Category
🗞
NewsTranscription
00:00هل سبق لكم أن كنتم في متحف أو معرض محاطين بالكنوز وانبهرتم بها؟
00:08ولكن ما قصة وصولها إلى هنا؟
00:11هذا سؤال جيد وصعب أيضاً إنه لغز إلى حد ما
00:15أو إنه...
00:16هذا خاضع للنقاش قليلاً
00:19أيام الإمبراطورية البريطانية كانت تسرق أغراض تخبرنا عن هويتنا وكيف انتهى بنا الأمر في العالم الذي نعيش فيه اليوم
00:30عادة ما ينتهي الأمر بهذه الأعمال الفنية والمجوهرات والمصنوعات اليدوية المقدسة في صالات عرض مثيرة للإعجاب ببطاقات تعريف صغيرة مهذبة
00:43لكن الحقيقة حول كيفية وصولها إلى هناك نادراً ما تكون مهذبة
00:48لماذا هذه القطعة الفنية موجودة هنا وليس في الصين؟
00:53كان الأمر ليعتبر اليوم جريمة
00:56تسميها سجلات رسمية هدية
00:58هذا مجرد كلام فارغ تماماً
01:01اسمي مارك فينيل وأود أن أصحبكم حول العالم
01:05وأن أعود بكم إلى التاريخ لأن هذا التاريخ قد شكل حياة مليارات من البشر
01:13التاريخ فوضوي فما من شيء فيه عبارة عن رواية بسيطة ومباشرة
01:18دائماً ما يكون هناك طرفان لكل قصة ونحن لا نسمع سوى الطرف المنتصر كما تعلم
01:24هذه قصتي وقصتكم
01:27وقصة كل شخص في العالم يعيش في أعقاب مرحلة الإمبراطورية البريطانية
01:33وهي تبدأ بشيء في برج لندن
01:38في مجوهرات التاجر البريطاني تم تماسة نقطة للناس لأجلها ورفعوا الدعاوى القضائية
01:44حتى أن البعض يقول إنها ملعونة
01:47لكن السؤال هو هل تمت سرقتها؟
01:59في بلدة ألفيدن الصغيرة على بعد ساعتين فقط من لندن هناك شيء يبدو أنه لا ينبغي أن يكون هنا
02:08إنه قبر أمير هندي المهراجة دوليب سينج
02:13أنا موجود هنا لأن هذا الأمير امتلك ذات مرة تلك الماسة الموجودة في برج لندن
02:19هذا لوز اختفاء مملكة ومليكة وصبي تكبد خسارة لا توصف
02:25لكن أفضل القرائن لمعرفة هوية هذا الصبي تكمن خلف أبوه بمنزل متواضع للغاية في لندن
02:33مرحبا أنا مارك كيف حالك؟
02:35أهلا
02:37أهلا
02:45هذه مجموعة رائعة
02:47هذا هذا مذهل
02:50شكرا لك
02:51منذ متى وأنت تجمع كل هذا؟
02:54منذ أكثر من 20 عاما الآن
02:5620 عاما هذا مذهل
02:59هذا منزل بيتر بانس وهو مؤرخ وجامع قطاع فنية
03:04وقد أخذ على عتقه مهمة تجميع قصة تلك الماسة والمهراجة دوليب سينج
03:11كان المهراجة دوليب سينج آخر مهراجة في البنجاب
03:14وكان من المقرر أن يصبح حاكما لواحدة من أعظم الإمبراطوريات في شبه القارة الهندية
03:20إمبراطورية السيخ أو البنجاب مملكة شاسعة تساوي مساحتها مساحة بريطانيا تقريبا
03:26وهي منطقة أصبح جزء منها الآن في الهند والجزء الآخر في باكستان
03:30وكان من المقدر لها أن يحكمها هذا الرجل دوليب سينج
03:34في الحقيقة منزل بيتر عبارة عن مزار لحاكم رحل منذ وقت طويل
03:39سأريك أحد المتعلقات الشخصية جدا للمهراجة
03:42يا إلهي
03:44كل التطريز تم بخيط حقيقي من الذهب
03:47كيف عثرت على هذا بحق الله؟
03:50هنا لدينا بندقية المهراجة من طراز بيردي
03:53لماذا بذل بيتر الكثير من جهده في جمع كل هذا؟
03:57لقد ولدت في لندن لذا فأنا من الجيل الثالث
04:00جدي جاء إلى لندن عام 1936 قبل استقلال الهند
04:04تاريخ دوليب سينج أثار اهتمامي لأنه كان تاريخ البنجاب
04:08وفي تلك المرحلة من حياتي لم أكن قد زرت الهند من قبل
04:11واهتمامي بالتاريخ جعلني أرغب بالعودة ومعرفة المزيد
04:14ولهذا أقوم بما أقوم به
04:16فأنا نصف هندي ونصف أيرلندي من أستراليا ولا أعرف شيئا عن تاريخ عائلتي
04:21لذا دائما ما أشعر بالحسد حين ألتقي أشخاصا مثلك كرسوا الوقت والسنوات لاقتناء هذه الأغراض
04:26لأن لهذا معنا
04:28ومعناه أنك تبحث عن شيء ما
04:31وما وجده يجمع بين السريالية وبين الألفة في بعض الأحيان
04:36على الأقل بالنسبة لي
04:38حصلت على زجاجات عطر تعود ملكيتها للمهراجة
04:41يا إلهي هذا مذهل
04:43رغم أنها فارغة إلا أن رائحتها لا تزال تفوح
04:46تشبه رائحتها رائحة منزل عمتي حين كنت طفلا
04:49فمتى ما يشبه رائحة العمة الهندية
04:52إنها زجاجة عمرها 170 عاما وما زالت رائحتها موجودة
04:55هذا مذهل
04:57من الملابس إلى أدوات المائدة إلى عطور العمات
05:01هذه أجزاء من قصة واحدة من أكبر قطع الماس المشهولة في العالم
05:07يطلق عليها اسمه كوهي نور
05:11أي جبل النور
05:14كانت رمزا للثروة
05:16لذا فكل من كان يمتلك كوهي نور كان يمتلك تلك القوة
05:19وكانت لديه تلك الثروة
05:21رمز ارتداه والد دوليب
05:23زعيم السيخ المهي برانجيت سينغ
05:26الذي مات تاريكا بلاطا ملكيا متوحشا ومنقسما
05:31وفي ذلك المشهد اعتل الصبي دوليب البالغ من العمر 5 سنوات العرش
05:36لكن تهديدا أكبر كان يحيط بالبنجاب
05:39جيش قوامه الآلاف
05:41ينتمي إلى واحدة من أقوى الشركات التي عرفها العالم على الإطلاق
05:45قوة تجارية وعسكرية تسمى شركة الهند الشرقية البريطانية
05:53كانت أغلبية الهند في ذلك الوقت تحت سيطرة شركة الهند الشرقية البريطانية
05:57وكانت البنجاب تلك القطعة الأخيرة التي لم تكن في حوزتهم
06:01وكانت من آخر الممالك المستقلة
06:03وقد ادركوا أنهم لا يستطيعون المساس بها خلال حياة والد دوليب
06:07لأنه كان قويا للغاية
06:09ولابد أنهم رأوا دوليب سينغ وقالوا حان الوقت
06:16وهكذا بدأت حروب مروعة بين السيخ والبريطانيين
06:19بلغت تلك الحروب ذروتها إلى جانب الصراع الداخلي
06:23بالنسبة للزعيم الطفل في ربيع عام 1849
06:27حين قام البريطانيون المنتصرون باقتياد المهراج اليافع إلى قلعة لاهور
06:32لتوقيع معاهدة
06:39ثم أقام احتفالاً بذلك
06:41سلم فيه السلطة بأبها
06:43موضحاً أن البريطانيين منتصرون
06:45والآن سنقوم بضم البنجاب بالكامل
06:47وننحيك عن عرش البنجاب
06:50كم كان عمره حين حدث كل ذلك؟
