مقدمة النشرة المسائية - الحريري " زي الهوا"

  • 3 years ago
: الحريري "زي الهوا"
من عُنقِ الزجاجة إلى شفيرِ الهاوية فكَفِّ العفريت وخرابِ المؤسسات مُصطلحاتٌ استُقدِمت لحربِ الأسبوعين من عُمرِ شهرِ أيار وقد توزّعت هذه المفردات معَ فُروعِها على المحافظات بتصاريحَ نافيةٍ للقانون وفيما خَاطبَ البطريركُ الراعي الكتلَ النيابية والحكومة من مدينةِ صور ودعاهم إلى الاتفاقِ على قانونٍ للانتخاب كان الحزبُ الاشتراكيّ يُحذِّرُ عبْرَ النائب وائل أبو فاعور منَ المغامرةِ الكبرى في التصويت معلناً عدمَ الموافقة على قانونِ انتخابٍ يُشيِّدُ جِدارَ فصلٍ بين أبناءِ الوطن لكنَ مسارَ التصويت لم يَتضحْ بعد سَواءٌ في مجلسِ النواب أو في جَلساتِ الحكومة التي تجتمعُ الأسبوعَ الطالع ووَفْقاً لاستطلاعاتِ الصهرِ الثاني للعهد فإنّ الأملَ مَعقودٌ على جلسةِ الخميس الحكومية في إقرارِ قانونٍ جديد لكنْ تَجري آمالُ العميد شامل روكز بما لا يَشتهي التيار إذ تَعكسُ المعلوماتُ جواً سلبياً عن كلِ المناقشات الليلية ولا يبدو "جبران باسيل الواحد والعشرون" سيأتي أَنظمَ من "جبران العشرين" قانوناً وحتى يوم الخميس فإنّ رئيسَ الحكومة سعد الحريري قرّر الإبقاءَ على غموضِه في جلسةِ منتصفِ أيار وهو تَرجمَ موقفَه هذا بركوبِ الدراجةِ الهوائية في شوارع بيروت وآثرَ الصمتَ الانتخابيَّ المُبكّر وكان "زي الهوى". الحريري يُمسِكُ الهواءَ بيديه أما رئيسُ المجلس فهو بين منزلتين فلا هو المشكلة ولن يكونَ الحل ولن يكونَ اللاعبَ النافذ منذُ خمسٍ وعشرينَ سنة بالقوانين الانتخابية ولن يتحوّلَ التهويلُ بالفراغ إلى أزمة فرئاسةُ الجمهورية فَرَغت من فخامتِها سنتين ونِصفَ سنة ولم تَنتهِ الدُنيا مجلسُ الوزراء عاشَ على التصريف المدة نفسَها ولم تَخرَبِ البَصرى ومجلسُ النواب سيدُ نفسِه إختَبرَ التعطيلَ أعواماً وظلّتِ الحياةُ بألفِ خير واليوم قد يكونُ الفراغُ الكُليّ في مجلسِ النواب وانتهاءُ الصلاحية هو الحل والمدخلَ إلى تجديدِ الحياةِ الديمقراطية المسلوبةِ بتمديدين إثنين فليَذهبوا إلى بيوتِهم ولن تتأثرَ البلاد لأنّ وجودَهم من عدمِه يُعطي النتيجةَ ذاتَها وكفى تهديداً بانهيارِ الهيكل على رؤوسِ المؤسسات فما العلاقةُ بين فراغِ المجلس وبقيةِ الأركان؟ ولماذا يربُطُ الوزير علي حسن خليل فراغَ المجلس باهتزازِ أركان الدولة، كلِ الدولة؟ فهو أَعلنها حرباً من دونِ الاستناد إلى مسوّغاتٍ قانونية وقال: عندما يَحدُثُ فراغٌ في المجلسِ النيابيّ سيَحدُثُ فراغٌ في كلِ المؤسسات من دونِ استثناء والخرابُ والمصيبة تُصبحُ على الوطن، كلِ الوطن فإذا كُنتم لا تريدونَ الفراغَ ولا التعطيلَ ولا التمديد ولا يريدُ الرئيس بري أنْ يُعلِنَ أولَ خساراتِه في تاريخِه السياسي فليَنزعِ الفتيلَ ويتجنّب لجوءَ الحراكِ الشعبيّ إلى الشارع وليَستخدم جلسةَ الخامس عَشَر من أيار للتصويتِ على قانون نجيب ميقاتي أو ما يراهُ النوابُ مناسباً من قوانينَ أَكلها الغُبار في أدراجِ مجلسِ النواب.