، إلا أن الشارب يتعلق يختص بالرجال ، لكن قلم الظفر ، نتف الإبط ، حلق العانة ، هذا في حق الجميع ، في حق الرجال والنساء جميعاً سنة ، ولا ينبغي أن يترك أكثر من أربعين ليلة لما ثبت في صحيح مسلم عن أنس  قال : "وقّت لنا في قص الشارب وقلم الظفر ونتف الإبط وحلق العانة أن لا نترك ذلك أكثر من أربعين ليلة".
ومعنى : (وقّت لنا) يعني وقت الرسول ﷺ كما رواه أحمد وغيره.
فالحاصل أنه لا ينبغي أن تؤخر هذه الأمور أكثر من أربعين ليلة ، بل ينبغي للمؤمن أن يتعاهدها في أقل من أربعين ليلة، ، قص شاربه، قلم الظفر ، نتف الإبط ، حلق العانة، ينبغي التعاهد في هذه الأشياء ، وأن لا تترك أكثر من أربعين ليلة. وما يعتاده بعض الناس الآن من تطويل الأظافر من بعض النساء هذا غلط ، هذا لا يجوز تطويلها، هذا فيه تشبه بالبهائم وإن كان يفعله بعض الكفرة فهو تشبه بالكفرة ، والنبي ﷺ نهى عن التشبه بأعداء الله وعن التشبه بالبهائم.
فالحاصل أن تطويل الأظافر أمر لا يجوز أكثر من أربعين ليلة ، فالواجب على المرأة والرجل جميعاً أن يتعاهد الأظفار قبل أربعين ليلة بقصها ، قلمها.
هكذا الإبط ينتف فإن لم يتيسر نتفه وشق عليه نتفه أزاله بغير ذلك بالنورة ، أو بالأدوية التي تزيله ؛ لأن المقصود إزالته.
وكذلك العانة تحلق بالموسى ، فإن لم يتيسر حلقها بالموسى أزالها بما يتيسر من الأدوية ، وحلقها بالموسى أفضل إذا تيسر وهو الاستحداد ، فإن كان ذلك يشق أو لم يتيسر للرجل أو للمرآة فإنها تزال بالأدوية المعروفة التي يعتادها الناس. وقص الشارب يقص بالمقراض ويتعاهد حتى لا يطول ، لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال: قصوا الشوارب ، واعفوا اللحى، وقال: احفوا الشوارب، فالسنة إحفاؤها وقصها.
وأما اللحاء فلا، اللحاء يجب إكرامها ، وإعفاؤها وتوفيرها وإرخاؤها ، كما أمر به النبي ﷺ، ومن المصائب اليوم ومن الأسف المحزن أن كثيراً من الناس صار يعاديها ويقصها ويحلقها ، وهذا منكر ظاهر ، لا يجوز لمسلم أن يتعاطاه، فالواجب إعفاؤها وإرخاؤها وتوفيرها ؛ لأنها جمال المؤمن وزينة وفارق بينه وبين الكافر والمرآة ، فكيف يليق به أن يتشبه بالنساء...

https://binbaz.org.sa/fatwas/28541/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AE%D9%85%D8%B3-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B7%D8%B1%D8%A9

Recommended