06:52نحو 11 عاماً
06:54لا أعتقد أنه كان يعرف الكثير
06:56وكما تعلم فقد كان يقال له ما يجب عليه فعله
06:59وهو كان ينفذ
07:01لم يتضح له الواقع إلا بعد وقت طويل
07:03اتضحت له الأمور في وقت لاحق من حياته
07:05ماذا عن الماسة؟ ماذا حصل لها بعد ذلك؟
07:08هناك العديد من المتعلقات ضمن تلك المعاهدة
07:10والتي وجب تسليمها بموجبها إلى التاج البريطاني
07:13وقد شملت ماسة كوينور
07:15وهكذا قامت شركة الهند الشرقية البريطانية
07:18بتحريب الماسة بهدوء إلى قارب متوجه إلى بريطانيا
07:24ولكن كيف انتهى بهذا الأمر في جواهر التاج؟
07:27ولماذا لا توجد بطاقة تعريف بجانبها تقول
07:30لقد سرقنا هذه من طفل؟
07:32اتضح أنني لست الوحيد الذي يطرح هذه الأسئلة
07:39حين نذهب ونرى ماسة كوينور
07:41يتم عرضها على أنها كنز
07:43هذه الجواهرة التي تمثل جزءا من جواهر التاج
07:46لا يتم تعريفك بشيء من تاريخ كيفية وصولها إلى هنا
07:50ولا الطريقة التي تم بها استخدامها
07:52وتغير معناها وتحولها بمرور الوقت
07:55لا يتم تعريفك إلا بموقعها الحالي وقوتها الحالية
07:58وهنا يأتي دور شخص مثل آليس بروكتر
08:01مؤرخة فنية متخصصة في دعونا نسميها
08:04القطع الأثرية المتنازعة عليها
08:07أي تلك المأخوذة من مستعمرات بريطانيا العديدة
08:10ومن الجيد أنها تنحدر هي الأخرى من إحدى المستعمرات البريطانية العديدة مثلي
08:14أولدت في أستراليا ونشأت في هونغ كونغ وعشت في لندن معظم حياتي
08:18فثمت نوعا من السياق الاستعماري الذي يغلف وجودي
08:21أنا وأنت نتاج الاستعمار نتاج الامبراطورية البريطانية
08:24أنا أسترالية بيضاء لذلك فأنا استعمارية
08:27هذا تاريخ لا يسعني أن أهرب منه وأحاول التعامل معه منذ زمن
08:31أعمل في المتاحف وكنت مرشدة سياحية
08:34وبدأت القيامة بجولات نرشدية حول التاريخ الاستعماري وطريقة عرضه في لندن
08:39وفي جولاتها الفنية المارقة وجدت أليس أن الماس هو أفضل صديق للامبراطورية
08:46الماس شيء سهل النقل إلى حد ما
08:49وبالتالي إن كنت ضابطا عسكريا قويا أو شخصية استعمارية قوية
08:53وتريد العودة إلى بريطانيا مظهرا أم جاذك
08:56فلا يمكنك أن تظهر للناس الحصن الذي بنيته
08:59لا يمكنك أن تظهر لهم مساحة الأرض التي ضممتها أو استعمرتها أو ما إلى ذلك
09:03عليك أن تجد طريقة ما لإظهار تلك الثروة وتلك القوة
09:07والماس والأحجار الكريمة الأخرى هي طريقة جيدة للقيام بذلك
09:12لكن هذه ليست ماسة عادية
09:14فجبل النور هي ماسة أرسلت لشخص خاص جدا
09:17الملكة فيكتوريا نفسها
09:22عام 1850 وصلت الماسة إلى لندن
09:25رد فعل الملكة فيكتوريا الأول لم يكن الإعجاب
09:28بل قالت إن الماسة مشغولة بشكل سيئ مما يدمر تأثيرها
09:31وتظهر السجلات أنها لم تكن مرتاحة للأمر
09:36تتحدث الملكة قليلا عن أنها تمنت لو أنها لم تضطر لأخذ الماسة
09:40ولممارسة هذا النوع من السيطرة الاستعمارية
09:43لكن الواقع هو أنها فعلت ذلك
09:49لكن ما لم يتوقعه أحد هو كيف ساهمت هذه الماسة تحديدا بتغيير هذه المدينة إلى الأبد
09:59سررت بلقائك
10:01وأنا أيضا
10:03راف سينغ باحث في تاريخ السيخ
10:05يعتقد أن أفضل طريقة لفهم قصة الماسة هي المشو في شوارع لندن سيرا على الأقدام
10:13نحن هنا في وسط مدينة لندن في شارع فينت شيرتش حانة إيست إيندي آرمز
10:18أتعني شركة الهند الشرقية؟
10:21بالضبط فشركة الهند الشرقية كانت تقع في الجهة المقابلة هناك
10:25وهذه حانة كان الكثير من تجار الشركة على ما أعتقد يرتدونها بعد العمل
10:32إذن هنا تم العمل الحقيقي؟
10:34أجل هذا صحيح
10:36والعمل هو سبب وجودنا هنا
10:38فكما ترون بعد وصول الماسة إلى لندن تم عرضها كجزء من حدث ضخم يدعى المعرض الكبير
10:45كان المعرض الكبير لعام 1851 استعراضا للعصر الفكتوري العظيم
10:50100 ألف قطعة من جميع أنحاء الامبراطورية ومن جميع أنحاء العالم
10:55عشرة أميال من صلاة العبد في هايب بارك في قصر زجاجي بني لهذا الغرض
11:00جزء من هذا الحدث المصمم لاستعراض كنوز الامبراطورية كان من تنظيم زوج الملكة فيكتوريا نفسه الأمير آلبرت
11:07وفي وسط هذا المعرض الكبير تربعت ماسة كوهينور
11:14كانت هناك جلبة كبيرة حول كيف ستبدو الجوهرات في التاج
11:18كان الناس يصطفون في طوابير لرؤية ماسة كوهينور
11:22وكانت معروضة فيما يشبه قفص الطيور
11:25وكانت تحتها قطعة من المخمل
11:27سمع الأوروبيون بهذه الماسة وبأنها جبل النور
11:31وما حدث هو أنهم كانوا يتقدمون ليروها متوقعين أن تكون لامعة
11:36يتقدمون لرؤيتها ويرونها لكنها لا تلمع
11:40ولم يكن هذا جيدا
11:41حين نفكر في الماس فعادة ما نتصور تلك الأحجار الكبيرة اللامعة ذات الأوجه المتعددة
11:47وطريقة صياغة الأوروبية للماس
11:50إنها ماسة كبيرة ذات شكل بيضوي وجوانب قليلة
11:54ولكي تجعلها تلمع فلا بد من قطع جوانب متعددة فيها لينعكس الضوء عنها
11:59وكان رد فعل الجميع أنه مجرد حجار
12:02وراحت الصحافة تقول أنها ليست لامعة
12:05فكيف نتأكد من أنها ليست قطعة كبيرة من الزجاج
12:08لذا فلا ضير من القول إنها لم تثير إعجاب الجمهور الأوروبي
12:15لذا تقرر أن يتم تقليص هذه الماسة الهندية إلى جزء صغير من حجمها الأصلي
12:20تمت إضافة أوجه جديدة لتعكس مجد الإمبراطورية البريطانية
12:24وأصبحت بهذا الشكل
12:27مشبك صدر ارتدته الملكة فيكتوريا بنفسها
12:31صحيح أن الماسة تقلصت لكن المعرض نفسه حقق أرباح طائلة
12:36لقد حقق نجاحا كبيرا
12:38حقق ربحا قدره 186.000 جنيه استرليني
12:42وهو ما يعادل الملايين اليوم
12:45وكل تلك الأموال والإيرادات التي تم جمعها تم استخدامها لإنشاء المتاحف التي نراها اليوم
12:51في كل مكان من هذه المدينة يمكنك رؤية أرباح المعرض وجاذبية نجومه
