Category
📺
TVTranscript
00:00موسيقى
00:17لا أريد أن أموت لا أريد أن أموت أريد مصطفى أريد أن أعود إلى البيت
00:24موسيقى
00:31لا تقلق يا سيدتي الانفجار بعيد من هنا وهو مجرد اختراق في محرك سيارة
00:38موسيقى
00:45هل عدنا للأقراف
00:47موسيقى
00:49لا يجب أن ننسى أننا ما زلنا في دائرة التهديد يا مصطفى
00:53لا أحد يهدد وسيم مصطفى
00:56ولكننا بدأنا نسمع عن حوادثة هنا وهناك
01:00إنها حوادث فردية وجبانة أما أنا فلا أحد يجرؤ على الاقتراض مني ومجرد شعورك بالخوف وأنت معي
01:07هذا يشعرني بالإهانة هل تفهمين
01:10إياك أن تكرر مرة ثانية أمامي أننا في دائرة التهديد وكفي عن تناول هذه السموم
01:16لقد بدأ نور الإيمان والحق بالانتشار
01:21ولن نتوقف حتى تتحقق جميع مطالبنا
01:27وما نعمل به إلا بداية الطريق
01:32يجب أن نكثف جهودنا
01:35كي لا يهنأ المرتدون بيوم واحد هادئ
01:42وليعلم جميع الناس بأنه لا استقرار ولا هدوء بعد اليوم
01:49وكما ترون يا إخوتي أننا سيطرنا على الشارع
01:54وإن تقعوسنا عن العمل ليوم واحد فقط
01:59سيمنح الآخرين فرصة التنفس وتنظيم الصفوف
02:05إننا نعمل بأمر الله ولإعلاء كلمة الله
02:10وما أمرنا به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
02:15الجهاد ركن أساسي في دينكم
02:21وفي ظروف كهذه يصبح الجهاد ركن أساسي في إيمانكم
02:29فاستمروا وتقدموا بما خططنا له
02:34تحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله
02:43وكما قلت لكم يا إخوتي ما نعمل به اليوم
02:49ما هو إلا بداية الطريق
02:53هذه الفوضى لن تستمر طويلا
02:58يجب أن ينضم إلينا كل أفراد الشعب
03:02الخائفون منهم والمترددون
03:06يجب أن ينضم إلينا وهذا واجب وفرض ديني
03:13لقد أنزلوا الجيش إلى الشارع وهذا ضعف منهم
03:18وضمن منهم بأننا سنخاف
03:21ولكن لا لن نخاف ما دامت كلمة الله معنا
03:28جديدنا اليوم من لا يكون معنا فهو عدو لنا
03:36من لا يكون معنا ونحن نحمل راية الحق والإسلام
03:42فهو كافر وعدو لنا وللأمة
03:47والقاعد عن الجهاد أيها الإخوة
03:50كافر وليس له مكان في ديار الإسلام كلها
03:56ولا إله إلا الله محمد رسول الله
04:02لا إله إلا الله محمد رسول الله
04:06مشكلة اليسار في العالم العربي
04:09أنه ما زال يرفع نفس الشعارات الصراع الطبقي
04:12وإعطاء الأولوية للعامل الاقتصادي والعداء للإمبريالية والرأسمالية
04:17والتعويلي على دول الطبقات الكادحة في الضغيط وخاصة العمال
04:21في حين اتجه الخطاب الديني اتجاها آخر فاستهدف الجميع
04:26واستطاع أن يستقطب كل طبقات المجتمع
04:29ربما لو تمكنت الاتجاهات ذات البعد الديني للحكم
04:33لكان هناك فرصة للتخلص من البيروقراطية والعسكريتارية
04:37أنت اليساري تقول هذا
04:39إلا إذا أردتني أن أعتزل الحياة السياسية وأجلس في البيت
04:43أطبخ لزوجي وأغسل الأطباق
