مقدمة النشرة المسائية - رهينة ثانية بعد الحريري

  • 3 years ago
المقدمة
بلادُ ما بعدَ النِّفط وما قبلَ الانتخابات شرعت دقَّ أبوابِ الحاصلِ الانتخابيّ وما يستلزمُه مِن أداءٍ وزياراتٍ ومواقفَ "تَصلُبُ" عودَ الناخبين وعلى العَتَبةِ الميلاديةِ اختار رئيسُ الحكومة سعد الحريري زيارةَ " "الحجة" حسيبة في مِنطقةِ الملا البيروتية بعدما تمنّتِ المرأةُ المعمَّرةُ رؤيةَ الرئيس الذي حقّق حُلُمَها وأحدث في منزلِها صدمةً إيجابية .
وسواءٌ أكانتِ الزيارةُ مُغمّسةً بالطعمِ الانتخابيّ أم كانت رداً على طلبٍ فالحريري حقّقَ مِن خلالِها تأييدًا شعبيًا لافتًا برز عبرَ وسائلِ التواصل الاجتماعي لكونِ هذهِ اللفتة كرّست عمقَه البيروتيّ والقريبَ إلى الناس وعكَست شخصيتَه المتنقّلةَ بحريةٍ في الأحياءِ والمنازلِ اللبنانية ومن دونِ أيِّ توجّسٍ أمنيّ. لكنَّ وزيرَ الخارجية جبران باسيل سبقَه كعدّاءٍ بينَ المناطق وتفوّق عليهِ في صناعةِ المناقيشِ الفاخرة وتذوّقها خلال جولتِه على قُرى قضاءِ الزهراني
وهي جولةٌ بدأت في الثامنةِ صباحاً ومستمرةٌ حتى آخرِ رَمَق ٍمن هذا الليل بحيث لم تتركْ قرية تعتبُ عليها ومما رفعَ مِن درجاتِ تأهّبِها أنّها جاءَت بعدَ يومٍ واحدٍ مِن دخولِ لبنانَ والمِنطقةِ الجَنوبيةِ تحديدًا في عصرِ النِّفطِ والغاز وفي هذا الإطار حفز باسيل الجنوبيينَ على المقاومةِ الاقتصادية لكنّ حلولَ العصر النِّفطيّ زادت مِن بُقعةِ الزيت ِالمنتشرة على بحرِ التيارِ والقواتِ اللبنانية التي ردّت على وزيرِ الطاقة سيزار ابي خليل ورفَضت استمرارَه في تحميلِها مسؤوليةَ عرقلةِ توفيرِ الكهرَباء أربعًا وعِشرينَ على أربعٍ وعِشرين وقالت القواتُ إنّها تملِكُ جُرأةَ تهنئيةِ وِزارةِ الطاقة عندما تقومُ بعلمِها وَفقَ القانون كما حصل في منحِ تراخيصِ النِّفط وتملِكُها أيضاً عندما خالفَتِ القوانينَ كما حدثَ في مAناقصةِ البواخر ورأت القواتُ أنّ مواقفَها غيرُ مبنيةٍ على المزايداتِ الانتخابية فهذا ليس مِن شيمِها ولا مِن مبادئِها وبدا أنّ القواتِ تقفُ اليومَ أمامَ معالجةِ الرُّقعةِ الممتدةِ مِن معراب الى الرابية بعبدا فبيتِ الوسَط لاسيما بعد الحديثِ عن زيارةٍ غيرِ مثمرةٍ قامَ بها وزيرُ الثقافة غطاس خوري لمعراب لمعالجةِ خلافاتِ ما بعدَ احتجازِ رئيسِ الحكومةِ في السُّعودية علما ان خوري نفى اي تحرك على خطوط الصلح لا ذهابا ولا ايابا.
وإذا كان للحريري رئيسٌ يحميه ووزيرُ خارجية يجوبُ العواصمَ لاسترجاعِه ودولٌ أوروبية اقتَنعت باختطافه وفرضت واقعة استقرار لبنان فمن يَحمي المليارير الاردني من أصلٍ فلسطيني صبيح المصري الذي غادرَ إلى السُّعودية ولم يعد ؟
فقد انتظرَ العالمُ تحرّكَ الحاكمِ العربي فاعتُقلَ صاحبُ البنكِ العربيّ ترقّب الشارعُ الفِلَسطيني يقَظةً سُعوديةً للدفاعِ عن بيتِ المقدس فتمّ احتجازُ مَن يشكّلُ العصَبَ الاقتصاديَّ للشارعِ الفِلَسطينيِّ الاردنيّ ليزج في فندق الامراء الذي تحول الى غونتمانو سبع نجوم
ولما كان للسعودية حقُّ تقرير مصير امرائها المحتجزين في الريتز فإنّ ما عُرف بلعنةِ الجنسية السعودية سيشكل اليومَ اضطرابًا اقتصاديًا في الاردن المملكة الهاشمية التي تتولّى حمايةَ الاماكنِ المقدسة وإحدى الدول التي تشكل مَفرِقًا من مفارقِ فِلَسطينَ الإستراتجية .