12:55في متحف التاريخ الطبيعي ومتحف العلوم ومتحف فيكتوريا وآلبرت
13:01والكلية الإمبراطورية للعلوم والتكنولوجيا والطب
13:05وقاعة آلبرت الملكية
13:07والكلية الملكية للموسيقى
13:10إرث هذا المعرض هو هذا الحي الثقافي الضخم
13:15إذن نوعا ما أهم المواقع الثقافية في هذه المدينة تكون
13:20بعائدات ماسة سرقت من طفل
13:24جزئيا على الأقل ومعرفة كل ذلك تغير نظرتك لبعض من هذه المؤسسات حقا
13:30الجزء الساخر من الشخصية وهو ساخر جدا
13:34يقول إن جميع المتاحف لديها القليل من المتعلقات المنهوبة لنكن صريحين
13:39أجل صحيح
13:41لكنها تمول كذلك من عرض هذا القليل من المتعلقات المنهوبة
13:44إذن هذه هي الماسة
13:46ولكن ماذا حدث للصبي الذي سلمها في البنجاب
13:51تم إبعاد دوليب سينك بعيدا عن البنجاب
13:54وفي عام 1854 سافر إلى لندن وحظي بلقاء فوري مع الملكة فيكتوريا التي أعجبت به على الفور
14:02حيث كانت تسمح له بالاختلاط مع أفراد العائلة المالكة حتى إنه كان يقضي عطلاته مع العائلة
14:07بطريقة ما انتهى الأمر بدوليب سينك ليصبح هذا الابن المحبوب شبه المتبنى من الملكة فيكتوريا
14:15كان شابا وسيما وغريب المظهر فأصبح أشبه بموضوع الحفل الذي يمكنها التباهي به في لقاءاتها الرسمية والملكية
14:23واستعراضه كأحد أمراء مستعمراتها لذلك أصبحت بمثابة شخصية الأم بالنسبة له
14:27هناك بعض القوة غير المتكافئة والسيئة في الأمر كانت تتمتع بنوع من السيطرة عليه
14:33ظلت في النهاية تدير حياته لبقية عمره كان لديها هذا النوع من القوة المهيمنة
14:39كما زاد تعقيد تلك العلاقة بوجود الماسا
14:43لقد أرادت أن تعرف رأي دوليب سينك لأنه كان يقضي عطلاته مع العائلة المالكة
14:49حسناً؟
14:51فقالت حسناً ربما يمكنني إحضارها من البرج
14:55نرى ذلك المشهد المذهل حين بلغ دوليب السادسة عشر
15:00حيث كان في بلاط فيكتوريا يتم رسم لوحة شخصية له
15:04حين أشارت إليه الملكة بالاقتراب كان أمامها صندوق
15:08فتحت الصندوق وقامت بإطلاقه
15:10لم يعرف من حوله ماذا كان سيفعل بها واعتقد أنه قد يرميها من النافذة في ثورة غضب
15:16فقد اعترت وجهه كل تلك المشاعر
15:19لكن ما فعله دوليب سينك هو أنه كان يقضي عطلاته مع العائلة المالكة
15:25حيث كان في بلاط فيكتوريا يتم رسم لوحة شخصية له
15:29حين أشارت إليه الملكة بالاقتراب كان أمامها صندوق
15:32فتحت الصندوق وإذ بداخله الماسا
15:35كانت تلك المرة الأولى التي يراها فيها دوليب منذ أن وقع على التنازل عنها طفلاً
15:40هو أنه أخذ الماسة ووضعها في يد فيكتوريا
15:44وضع الماسة التي لا يمتلكها في كف المرأة التي يعتمد عليها مستقبله بأكمله
15:50وقدمها لها هدية
15:54وكانت تلك المرة الأخيرة التي يلمس فيها دوليب سينك أو أي من نسله الماسة
16:03لأن فكوا تساءل عما كان يدور في رأسه
16:06نعم بالطبع من المرجح أنه كان غاضباً من فقدان ماسته الشهيرة
16:10كان يدرك أنها لم تعد له
16:12وأن الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو أن يقول للملك أهديك هذه الماسة كرمز
16:19في ظل كل ديناميكيات القوة هذه
16:22أيمكن القول حقاً إن كوهينور هدية؟
16:25إنها هدية بمعنى أنها قدمت مجاناً ولم تسرق
16:29بل سلمت من مالك إلى آخر
16:31لكن ذلك تم في ظل ظروف قصرية للغاية
16:34فهو لم يزل طفلاً وليس شخصاً يمكنه اتخاذ قرار مهم منك هذا بنفسه
16:38لذا نعم إنها هدية
16:42لكنها هدية من طفل
16:44لا يسعك أن تنسى هذا
16:46أعني لا يمكنك أن تغفل حقيقة أنه كان طفلاً لحظة حدوث كل هذا
16:55إذن حين نضع كل هذا على الطاولة
16:57فمن برأيكم يحق لهم تلاك الماسة؟
17:00إنها جوارة تم استخراجها من الهند
17:03لذا فملكياتها تعود للهند
17:06وقد طالبت الحكومة الهندية والباكستانية بإعادتها
17:11كوهينور هي جزء من تراثنا الثقافي إنها شيء نعتز به
17:18حاول نجوم ومليارديرات بوليوود مقاداة الملكة
17:22ومع ذلك لم يتزهزه لبريطانيون قط
17:25المشكلة أنك إن أجرت بنعم على أحد الأسئلة
17:28فستجد فجأة أن المتحف البريطاني قد أصبح فارغاً
17:31عليها البقاء في مكانها
17:35حيث يمكن لمعظم الناس أن يرواها
17:38أعتقد أنه المكان المناسب لها
17:41لا ينظر جميع الهنود لمعضلة الماسة بالطريقة ذاتها
17:45وخاصة هذا الرجل
17:47هذا مؤلف ومؤرخ هندي المولد زارير مساني
17:51فبحسب رأيه الماسة موجودة في المكان الذي ينبغي أن تكون فيه تماماً
17:56إنها تنتمي للعالم أجمع مرة على ملاك كثيرين عدة مرات
18:01فهي لتعود إلى دولة مختلفة
18:03ولا تنحدر أي من هذه البلدان بشكل مباشر
18:07من شخص استخرج الماسة أو امتلكها بشكل مباشر
18:14زارير لديه وجهة نظر معتبرة
18:17فتاريخ الماس قبل بريطانيا وقبل دوليب سينغ كان فوضوياً
18:23ما الخطأ الذي يرتكبه الناس بشأن ماسة كوهينور
18:27أن البريطانيين سلقوها بطريقة ما من هذا الطفل السيخي
18:32دون أن يفهموا أنها كانت قد سلقت عدة مرات
18:37على مدى القرنين أو الثلاثة التي سبقت ذلك
18:42يتفق المؤرخون في الغالب أن الماسة قد تم استخراجها أصلاً في الهند
18:47ولكن بعد ذلك تم نهبها وسرقتها وتداولها من قبل الحكام في كافة أرجاء شبه القارة الهندية
18:56بهذه الطريقة حصل عليها المغول
18:58وبهذه الطريقة حصل عليها الإيرانيون من المغول والأفغان من الإيرانيين والسيخ من الأفغان
19:05لذا أعتقد أنه من المفارقة التاريخية
19:09محاولة تطبيق مفاهم السرقة على شيء مثل ماسة كوهينور
19:15والتي كانت بمثابة غنيمة حرب لمئات السنين
19:21طالب الدول من جميع أنحاء العالم وخصوصاً الهند وفاكستان باستعادة الماسة
19:26فما رأيك بمطالبهم؟
19:29لديهم حق المطالبة كأي شخص آخر
19:32تاريخ غرض كهذا مر على ملاك عديدين وتم نقله مرات عديدة