04:46إن ما يحدث في الشارع العربي الآن ليس وليد اللحظة
04:51إنه نتيجة طبيعية لتراكمات طويلة وأخطاء مزمنة
04:56إنها الحتمية التاريخية كل شيء يسير من رحوة التغيير
05:00انظر إلى الاتحاد السوفيتي
05:02ما كان يجب قبل قرباتشوف أن يتحدث عن البروشترويكا وعن إعادة البناء
05:07في حين أغرقت الحرب الأهلية أكثر من بلد عربي
05:10كما سبق وذكرت قبل الآن أن الأفكار الاشتراكية بدأت تتهوى
05:16هذه الحركات العملية والنقابية انتداد لتجارب سابقة
05:21تستمد جذورها من فترة ما قبل الاستقلال
05:24وهذا دارينا عن الانفتاح السياسي في البلاد
05:27ماذا يريدون بعد؟
05:29البلاد مليئة بجمعيات الأحزاب السياسية المستقلة
05:34مشروع الخوصصة يسير بسرعة وديناميكية
05:38مجال الاستراضي الخارجي بات مفتوحا دون الرجوع إلى الدولة
05:44ماذا يريدون أكثر من هذه الإصلاحات؟
05:47في الواقع يا سي الشريف الطبق الوسطى والطبق العليا
05:50هما فقط المنتفعتان من هذه الإصلاحات
05:53والمتدرر الأكبر هو العمال وخاصة بعد الخوصصة
05:57لقد زادت بزمة البطارة ولا تنسى رفع الدهم عن أزعال المواد الغذائية
06:01وسقوط قيمة الدينار بسبب الاستراضي بالعملات الصعبة
06:05لم أكن أعلم يا سي مصطفى أن لديك ملاحظات أو تحفظات حول هذه الإصلاحات
06:13ليست ملاحظات يا سي الشريف بالعكس أنا وأنت أكثر مستفيدين من هذه الإصلاحات
06:19ولكن لابد من تحليل الواقع وعدم تجاهل ما يحدث
06:24هل تعني أن تخضع الدولة لمطارب العمال؟
06:29سي الشريف يجب أن نلهيهم بأمور أكثر خطورة
06:35منذ الاجتماع الماضي يا ناصر
06:38أنا لم أقل أنني سأحضر
06:41نحن في أمس الحاجة إليك في هذه المرحلة أكثر من أي وقت مضى
06:46وجودك هام جدا
06:49وبماذا أستطيع أن أفيدك؟
06:53أنت شاب مثقف ومؤمن وابن أحد كبار المشاهدين ضد الاستعمار
06:59وكلمتك في الشارع ستكون مسموعة ومطاعة ومحترمة
07:06كلمتي أنا؟
07:09لنشر الدعوة وغرس القيم الأخلاقية والدينية في نفوس الشباب
07:15وحثهم على التحصيل العلمي لتحرير الأمة من التبعية العلمية للغرب
07:22ولكن حسب علمي أن كل من حولي مؤمنون ويخافون الله
07:26وهم ليسوا بحاجتي يا شيخ
07:28ومن أكون أنا حتى أدعهم إلى ما هم عليه بالفعل؟
07:32هناك من ضلهم ويحتاجون إلى من يعيدهم إلى جادة الصواب
07:38إن الله يهدي من يشاء
07:41وماذا تقول عن الماكرين والكفراء أتباع الشيوعية؟
07:46قلت لك إن الله يهدي من يشاء
07:48ثم إن البلد مليئ بالطيارات والأحزاب المختلفة
07:52والكل له حرية الاختيار فيما يريد إلى أن يحاسبه الله في الآخرة
07:58هكذا إذن، الكل حر في اختيار ما يريد
08:05هذه هي الديمقراطية
08:07يبدو أنك لم تعلم بعد أن هذه الديمقراطية التي تتحدث عنها حرام يا ناصر
08:23وهذا تصور جديد لشكل الصفحة
08:25والصورة ممكن أن نضعها هنا إلى اليمين أو إلى اليسار
08:29ما رأيك؟