19:37يعني أننا نبحث دائماً عن المطالبة الأحدث أو الأكثر شرعية وهذا شيء فوضوي ومستحيل
19:43ما الذي يجب فعله بالماسة برأيك؟
19:48إنه موضوع جدلي للغاية
19:50لأنه نعم لابد من إعادتها ولكن لمن؟ هذا هو السؤال
19:57لمن بالفعل؟
20:04مرحباً بكم في تورنتو كندا
20:15رهبة عائلته أن تكون كوهينور ملكاً للسيخ
20:19إنها تعود للمهراجة دوليب سينغ
20:22ونحن نريد أو بالأحرى نطالب بإعادة كوهينور إلى السيخ
20:29دامان ديب سينغ سندانواليا هو واحد من عشرات من أقارب دوليب سينغ المنتشرين في جميع أنحاء الشتات السيخي حول العالم
20:37هل تعتبر أن كوهينور مسروقة؟
20:40تماماً لقد سرقت كوهينور من طفل تم سلخه عن أقاربه وتم سلخه عن شعبه
20:46نعم هذا هو الجزء الآخر من قصة دوليب سينغ
20:50فقبل أن ينطلق البريطانيون للاستيلاء على مملكته وعلى الماسة
20:54قاموا بعزل هذا الطفل وذلك بسرقة شيء آخر
20:58والدته مهاراني جينت كور
21:02رأى فيها البريطانيون تهديداً حقيقياً لسلطتهم في البنجاب
21:06عام 1847 وبعد أن أرسل دوليب سينغ إلى الخارج مع أصدقائه جر والدته إلى خارج القصر
21:13سحلوها إلى خارج القصر؟
21:16سحلوها حرفياً، يقول البعض أنها كانت تصرخ، كانت تجر من شعرها لأنها رفضت الرحيلة دون ابنها
21:22كان دوليب سينغ طفلاً حينها، لقد كان في التاسعة من عمره حين أخذت والدته منه
21:31هل طلب دوليب سينغ استعادة كوهينور؟
21:34نعم بالفعل، في السنوات اللاحقة كتب المهراجة دوليب سينغ إلى الملكة فيكتوريا يقول
21:39لقد أخذت مملكتي وإمبراطوريتي بالقوة وأطلب منك أن تعيد لي كوهينور التي هي في حوزتك الشخصية فقد سلقت مني
21:49كما يقول أيضاً أعلم أنك أحببتني لكن هذا شيء أملكه وأريد استعادته
21:59وماذا فعلت؟
22:01لم ترد، بالطبع
22:04بمرور الوقت بدأت العلاقة بين المهراج المنفي والبريطانيين تتوتر
22:09وانتهى به الأمر بإعلان نيته العودة إلى البنجاب
22:12لكن دوليب سينغ لم ينجح في مسعاه قط
22:15فخوفاً من محاولة استعادة عرشه أوقفه البريطانيون وانتهى به الأمر في أوروبا
22:20توفي عام 1893 في باريس، إثرى نوبة صرع وتم العثور عليه بعد أيام
22:27من المؤسف أن الرجل الذي كان مقدراً له أن يكون حاكماً لواحدة من أعظم الممالك في شبه القارة الهندية
22:34مات وحيداً مفلساً فقيراً في غرفة فندق رثة في باريس
22:46وهو ما أتى بنا إلى هنا
22:49بلدة صغيرة، قبر هادئ، وآخر مهراج لمملكة البنجاب
22:54في كل مرة أتي إلى هنا أرى دائماً تذكارات وزهور وفوانيس ومجوهرات وسيوفاً مختلفة
23:01يأتي إليه أهل بلده ويضعونها للتعبير عن احترامهم له
23:12ما شعرك تجاه دوليب سينغ؟
23:15الطريقة التي أنظر بها إلى المهراج هي أنه كان دمية طوال حياته
23:19لذا فمصيره لم يكن في يديه قط
23:20لطالما كان يتم توجيهه من اتجاه إلى آخر
23:23وكان الجميع يريدون استخدامه لمصالحهم الخاصة
23:26الشخص الوحيد الذي عانى كان المهراج نفسه
23:29أستطيع أن ألخص حياته في كلمة واحدة وهي أنها مأساوية
23:33لأنني حقاً أشعر بالأسف عليها
23:35يقول المؤرخون إنها كانت مأساوية
23:38لكنني أقول إنها كانت ثورية
23:41فهو رجل لم يبقى له شيء، بل ضاع ثروته كلها
23:45لكنه مات رجلاً شريفاً
23:47لقد مات وكأنه مناضل ثوري
23:51أرى من خلال كتابات المهراج دوليب سينغ
23:54روحه وشجاعته وكفاحه من أجل حرية البنجاب
23:59أرى ذلك
24:03ومع الوقت تم وضع الماسة في هذا التاج
24:06وارتدته الملكة الأم الراحلة للمرة الأخيرة
24:09وهو معروض الآن في برج لندن
24:13يمر الملايين من الناس على تلك الماسة كل عام
24:16ما هي القصة التي تعتقدين أنه يشدر بهم أن يعرفوها عنها؟
24:21ينبغي عليهم أن يفهموا أن تاريخها عنيف ومعقد نوعاً ما
24:26لكن هذا في واقع الأمر هو الإرث
24:29الذي تركته بريطانيا في الهند وجارتها
24:32إنه عنيف ومعقد
24:34من لعبة الكريكت والسكك الحديدية إلى المجازر والممالك المهزومة
24:38أعادت بريطانيا كتابة مستقبل الهنود جميعاً إلى الأبد في كل مكان
24:43أتعتقدين أن البلد مستعد لمثل هذا الحديث حول تأثيره كإمبراطورية حول العالم؟
24:50لا، وليس حتى قريباً من ذلك
24:52لم يقترب من تلك المرحلة بعد
24:54إننا بعيدون كل البعد عن تقديم نوعاً من الاعتراف الكامل والحر
25:00الأمر مؤثر جداً بالنسبة لكل بنجابي وكل سيخي
25:05أنت تعلم أنها تمثل إمبراطورية
25:08معظم الناس لا يعرفون حتى أنه كان لدينا إمبراطورية
25:11يعتقد معظم الناس أن الهند مجرد دولة واحدة ولا يدركون أنها كانت تضم الكثير من الإمبراطوريات المختلفة والكثير من الثقافات المختلفة
25:20وكان البريطانيون هم من جعلوها كياناً واحداً لأنه كان مفيداً للتجارة
25:24كوهينور بالنسبة لنا في البنجاب تعكس تاريخنا وتحكي قصة مملكتنا حين كانت في أوجها
25:31قبل مغادرة دعاني بيتر بانس إلى القردوارة معبد السيخ ليريني إجابة سؤال كنت قد طرحته عليه في منزله
25:45وكان السؤال لماذا تكرس عشرين عاماً لحفظ قصة آخر إمبراطور سيخي
25:53لهذا السبب يفعلها لأجل هذا المجتمع
25:56من المهم جداً أن يعرف الجيل القادم ليس البنجاب والسيخ وحصت بل الجيل القادم في بريطاني أيضاً عن التاريخ المشترك
26:03لأنه تاريخ أنجلو هندي مشترك
26:05معرفة من أين أتيت وجذورك والأخطاء وكل ما ارتكبته في الماضي
26:10هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تصحيحها والعمل نحو مستقبل أكثر إيجابية
26:16صحيح أن دوليب سينغ قد فقد مملكة السيخ وهو طفل
26:20ولكنه بوفاته دفع السيخ في جميع أنحاء العالم لاستحضاره من جديد
26:29وماذا عن مستقبل ماسة كوهينور
26:33إن لم تتم إعادتها أبداً فهل سيعد ذلك فشلاً
26:37أبداً
26:39نحن السيخ لا ننظر إلى الهزيمة كهزيمة