08:30برافو سلمة، كان يجب أن نلتقي قبل الآن
08:34لديك أفكار حديثة وخلاقة في الإخراج
08:37نخصي مادام؟
08:40في الواقع لم تكن لدي خبرة كافية عندما اخترت الإيكيب الفني
08:45هذا في البدايات
08:47كنت دائما أشعر أن المجلة ينقصها شيء
08:50والآن عرفت أن ما كان ينقصها هي لمسة معاصرة
08:54أستطيع من خلالها أن أنافس المجلات الأوروبية
08:57وهذا ما فعلته أنت يا سلمة
09:00هل درست ذلك في معهد الفنون؟
09:03أنا في الأساس مهندسة دكار
09:05درست هذا الاختصاص أبغي
09:07كنت في باريس ولم نلتقي
09:09أنا أيضا تابعت دراستي في باريس
09:12يا لها من مصادفة
09:14حتى أن زوجي وزوجك صادقان
09:16تصوري؟
09:17لا لا لا
09:18الأمر بدأ بالتعقيد
09:20هل من المعقول أن يكون زوجانا صديقين
09:23ودرسنا في نفس البلد ولم نلتقي قبل الآن؟
09:26يا لهذه الدنيا ما أغربها
09:28ولكن قولي لي
09:30من أين أتت هذه الصداقة بين زوجي وزوجك؟
09:33زوجي هو المهندس الذي صمم المركز التجاري
09:36العائد لزوجك في قصانتنا
09:41المركز التجاري؟
09:43أعثرك
09:44فمن كثرة المشاريع الضخمة التي يعمل عليها سي مصطفى
09:47من أين لك أن تتذكر مركزا تجاريا
09:50في مدينة بعيدة عن الجزائر كل هذه المسافات؟
09:55إذن زوجك مهندس ويعمل في التصميم
10:02هذا جميل
10:03يجب أن نحول هذه الصداقة الذكورية إلى صداقة عائلية
10:07ونتبادل الزيارات
10:09موافقة؟
10:11بالتأكيد
10:12طبعا
10:15تحقق المعروفين
10:20إنتحار مطربة الحب
10:23داليدا عن عمر يناهز الأربعة والخمسين عاما
10:32ولدت عام ثلاثة وثلاثين وتسعمائة وألف
10:37في مدينة الإسكندرية
10:39وتعلمت عدة لغات لتعمل سكرتيرة
10:43لتصنع أجمل أغنيات الحب
10:45كتبت قبل أن ترحل
10:48الحياة أصبحت بالنسبة لي مستحيلة
10:59ألو
11:00أهلاً حسان مشراك يا حبيبي
11:03كدنا نفقد فاتح يا خالد
11:06ماذا تقول؟
11:07نفقد فاتح؟
11:09وكيف حدث هذا؟
11:11تكلم يا حسان
11:13مجموعة أطلقت النار على مغني الراي
11:15وكان فاتح قريباً منهم
11:17ولكن الحمد لله لم يصب أذى
11:20اطلاقوا نارٍ في القصنطينة؟
11:22هكذا بدأت تحل الأمور؟
11:24وين كان البوليس؟
11:26أتى فيما بعد
11:27وأجر بعض التحقيقات مع الشهود
11:29وكان فاتح من بينهم
11:30وهل لاحقوا مطلقين النار؟
11:32لقد كانوا داخل السيارة عندما أطلقوا النار
11:34وفروا مسرعين
11:37وفاتح؟
11:38هل هو بخير الآن؟
11:39لم يستوعب الأمر، ما زال مصدوماً
11:42أعطني يا أخي، أريد أن أتحدث معه
11:44أنا أتحدث معك بعيداً عن الجميع
11:46خالد، أنا متعب جداً
11:48الخلاف بين فاتح وسعيد أصبح كبيراً
11:52أي خلاف هذا؟
11:53خلاف بالأفكار
11:55فقد تحول إلى عدوين
11:57كل واحد منهم يتربص بالآخر
11:59فاتح وسعيد؟
12:01لا أعرف كيف أتدبر الأمر يا أخي
12:03أشعر بالعجز
12:05تسلح بالصور يا حسان