26:42بل ننظر إلى الأمر على أننا ربما نكون قد خسرنا جولة لكننا لم نهزم
26:47لذا فحتى لو لم تتم إعادة كوهينور أبداً سنظل نطالب بها
26:52حتى لو ظلت الأجيال القادمة تخسروا معركة المطالبة بكوهينور
26:57فلن نهزم أبداً
27:00لأنه في أعلى مستوى سنة
27:04التالي إلى الأرض المقدسة حيث أدت عمليات تنقيب أثرية
27:09وقت الحرب إلى دخول بريطانيا في حرب مع واحدة من مستعمراتها
27:34ثم تشيء داخل هذا المبنى أدى إلى دق إسفين في العلاقة بين الإمبراطورية البريطانية وجزيرتها التابعة البعيدة أستراليا
27:44إنها واحدة من القطع الفنية الأكثر إثارة للجدل على هذه الأرض
27:49لأنها ليست من هذه الأرض
27:51في الواقع يمكن القول أن هذه القطعة تتاعد لواحدة من أسخن مناطق النزاع على وجه الأرض
27:57ومع ذلك ولسبب ما فهي مخبأة في هذه الزاوية الغامضة من النصب التذكاري للحرب الأسترالية
28:04يبدو الأمر كما لو أن هذه الفسيف ساء لديها ما تخفيه
28:27صدقوا أو لا تصدقوا نحن هنا في منطقة تنخفض 258 مترا عن مستوى سطح البحر
28:34مرحبا بكم في أريحة المدينة الفلسطينية الواقعة في عمق واد الأردن
28:40يقول الكثيرون أن هذه أقدم مدينة في العالم
28:56وها أنا أفشل في فن قديم للغاية
29:01كن حذرا على أصابعك
29:03نعم أنا نعم
29:05نعم هكذا؟
29:07نعم
29:10لا
29:13إذن هل حصلت على الوظيفة؟
29:16بداية جيدة
29:18بداية جيدة
29:20بداية جيدة
29:22ها أنت
29:23بداية جيدة
29:25بداية جيدة
29:27هذا مركز الفسيف ساء في أريحة وتسمى هذه الشقفات
29:32لابد أن يكون لديك آلاف الشقفات، الآلاف وهذا مهم بالطبع لصنع الفسيف ساء
29:40أنا هنا لمقابلة هذا الرجل أسامة حمدان وهو عالم آثار يمكنه تحويل هذه القطع من صخور إلى هذا
29:53تصنع لوحات الفسيف ساء المتقنة والمذهلة هنا منذ آلاف السنين وقد تم بناؤها بشق الأنفس من ملايين القطع الفسيف ساء الصغيرة التي فشلت قبل قليل في صنعه
30:05من بعيد الفسيف ساء جميلة حين تراها من بعيد وهذا يعني بالطبع أن عليك استخدام قطع صغيرة صغيرة
30:12انظر للحصول على هذه التفاصيل عليك حقا قضاء الكثير من الوقت
30:17لا أهلم إن كان لديكم فسيف ساء في أستراليا
30:21نعم لدينا فسيف ساء لكنها ليست جميلة كالتي عندكم
30:28تأثرت حياة أسامة كحياة الجميع هنا بواحدة من أطول فترات الاحتلال في عصرنا
30:34فعلى مدار عقود من الزمن طالب الفلسطينيون بأرضهم المحتلة وواجه الصهاينة مطالباتهم بالقوة وكانت النتائج مدمرة في كثير من الأحيان
30:44نعم أعيش في القدس فأنا من فلسطين التي يسمونها الآن إسرائيل
30:52وسواء سميتها إسرائيل أو فلسطين فهي بالنسبة لي أرض واحدة فلسطين إنها الأرض المقدسة
31:03لكن سبب وجودي في هذه الأرض المقدسة هو هذا الجدار
31:09وها هو ذا
31:11نعم
31:13إنه مذهل
31:15نعم هذه فوسيفساء الشلال لم يسبق لي الرأية النسخة الأصلية قط
31:19لم يسبق لك الرأية الأصلية
31:22في جانب مركز الفوسيفساء في أريحة قام أسامة ببناء نسخة طبق الأصل مما يسمى فوسيفساء الشلال
31:29إنها نسخة طبق الأصل لأن النسخة الحقيقية موجودة في جدران النصب التذكاري للحرب الأسترالية
31:36قررنا عمل نسخة طبق الأصل من هذه الفوسيفساء لإظهارها للناس
31:42إنها تحكي قصة
31:45لابد أن يعرف الشعب الفلسطيني تراثاه الثقافي
31:49على الأقل يمكنهم رؤية نسخة
31:52لكننا نأمل أن يكون من الممكن رؤية النسخة الأصلية
31:56أن نكون محظوظين مثلك برؤية النسخة الأصلية
32:00كانت فوسيفساء الشلال الحقيقية أرضية كنيسة مصنوعة من أكثر من نصف مليون قطعة صغيرة
32:07ويعود تاريخها إلى الإمبراطورية البيزنطية التي كانت امتداداً لإمبراطورية الرومانية في الشرق
32:13أما نسخة أسامة هنا فقد تم صنعها لغرض مختلف تماماً
32:18إنها نوع من النضال
32:20أردت أن أوجه رسالة مفادوة
32:23أين تراثنا الثقافي
32:25فالناس لا يعيشون على الماء والخبز وحسب
32:30بل يحتاجون إلى أشياء أخرى أيضاً
32:34أردت أن أحكي قصة فوسيفساء الشلال وتاريخ هذا المكان
32:40وهو تاريخ حرب وحدول أعيد رسمها وأمة ناشئة داخل الإمبراطورية البريطانية
32:47لكن من نسبة لأسامة في أريحة فهي قصة سرقة
32:50هم لم يملكوها إنها ليست ملكهم
32:56من يقصد بقوله هم؟
32:58من الذي قد يستخرج فوسيفساء من مكانها؟
33:01ولما هي في أستراليا؟
33:03وما علاقة كل هذا بالإمبراطورية البريطانية؟
33:06حقيقة وجود فوسيفساء بيزنطية من القرن السادسة في أستراليا وحدها أمر غريب بما فيه الكفاية
33:12لكنه يزداد غرابة
33:14فقد تم دفن عظام تحت الفوسيفساء
33:18وهذه العظام لن تحزروا أبداً أين انتهى بها المطاف
33:28أقدم لكم القصة روجر كي من كنيسة سينت آن الأنجليكانية في سيدني أستراليا
33:34حين تولى الوظيفة هنا للمرة الأولى أدرك أن هذا المبنى كان يحمل شيئاً من الغموض
33:40إذن أنت مهتم بالعظام التي لدينا والتي جاءت من الشلال أليس كذلك؟
33:46نعم هل تلك هي فوسيفساء الشلال حقاً؟ هل هذا جزء منها؟
33:51لا ليس كذلك
33:52بل تم تكليف فنانة محلية بصنع فوسيفساء يمكن من خلالها
34:00إدخال عظام من وجدوه في التابوت تحت أرضية فوسيفساء الشلال
34:09لمن تعود تلك العظام برأيهم؟
34:12حسناً في ذلك الوقت أعتقد أن بعض الناس اعتقدوا أنها تعود للقديس جورج
34:23بحسب لوحة التعريف هنا فقد رأى الأشخاص الذين نبشوا فوسيفساء الشلال نقشاً يذكر أن باني تلك الكنيسة اسمه جورج
34:31كان الأمر يتعلق بأكثر القساويسة ورعان وهو جورج وعتقدوا أنه إن كانت العظام تعود لجورج فنبدأ أنه القديس جورج
34:39وهو شخصية محورية في المسيحية فحسب المعتقدات هذا القديس هو حامي إنجلترا الذي حارب التنين الغريب
34:46الذي يبدو أنه صنع الزجاج الملون هنا في سينت آن
34:50سيكون الأمر رائع لو أن القديس جورج دفن هنا في سدنيا أليس كذلك؟
34:55نعم بالفعل يمكننا نبني ضريحاً ونتقضى أموالاً ممن يأتي من الناس
35:00ستكون تلك معجزة أيضاً
35:06من المحتمل أن يكون القديس جورج التاريخي قد دفن قبل حوالي قرنين من بناء كنيسة الشلال التي من المفترض أنه بناها
35:14فلماذا هذه البقايا هنا؟ هذا غريب
35:18لا أعرف لماذا لم يترك العظام مدفونة في فلسطين وحسب
35:23أن تأثر على قبره ثم تنبشه وتشعل بقاياه إلى الطرف الآخر من العالم
35:28هو أمر غير لائق لحد كبير
35:31لماذا فعلوا ذلك باعتقادك؟
35:33ليس لدي أدنى فكرة
35:35لكن بفضل هذه العظام هنا في كنيسة سينت آن أصبحنا نعرف من قرر التنقيب عن فسيف ساء الشلال ومتى
35:47الحرب الكبرى الحرب العالمية الأولى
35:50وقص يدعى ويليام ميتلاند وودز
35:55كان علم أثار هاويا وكان قسيسا في الجيش يرافق القوات الأسترالية حين اكتشفوا قطعة فسيف ساء
36:03وقرروا بعد ذلك اقتلاعها وأخذها معهم إلى أستراليا وهو أمر غريب بعض الشيء ولكن
36:09كلمة غريب لا تفي الموقف حق وصفه هنا
36:13إذن يطرح الناس تساؤلات حوله
36:14صحيح منذ فترة طويلة ومن الواضح أن هناك اتجاه فكريا قوي يعتقد أنه لم يكن ينبغي لنا احضار هذه القطع إلى أستراليا أبدا
36:26إذن لدينا قديس مزيف متفون في سدني والأرضية الفسيف سائية لكنيسته القديمة على بعد ثلاث ساعات في كنبيرا
36:34هذا أشبه بقطع أحجية مباثرة في جميع أنحاء البلاد
36:37على الرغم من أن السؤال الرئيسي بالنسبة لي بصراحة هو من الذي قد يقرر في وسط منطقة حرب أن يستخرج فسيف سائي من القرن السادس
36:46كيف خطر له القيام بذلك
36:48وللإجابة على هذا السؤال يعود الأمر كله إلى شخص واحد وهو وليام متلاند وودز
37:01مرحبا كيف حالك
37:03بخير تعال معي
37:05هذا راق بعض الشيء يا إلهي
37:08هذه هي المؤرخة الدكتورة أيميلي روبرتسون
37:12التي لا تزال تتذكر بوضوح المرة الأولى التي رأت فيها فسيف سائي الشلال
37:16وقد أثالني كيف كانت في غير مكانها بين جميع عناصر المجموعة الأخرى
37:21وهكذا بدأت الدكتورة أيميلي في البحث عن القصي وليام متلاند وودز
37:26متلاند وودز شخصية مثيرة للاهتمام حقا
37:31ولد في المملكة المتحدة وطلق تعليمه في أكسفورد
37:35وبعد ذلك جاء إلى أستراليا وعمل قسيسا في قوات الخيالة في كوينزلاند
37:41إذن هل كان علم آثار أم
37:44لا بل كان هاوي آثار كان ذلك شائعا أكثر مما تظن بكثير
37:51مجرد هواية ممتعة
37:53اعتاد البريطانيون الخروج والتنقيب عن أشياء يحبونها
37:57حقا
37:58نعم فعلا
38:00هناك قطع سرقة لبريطانيون إذن
38:02بالفعل
38:04إذن كيف انتهى به المطاف في الشرق الأوسط كيف حدث هذا
38:07كان يعمل قسيسا في فرقة الخيالة آنذاك
38:11وكان يتجول في أنحاء الأراضي المقدسة
38:17في الحرب العالمية الأولى كان الجنود الأستراليون والنيوزيلنديون في الشرق الأوسط يقاتلون الإمبراطورية العثمانية التي كانت حليفة ألمانيا
38:26كيف انتهى الأمر بأستراليا في الحرب العالمية الأولى
38:30هذا سؤال وجيه
38:32كانت أستراليا باعتبارها دولة تابعة للإمبراطورية البريطانية مضطرة لخوض الحرب
38:37فالسبب الوحيد لوجود هؤلاء الرجال واليوم مثل نيوز ورفاقه في هذا الموقع هو الإمبراطورية البريطانية
38:44بالتأكيد
38:46الطريقة التي أنظر بها إلى الأمر هي أنه أشبه بسلسلة من الدمى الروسية
38:49أي أن الهوية الوطنية الأسترالية هي الدمية الأصغر التي تمت بلورتها لتوضع بشكل أنيق داخل دمية الإمبراطورية البريطانية الأكبر
38:58لكن بالنسبة إلى قسيس الجيش واليوم مثل نيوز كان الأمر أشبه بحملة صليبية
39:03كان نيوز رجلاً جمع بين اهتمامه بالدين والقوات المسلحة
39:08لذلك كانت وظيفته الرئيسية أثناء وجوده مع الرجال هي أن يكون مرشداً روحياً لهم
39:15وكان جزء من وظيفته كمستشار روحي هو شرح الآثار لهم لأنهم كانوا في الأرض المقدسة
39:23وهو ما يفسر وجود الجنود الأستراليين والنيوزيلنديين عام 1917 على تلة قرب بلدة فلسطينية تسمى الشلال
39:32كانوا يحفرون الخنادق فظهرت هذه الفوسيفساء
39:36لقد رأوا نمط الفوسيفساء وأدركوا أهميتها
39:39نظراً لأن نيوز كان يخطب فيهم باستمرار عن الآثار فقد تعرفوا عليها لذلك شعر هؤلاء الرجال بالفخر الشديد
39:47كان العثور على الفوسيفساء أشبه بيوم النصر بالنسبة لهم
39:55تضررت في الحرب لذلك أقنع مثل نيوز كبار مسؤوليه بضرورة إنقاذ الفوسيفساء
40:02حصل على موافقة فورية لإقناع مجموعة كاملة من الأشخاص لاستخراج الفوسيفساء
40:08هل من الغريب إجراء حفريات أثرية في منتصف الحرب؟
40:12نعم أعتقد ذلك
40:15وهنا حدث الأمر
40:18عام 1917 وتحت رقابة ويليام ميتلاند وودز كان نحو 32 جندياً أسترالياً ونيوزيلندياً يعملون في درجات حرارة شديدة
40:28وكانت هناك عصفة ترابية قادمة ومقاتلون يحلقون فوق رؤوسهم من حين إلى آخر
40:33وهم يرفعون هذه الفوسيفساء المذهلة
40:36استخدموا الغراء والقماش والجص للحفاظ على الأشكال في مكانها أثناء وضعها في الصناديق
40:41تم إرسال 63 صندوقاً إلى القاهرة وهناك قررت لجنة غنائم الحرب البريطانية مصيرها
40:48وحينها بدأت الدراما الحقيقية
40:51ما حدث هو معركة كبيرة جداً بين البريطانيين والأستراليين حول المكان الذي يجب أن تحفظ فيه
40:58حيث أراد البريطانيون أن تذهب جميع الغنائم الحربية إلى متحف الحرب الإمبراطوري في المملكة المتحدة
41:05وكان الأستراليون قلقين من أن البريطانيين سيأخذون مجموعتهم منهم
41:12في وقت رفع الفوسيفسة كان الجنود الأستراليون قد بدأوا يتحدثون بالفعل عن بناء متحف حربي خاص بهم في المستقبل
41:24يشرفني الآن أن أفتتاح النصب التذكاري للحرب الوطنية الأسترالية
41:31وقد طلب منهم جمع الأشياء ذات السلة بالحرب ربما لنقلها إلى متحف الحرب المستقبلي هذا