12:06الأولاد في هذا السن يجب أن تتعامل معهم بالحكمة
12:11حاول أن تحتويه ما
12:14ابقى معهما يا حسان
12:15يجب أن يشعر بقوة وجودك
12:18وأنك مركز التوازن بينهما
12:20وأنك المرجع لكل ما يفكران به
12:23اجعلهما يفكران بصوت مسموع أمامك يا حسان
12:27متى ستأتي يا خالد؟
12:30قريباً
12:31قريباً إن شاء الله
12:33إلى اللقاء
12:35إلى اللقاء
12:36إلى اللقاء يا حسان
12:52سلام
12:55أرادت ليلى أن تستغل موسم الرخصة
12:58فانقضت على الأسواق الحلوجات
13:01وكادت أن تأتي على الأخضر واليبس
13:04هذه أشياء غير متوفرة في الجزائر
13:06فماذا أفعل؟
13:07هل أتجهلها؟
13:08لا أستطيع
13:10ما بك يا خالد؟
13:12تبدو مستعد
13:14اتصل أخي الحسان قبل قليل
13:17ونقل لي أخبار غير مطمئنة عن الجزائر
13:22ماذا حدث؟
13:25يبدو أن ما حدث مجرد أمر شخصي لو تحدثت عنه
13:30ولكنه يحمل مؤشرات خطيرة للمستقبل
13:34لكن ماذا تقصد بمسألة شخصية؟
13:37ابن أخي فاتح نجا من الموت
13:38بينما كان يتفرج على المغني رعي
13:41فجاءت مجموعة من مسلحة وأطلقوا عليه من النار وفر
13:44من المؤكد أنه مجموعة من السلفيين
13:47الذين يجدون أن الغناء حرام
13:50غالبا ما يكون التعبير عن الرفض الآخر
13:53إما بالحوار أو بصراع الأفكار
13:56لكن أن يعبر عنه بالقتل
13:57بالإلغاء
13:59هذا ما يثير القلق فعلا
14:02ودون أدنى شعور بالخوف من المساءلة والمحاسبة
14:06ممن؟
14:08من القانون، من البوليس
14:11وكيف يخافون من قانون لا يعترفون به؟
14:15ويعتبرون أنفسهم هم القانون؟
14:23كل شي مبروك
14:25على ماذا؟
14:27على حالة الاستنفار والاجتماعات الطارئة حتى ساعة الصباح؟
14:31لا
14:32على المركز التجاري العظيم
14:34الذي قام على أنقاض بيت قائدك وسيدك السطار
14:38إنه مشروع رابح أليس كذلك؟
14:41عما تتحدثين؟
14:43لقد عرفت الحقيقة
14:44كيف استطعت أن تخفي عني هذا؟
14:47ولماذا فعلت هذا بالسطار؟
14:49لماذا تزوجت ابنته؟
14:52يبدو أن العمل في المجلة قد أثر على طريقة استجوابك
14:56هل تعتقدين أن الوقت مناسب للإجابة عن كل هذه الأسئلة؟
15:00أريد أن أعرف الآن
15:02وين عرفت؟
15:03ماذا سيحدث؟
15:05ليس مهما ماذا سيحدث
15:06المهم أن أعرف
15:08هل ستتركينني؟
15:09الأمر متوقف على ما ستقول
15:13وأين ستذهبين؟
15:14هل ستعودين إلى بيت أهلك المتواضع في الجزائر؟
15:17أم ستسافرين إلى قصنطينة وتنضمين إلى أمك وأخيك هناك في ذلك البيت الحقير؟
15:23لماذا تتكلموا على أهل بهذه الطريقة؟
15:26لأنني مللت تبشوحك وبكاءك على أمجاد الماضي وبطولات سيد طاهر الأسطورية
15:31وكأنه هو من حرر الجزائر
15:33كلنا قاتلنا يا سيدة
15:35وكلنا حاربنا وقدمنا أرواحنا في سبيل هذا الوطن
15:38أنا أيضا كنت شهيدا حي
15:40كان يمكن أن أقتل وقتها
15:41وتبكي الأمة شهيدا الشاب البطل الذي قتل في سبيل التحرير
15:47وكنت سأحظى بتأبين بسيط وبكلمات محدودة
15:51ولكن لن يصل بي الطموح إلى يافتة صغيرة تعلق في الشارع
15:55يكتب عليها اسمي
15:59فأنا لست في مستوى سيد طاهر القائد
16:02أنا مجرد جندي بسيط في مجموعته
16:05مجرد عدد إحصاءات كما يقول ستلين
16:09واحد من المليون ونصف مليون شهيد
16:13أنا الشهيد الذي كان يمكن أن يكون ثمن رصاصة
16:16لم أموت لأشهد على ما يجري
16:18ولأكتشف ما يحدث
16:20هل أقول لك ما اكتشفت؟
16:22لقد اكتشفت أن الاستعمار خرج من بلادنا
16:25ولكنه اترك في داخلنا نزعته الاستعمارية
16:31الكل يريد الاستفادة من هذه التجربة
16:33والكل يريد أن يستحوذ على هذه الثروة الوطنية
16:36أراد زراعية، استثمارات في النفط والغاز
16:40وكله تحت شعار التأميم والثروة الزراعية والتصنيع
16:45فكان أمامي خياران
16:48إما أن أبقى مجرد رقمين في تلك الاحصاءات
16:50وإما أن أتقاسم حصتي مع البقية
16:53يحق لي، ألست ذلك الشهيد الذي لم يموت؟
16:56كان علي أن أسترد ثمن حياتي
16:58التي كانت ستذهب مجانا كما حدث للمسكين سيد طاير
17:04مسكين، كانت جائزته مجرد يافط على مفترق طرق
17:10هكذا تقييم ثمن الشهادة؟
17:13اسأل يا عمك يا سي الشريف
17:16لا أعرف أكثر مني كم كلفت هذه الشهادة
17:18ما أعرفه هو تلك اليافطة التي لم أكن لأحظى حتى بها
17:23إذا كنت تكره سيد طاير إلى هذه الدرجة
17:26لماذا تزوجتني؟
17:28إذا كنت تحبين سيد طاير، أنت إلى هذه الدرجة
17:31لماذا تزوجتني؟
17:36أجيبي، أم أنك بارعة فقط في طرح الأسئلة؟
17:40أنا سأجيب عنك لأنك ذكية
17:43تزوجتني لأنك ذكية
17:46لماذا تزوجتني لأنني أكره الأخبياء؟
17:48هو أخك ناصر واحد منهم
17:50كان يستطيع أن يكون شريكي في ذلك المركز التجاري بدل سي الشريف
17:54سي الشريف؟
17:57لماذا تعتقدين إذن أن سي الشريف يعرض زواج ناصر من ابنته؟
18:01لماذا؟
18:03لأنه يريد لثمن الشهيد أن يتضاعف
18:05لا أن يتضاءل
18:07يريد من ناصر أن يساعده من خلال أكثر وأكثر
18:11لا أن يكتفي بحجر بسيط
18:13ومع من؟
18:16أنا أحزن سي الشريف على أعصابه المتينة
18:21لم تجبني يا مصطفى
18:23لماذا تزوجتني؟
18:26لأنني أكره عبادة الأصنام
18:28وأفضل أكلها
18:46أختها
19:02هؤلاء الأطفال أبطال حقيقيون
19:05بالحجارة؟ يرمونهم بالحجارة؟
19:07طبعاً لأن الجبناء لا يخافون إلا من الحجارة
19:10لأنهم تعودوا أن يتمترسوا خلف دباباتهم ومدافعهم
19:13تستنهد في المرأة عزتها وكرامتها
19:15أي والله
19:22نظرت في المرآة وسألتها
19:25مرآتي من أجمل مني؟
19:28نظرت المرآة في عينيها المتعبتين
19:32وتأملت شحوب وجنتيها
19:35وارتعاشت شفتيها البارتتين ثم قالت
19:39تلك الطفلة التي ترارعت على ذكر أب لم تعرفها
19:44أجمل منك
19:46تلك الفتاة التي كانت تنتقل كفراشة بين الأزقة
19:50تحبل دفاترها وكلماتها المباثرة في حقيبة مسافرة إلى المستقبل
19:56أجمل منك