41:39مهلا مهلا طلب منهم هذا حين كانوا في الحرب؟ أن يجمعوا الأشياء لكي نقوم بوضعها في متحف حرب؟
41:47نعم بالتأكيد كان الأستراليون معروفين بأنهم ربما أكثر هوات جمع الأثار شاغفا وأحيانا شراسة
41:55هذا شيء غريب نشتهر به لكن نعم تابعي
41:59لقد أصبح الأمر هوسا
42:02هذه بعض الرسائل الغاضبة جدا بين أستراليا وبريطانيا العظمى
42:05هذه رسالة من الجانب البريطاني مكتوب فيها أود أن أذكركم أن هناك شك كبير حول ما إذا كان من الممكن اعتبار هذه الفوسيفساء بمثابة غنيمة حرب لأنه لم يتم الاستلاء عليها من العدو
42:20لا لم تكن كذلك ومن الممكن أن يتخذ القرار في النهاية بعادة الفوسيفساء إلى فلسطين
42:26هنا يقولون مبدئيا أنها ليست غنيمة حرب ولا يمكنكم الحصول عليها
42:31نعم هذا ما يقولون
42:32هذه رسالة من وزارة الدفاع الأسترالية
42:35وجهة نظر أخرى هي أن بريطانيا لديها بالفعل تاريخ في نقل التقاليد والأثار والغنائم يمتد إلى قرون مضط
42:42ثم تقول في حين أن أستراليا لا تجد سوى ما تستمده من البلد الأم
42:47إنها أمة مبنية على الكبرياء العرقي والآن بعد أن صنعت أستراليا لنفسها تاريخا خاصا بها
42:54فهي بحاجة لكل أثار ممكنة مرتبطة بها بل للمساعدة في غرس تلك الروح الوطنية في أطفالها
43:00مثير للاهتمام
43:02هذه الرسائل عند قراءتها يراودك شعور بأنها أمة تحاول إثبات نفسها
43:08الأمر يشبه إلى حد ما سمع حديث مراهق مع والديه
43:12أتفهمين ما أقصده؟ فعلنا هذا ونحن نستحق الاحترام
43:15هذا جزء من قصتنا
43:17كما شعر الأستراليون أنهم ضحوا بحياتهم لذا فهذا هو سبب آخر وراء ذلك
43:23مات ستون ألفا مننا يجب أن تحترمونا بسبب التضحيات التي قدمناها
43:29موسيقى
43:39بينما كانت فسيفساء الشلال عالقة في معركة الوصاية الاستعمارية الغريبة هذه
43:44يبدو أن القصة وليام ميتلاندوودز قرر تولي زمام الأمور بيده
43:49إذن أثناء بحثنا في تاريخ ميتلاندوودز وجدنا شيئا أود منكم ملقاء نظرة عليه
43:56أحضرت إيميلي إلى كنيسة مختلفة تماما
44:01نعم سيكون هناك عدد من الكنائس
44:03هذه كنيسة سينت جيمس في قلب مدينة سيدني أستراليا
44:07ميتلاندوودز فلسطين
44:09هل هذه قطعة مفقودة من فسيفساء الشلال؟
44:12لا ليست كذلك
44:14يؤسفني أن أقول لك هذا لكنها فسيفساء مختلفة تماما
44:18مكتوب عليها ميتلاندوودز
44:20نقب عنها بعد مرور عام أي بعد ثلاثة أشهرين من استخراج فسيفساء الشلال
44:25كم عدد القطع التي أرسلها هذا الرجل إلى أستراليا؟
44:28سؤال وجيه وأود معرفة إجابته أنا أيضا
44:31هذه القطعة وقبلها العظام في كنيسة سينت آن
44:34كان ميتلاندوودز مصمما على تهريب الآثار المقدسة قبل أن يتمكن البريطانيون من الحصول عليها
44:40فشحن ما يستطيع من خلال شبكة من الأصدقاء والجنود ورجال الدين
44:44ولهذا توجد أجزاء من هذه القصة في كل مكان
44:47قد تكون هناك قطع أخرى من الفسيفساء لا نعرف عنها شيئا ولا تزال مباثرة في أنحاء أستراليا
44:53ولكن بما أن البريطانيين كانوا يقاتلون من أجل الحفاظ على سيطرتهم على الفسيفساء
44:59فكيف انتهى بها الأمر في النصب التذكاري للحرب الأسترالية؟
45:02مرحبا رايان كيف حالك؟
45:03بخير سررت بلقائك
45:04وأنا أيضا
45:05هل ذهبنا؟
45:06نعم رايان جونستون هو رئيس قسم الفنون السابق في النصب التذكاري للحرب الأسترالية
45:11ما فهمته أنه كان هناك شيء من الجدل السياسي حول من يحق له الاحتفاظ بهذه الفسيفساء صحيح؟
45:16نعم كانت الأمور في شد وجذب مع بريطانيا لفترة طويلة لأن البريطانيين أرادوا إعادتها إلى لندن لفحصها وتحديد مصيرها وما إذا كان ينبغي إعادتها إلى فلسطين
45:27كان الأستراليون متشاككين واعتقدوا أنه سينتهي بها المطاف في المتحف البريطاني
45:32وعلى الفور قام القص بتهريب جزء منها إلى خارج فلسطين مع زميل له كان عائدا إلى أستراليا
45:38إذن هناك قطع حقيقية من فسيفساء الشلال تم تهريبها إلى جميع أنحاء أستراليا
45:43ولكن في النهاية رضحت بريطانيا بالفعل وتخلت عن فسيفساء الشلال
45:49تم نقلها بعد ذلك إلى كامبيرا أثناء بناء النصب التذكري للحرب ليتم تضمينها في أحد جدران الأساسي في الطبق السفلي من النصب التذكري
45:57إذن هي موجودة في الجدار؟
46:00تم دمجها بالجدار إنها الجدار نفسه
46:03هل كان أخذهم للفسيفساء قانونيا؟
46:06هذا سؤال وجيه حقا، ما أود قوله هو إنني أعتقد أنها قاعدة جيدة أن لا تأخذ أشياء لا تخصك
46:14وإن كنت مسؤولا عن متحف واكتشفت أن لديك أشياء في مجموعتك لا ينبغي أن تكون موجودة لديك فعليك على الأقل لعرض إعادتها
46:24ليس رايان وحده من يحمل وجهة النظر هذه
46:29أنا في القدس للقاء الدكتور جون سيليكمان من سلطة الآثار
46:34هذا مذهل
46:36نعم
46:47أحضرني إلى هنا لنرى كيف كانت ستبدو فسيفساء مثل الشلال لو لم يتدخل بها وليام ميتلاند وودز وتركت في الأرض
46:57هل يمكن أن أريك هذا؟
46:59هذا الموجود في أستراليا في الوقت الحالي
47:01حسنا
47:04ما الذي لفت انتباهك حين نظرت إليها للمرة الأولى؟
47:08سيكون لديك جرة وتعريشات عنب تخرج من الجرة ثم تتحرك لتشكل رصائع من عنقيد العنب وأوراق العنب والتي يمكنك رؤيتها بوضوح في المساحات البينية ثم يستخدمون الرصائع نفسها التي ملأوها بالأيقونات
47:23جزء من مبرراتهم لأخذها أنهم كانوا يقولون كانوا يحافظون عليها ولو أنها بقيت هنا لتضررت وبالفعل فقد تعرضت لبعض الضرر
47:32سؤالي هو هل هذه هي حجة منطقية لأخذ شيء من الأرض؟
47:36لا ليست منطقية فالطريقة التي تحافظ بها على شيء كهذا هو أن تغطيه بالتراب ولكن من الواضح أنهم أرادوها
47:44ولو حدث هذا اليوم فهل سيعتبر جريمة؟
47:47سيعد اليوم جريمة حرب فهذه ملكية تمت سرقتها
47:53تمت سرقتها بحجة إنقاذها وولدت صراعاً