19:58تلك المغامرة التي كانت تقطع البحار وتجوب البلاد بحثا عن أسرار الوجود
20:05أجمل منك
20:08أجمل منك
20:24غضبت من مرآتها وهجمتها
20:27ثم نظرت مرة أخرى إلى نفسها
20:31لقد ازدادت شحوبا وارتعاشا وبرودة
20:35لقد أصبحت عجوزا
20:38لقد أصبحت عجوزا
20:42ومتى سيصلح للبلاد يا شيخ قاصر
20:46عندما يدرك المؤتمنون على مصر البلاد
20:50أن الإسلام دين ودولة
20:53وليس مجرد شعائر تعبودية
20:55بل هو تطبيق صادق لمبدأ الشورى في اختيار الحاكم وفي إدارة شؤون البلاد
21:02وأن يكون الحاكم مسؤولا أمام الله وأمام أصحاب الرأي من أهل الحل والعقد
21:10ومتى سيحدث ذلك يا شيخ قاصر
21:12عندما نتخلص من رواس بالاستعمار في الأنظمة التي تدين شؤون الناس
21:18كالتشريع والقضاء والتربية والإعلام
21:22وهذا ما نعمل عليه الآن يا أخو ناصر
21:25إن إبعاد الإسلام عن شؤون الأمة
21:29سيفقد النظام شعبية
21:30فقد يأتي يوم تفقد به الأمة صبرها
21:35ويثور الشارع وتسود الفوضى
21:38وهذا ما لا نريده يا أخو ناصر
21:41نريد للجزائر أن تعيش في أمن ووئام وسلام
22:01موسيقى
22:16لقد اقتلوا ناجي العلي
22:18قل غير هذا الكلام يا رجل
22:20ناجي العلي
22:24خسارة
22:26ما قد كان من أذكى رسمي الكاريكاتوري العرب
22:28هو حنظنة
22:30ضمير الأمة ورمز الفلسطيني التائه في الشتات
22:33يبدو أنه أزعجهم كثيرا فأرادوا أن يسكتوا
22:37ما الذي يحدث
22:39قتلوا قبله أبي جهاد في تونس
22:41ورشيد كرامي في لبنان
22:43إنهم يقتلون خيرة الرجال
22:45ولكن انظر في المقابل ماذا يحدث في فلسطين
22:49أطفال يواجهون بالحجارة جنود الإسرائيليين متجاجين بسلاح
22:53عسلامة مدام حياة
22:55لقد تأخرت يا سيحسان
22:57الأمر خارج عن إرادتي يا مدام
22:59الطرقات مليئة بالتجمعات وال
23:02تجمعات
23:04تقصدوا تظاهرات
23:06نعم تظاهرات اهتجاج
23:08لا أدري ماذا حدث للناس
23:10لا أحد يرضى بما قسمه له الله
23:12الناس لا تسكتوا على الجوع يا سيحسان
23:14ولكن إذا أفلست الشركات
23:16وباتت عاجزة ترعى الاستيراد المواد الغذائية
23:18فلن تستطيع أن تسكتوا
23:19ما ذنب الحكومة إنها أزمة اقتصادية
23:22حتى النفط تدنى سعره إلى الأرض
23:24الناس يرجعوا أن تتحملوا وتصبروا
23:26لن ينتهي العالم إذا لم نتمكن من شرب القهوة في الصباح
23:29أنا لو كنت في وزارة الإعلام
23:31لكتبت يومياً في الصحف الرسمية
23:34مندداً بما يفعله الناس من أمور تضر صارحة العالم
23:38حتى الآن لم يتم نقلك إلى وزارة الإعلام
23:42في الواقع لا يا مدام
23:45ولماذا لا تقلق في وزارة الإعلام
23:46أو تذكرني على الأقل
23:48أنت دائماً مجغولة ولا أريد أن أدخل عليك
23:51اذهب الآن يا سيحاسن
23:53وسأرى ما أسبب التأخير
23:56ربي عيشك ربي ديمك
23:59رفقتك السلامة
24:01حاول أن تسلك طريقاً فارغاً لا يوجد فيها تظاهرات
24:04لا تقلقي يا مدام
24:06بالإذن
24:17ألو مصطفى
24:21وقد تحولت العاصمة الجزائر بأكملها
24:25إلى ثورة للإحتجاجات وأعمال التخريب والحرق
24:29ومحاولة اقتحام عدد من المنازل العائدة لشخصيات سياسية بارزة
24:46موسيقى
25:10أيوا حسان
25:12هل أنتم بخير
25:14ما الذي يجري
25:16لم تقعد يا خالد
25:18إضرابات وأخفال مدارس
25:20لأن المظاهرات خرجت منها
25:22هذا غير الحرق والنه
25:24خلي روحك من نفسك يا حسان
25:26واحرص على لا يخرج الأولاد من المنزل إطلاقاً
25:29لا تخف لقد منعته من الخروج
25:33إلى اللقاء
25:35موسيقى
25:42سنظهر حتى تهدأ الأمور قليلاً
25:44لا تقلقوا
25:46اتبعينه
25:48اتبعينه
25:50موسيقى
25:57أريد أن أرسل في طلب أهلي يا مصطفى
26:00أنا لا أحتمل العيش بعيداً عنهم في مثل هذه الظروف
26:03لا تقلقي حياة
26:05سأؤمن لهم حماية خاصة وأتي بهم إلى هنا
26:08أرجوك مصطفى بسرعة
26:09موسيقى
26:14هل ستعودين إلى بيت أهلك المتواضع في الجزائر
26:17أم ستسافرين إلى قسطنطينة وتنضمين إلى أمك وأخيك هناك في ذلك البيت الحقير
26:22لماذا تتكلم على أهلي بهذه الطريقة
26:25لأنني مللت تبشوحك وبكاءك على أمجاد الماضي وبطولات سيد طاهر الأسطورية
26:30وكأنه هو من حرر الجزائر
26:32كلنا قاتلنا يا سيدة
26:34وكلنا حاربنا وقدمنا أرواحنا في سبيل هذا الوطن
26:37أنا أيضاً كنت شهد الحي
26:39كان يمكن أن أقتل وقتها
26:41وتذكر أمها شهدها الشاب البطل الذي قضى في سبيل التحرير
26:46وكنت سأخذها بتأبين بسيط وبكلمات محدودة
26:50ولكن لن يصل بي الطموح إلى يافتة صغيرة تعلق في الشارع
26:54يكتب عليها اسمي
26:56هل حدثك عن عاشقاته
26:58لا داعي
27:00ستشتمين رائحتهن كل ليلة في ثيابه
27:02عندما يعود مترنحاً إلى مخدعك
27:04سيأتيك مضمخاً بعطور الخيانة والمهانة
27:07ومن ثم يأتي ليتطهر بذكرى السيد طاهر
27:11باسمه بتاريخه
27:13ليعود من جديد ويرمي به في الوحل
27:16كنت أتوقع لك قدراً غير هذا
27:19كيف قبلت أن ترتبط به
27:22أنا لا أرتبط به
27:24أنا أهرب أولي من ذاكرة لم تعد تصلح للسكن
27:29بعدما أثرتها بالأحلام المستحيلة والخيبات المتتالية
27:33ولكن لماذا هو
27:34كيف تقبلين أن تمرغي اسم والدك في مسبلة كهذه
27:39أنت لست مرأة عادية
27:42أنت ابنة السيد طاهر
27:47لقد حان الوقت للتدخل
27:49نحن جاهزون لتلقي الأوامر سيدي
27:52حسناً سأجري بعض الاتصالات مع الجهات العليا
27:56ثم أخبركم بتفاصيلي
28:05إلى أين قال حالنا
28:07هذا حال موقت يا أمي
28:09أنت ترينا إلى ما قال إلي حال البلاد
28:12على أية حال هو بيت ناعم
28:15وبقليل من اللمسات سيصبح جنتنا الصغيرة
28:18نعم ولكن بيتنا كان أفضل
28:21لم يتغير الحال هناك يا أمي
28:24ما زالت تلك المنطقة أشبه بساحة حرب
28:27فهذه المنطقة أشبه بساحة حرب
28:30فهذه المنطقة أشبه بساحة حرب
28:32فقط لو نستطيع أن نأتي ببعض الأغراض من هناك