47:57حين تجمع قطع قصة هذه الفوسيفساء معاً فما الذي تقوله؟
48:04يبدو الأمر كما لو أن الفوسيفساء تحتوي على قصتين
48:08في أستراليا يتعلق الأمر بالأمة التي تحاول العثور على هويتها داخل الإمبراطورية
48:13ولكن فيما يتعلق بمكان الفوسيفساء فهي قصة أرض قسمتها الإمبراطورية الاستعمارية
48:19ما حجم دور الإمبراطورية البريطانية فيما أصبح يعرف بإسرائيل؟
48:24حاسمة للغاية ومركزية تماماً
48:27الأمر يعود إلى التاريخ
48:29فالحرب العالمية الأولى هي الوقت الذي نهارت فيه الإمبراطورية العثمانية
48:34وانتقل البريطانيون إلى الشرق الأوسط
48:39قدم البريطانيون وحلفاؤهم معوداً لأصحاب الأرض بالخروج من أرضهم مقابل المساعدة في هزيمة العثمانيين
48:45لكنهم لم يفو بهذا الوعد
48:48بل بدأوا بدلاً من ذلك عملية منح الأراضي لليهودي
48:52بحجة أن الكثير منهم كانوا يعانون من الاضطهاد في بعض أنحاء العالم
48:59وبدأوا التحركان لتحييد أجزاء من الشرق الأوسط جانباً لأغراض إقامة إسرائيل
49:09وتداعيات ذلك امتدت لعقود أليس كذلك؟
49:12نعم بالتأكيد امتدت لعقود وربما ستمتدوا لعقود أخرى بعد
49:21ومن بين أبرز معالم هذا التاريخ فسيفساء الشلال
49:29نهبت من الأرض التي كانت بلا لبس تعرف باسم فلسطين
49:33لكن المكان نفسه يخضع الآن لحكم دولة إسرائيل الوليدة
49:38برأيك من الذي يجب فعله بهذه الفسيفساء؟
49:41في النهاية لابد من إعادتها من حيث أتت
49:44هذه ملكية ينبغي إعادتها إلى أصحابها القانونيين دولة إسرائيل
49:48لكن حين تمت سرقتها لم تكن هناك دولة اسمها إسرائيل
49:52ألا يغير هذا رأيك؟
49:54لا يغير ذلك شيئاً أما بالنسبة للقانون الدولي فقد تكون هذه مشكلة
49:58حالياً توجد فسيفساء الشلال في الجدار حرفياً إنها جزء من الجدار
50:02صحيح
50:04أيمكنك أن تنزعها من الجدار إن أردت؟
50:06لا أعرف لكني أعرف أن هذا سيكون صعباً
50:10هل هو مستحيل أن باهض الثمن فقط؟
50:13هذا ما لا يمكنني معرفته
50:15في حال كنتم تتساءلون فخلال الأشهر الأربعة الماضية
50:19كنا نطلب من إدارة النصب التذكارية للحرب الأسترالية إجراء مقابلة
50:23أعطونا بياناً لم يجب على أي من أسئلتنا
50:26ولم يسمح لنا بتصوير الفسيفساء لأنها تخضع للترمين
50:29إذن فهذه مزيفة لكنها جيدة
50:33مما يعني أن كل قطع الفسيفساء هذا
50:37أهذه فسيفساء الشلال حقاً أهي جزء منها؟
50:40هذه لا
50:42هل هذه قطعة مفقودة من فسيفساء الشلال؟
50:45لا ليست كذلك
50:47يؤسفني أن أقول هذا لك
50:49من الناحية العملية لم أريكم بعد أي قطعة حقيقية من فسيفساء الشلال على الأقل حتى الآن
50:55أتذكرون حين قال رايان أن مثل أندوودز قام بتهريب قطع أخرى من فسيفساء الشلال؟
51:00وقام القصة على الفور بتهريب جزء منها إلى خارج فلسطين
51:04في كاتدرائية سين جون إحدى أرواع الكنائس القديمة في مدينة بريزبين في أستراليا
51:09تقع إحدى القطع الأخيرة من تراث مثل أندوودز
51:13إذن فهذه قطعة أخرى من فسيفساء الشلال؟
51:16نعم إنها قطعة أخرى منها
51:19بالنسبة لي كمؤرخة للحرب العالمية الأولى
51:23فهذا يوضح لنا كيف كان الناس بحاجة إلى إعادة الحرب إلى الوطن لأنها كانت بعيدة جداً
51:28ولم يكن الناس يسوعبون العجائب التي كانوا يرونها
51:33نعم هذا الطرف من الكاتدرائية
51:36الطرف الشرقي للكاتدرائية به الكثير من الآثار المرتبطة بالحرب العالمية الأولى
51:42وحين أفكر فيما كان عليه الحال بالنسبة لهؤلاء الأشخاص العائدين
51:46كانت البلاد بأكملها تتعامل مع الصدمة
51:49لكنني أعتقد أنه في خضم هذا الإياج الكبير كان الناس يحاولون حقاً فهم ما حدث
51:54ويحاولون الوصول إلى النقطة التي لم تكن فيها تضحية عبثاً
51:58وأعتقد أن بعض الناس اقتنعوا بذلك
52:02ماذا يعني بالنسبة لك أن يكون لديك شيء له امتداد في الأرض المقدسة هنا في هذه الكنيسة؟
52:09بالنسبة لي فهو شعور متضارب إلى حد ما
52:13لأنني مؤمن جداً بمدى انتماء أشياء مثل هذه إلى المكان الذي أتت منه
52:17بدلاً من أن أستولي عليها نحن
52:20أفهم لماذا قد يرغب الناس في اقتناء شيء ما
52:24ولكن لدي أيضاً هذا تضارب في التفكير
52:28مثلاً هذه الفوسيفساء
52:31ربما في هذه الأيام ما كان ليصح وضعها في هذا المبنى
52:37هذه هي قصة فوسيفساء الشلال حقاً
52:40إنها فوضوية ومعقدة وهناك الكثير من النقاط على الخريطة
52:45الأمر يتعلق بنا كأستراليين
52:47يتعلق الأمر بدورنا في الإمبراطورية البريطانية
52:50يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وبفلسطين
52:53إنه لأمر مذهش مدى ارتباطها بكل شيء يعني منه
52:56نعم تحمل القطع الأثرية الكثير من المعاني
53:01وفي بعض الأحيان قد يتم إسباغ هذا المعنى عليها بعد فترة طويلة من صنعها
53:06وهي بالتأكيد تمثل هذه القصة الغريبة جداً
53:10عن رجل مسيحي متدين رأى فوسيفساء بيزنطية
53:14تمثل قصة الأستراليين الذين كانوا من وجهة نظره في حملة صليبية
53:21أتعتقدين أننا سنعرف يوماً ما عدد قطع الفوسيفساء المنتشرة حولنا؟
53:26لا أعتقد أننا سنعرف أبداً ولن نتمكن من معرفة مكان وجود كل هذه الأجزاء إنه أمر محزن
53:36إحدى لوحات الفوسيفساء التي أرادتها أمم مختلفة تبعثرت الآن بطريقة ما في جميع أنحاء أستراليا
53:44وكل منها تطفي عليها معنى خاصاً بها
53:46لكن ماذا تعني الفوسيفساء بالنسبة للأشخاص الذين سرقت منهم؟
53:52كل فوسيفساء تحكي قصة
53:55ونود أن نوضح للناس أين يقع تراثنا الثقافي الآن
54:01حين يعرفون تاريخهم
54:03ربما يساعدهم ذلك في دعم هويتهم
54:07فنحن لم نأتي من العدم
54:10لدينا جذور
54:13لدينا أساس
54:16ولدينا الكثير من الأشياء
54:21هذه هي الرسالة التي يمكن أن تخبرك بها الفوسيفساء
54:26والتي يمكن أن يخبرك بها التراث الثقافي