28:36سأحاول الوصول إلى هناك
28:38لا يا ناصر لن أدعك تقوم بهذه المغامرة
28:42المهم الآن أن نتدبر أمورنا هنا
28:45صحيح والمهم أيضاً أن ننجح في تخفيف العبء عن كالي حسان وعطيق
28:50كم هم الوطفاء
28:52عطيقة حتى آخر لحظة ظلت تحاول أن نعدل عن فكرة الرحيل
28:56كذلك كان حسان والأمر بدأ يزداد سوياً
28:59ولقد كنا عيباً حقيقياً على كاهل هذا الرجل الطيب
29:03وعندما اتضح لي بأن الأمر سيزداد سوياً قررت الانتقال
29:07لو كان حسان شقيقاً حقيقياً لما فعل ما فعل
29:10نجزه الله كل خيره وأخوه
29:13سي خالد
29:15سي خالد من زمن جميل هو أصيل
29:17لم يسى بأن سيد طاهر كان شركه في السلاح
29:20وظل يعتبر بأن هذه العائلة تخصه
29:22التقيت بسي خالد عدة مرات في باريس
29:25بالفعل أنه رجل فريد
29:27إنه رجل فريد
29:29نعم
29:31لقد مدى زمن هؤلاء الرجال
29:34انظر من يسودون الآن
29:37منتفعون ومرتشون
29:40أو متشددون
29:42يعتقدون أن الله أعطاهم الحق في تكفير الآخرين
29:45نعم يا أمي
29:47هذه الأحوال ستتغير
29:49وسرعان ما سيكتشف الناس بين أحوالهم لن تحل بالعنف
29:52نعم، هذا بيت حسين بن طوبال
29:55من؟
29:57حالاً، حاضر، حاضر
29:59من؟
30:00سيمصطفى
30:02ألو، أهلاً سيمصطفى
30:04هذا شرف كبير أن تتصل بي
30:07حاضر، حاضر سيمصطفى
30:09غداً سأكون في مكتبك
30:11إلى اللقاء، مع السلامة
30:13يريدك غداً في مكتبه؟
30:15كما سمعت
30:17وفي مثل هذه الظروف
30:18الرجال الكبار لا ينتظرون الظروف يا عتيقة
30:21وماذا يريد منك؟
30:23من المؤكد أنه سيقول لي أن قرار نقل إلى وزارة الإعلام قد صدر
30:27الآن؟ لقد انتظر طويلاً
30:30ربي يعطيه الصحة
30:32ما بك يا عتيقة
30:34اعتقدت أنك ستفرحين لهذا الأمر
30:36سيمصطفى يطلبني شخصياً إلى مكتبه
30:39طبعاً أفرح لك يا حسين
30:41ولكن لا أعرف لماذا انقبض قلبي
30:44بالعكس يا عتيقة
30:45يجب أن تتفائلي
30:47زوجك سينتقل إلى وزارة الإعلام
30:49إن شاء الله
30:51يا رب
30:53هكذا إذن
30:55أصبح المساس بإبداع زوجات المتنفذين خيانة عظمة
30:59أنا لم أكن أقصد الإساءة
31:01كنت أفقه النص
31:03فوجدت خللاً في بنيته
31:05أردت أن تفكك النص
31:07وهقد فكه رقبتك
31:09يا صديقي هناك الكثير من العبارات
31:11التي يمكن من خلالها أن تخبئ ما تريد
31:15وأنت تمارس عملية التفكيك
31:18مثل ماذا؟
31:20مثلاً أن تقول أن النص مليء بالأفكار العميقة
31:25ولكن كذا وكذا وكذا
31:27أن النص مليء بالكلمات التي تنضح
31:31بالشاعرية والرقة والعذوبة والجمال
31:35ولكن كذا وكذا وكذا وهكذا
31:38عبد القادر أنت تفاجئني
31:41لم أهدك منافقاً ولا مهادناً
31:44ما الذي يحدث؟
31:46يا صديقي نحن في عصر مهازل
31:50ماذا تريدني أن أفعل؟
31:52مشكلتك لا تكمن في نقد الرواية بحد ذاتها
31:56وحياة عبد المولى ليست الطرف الآخر في هذا السجال النقدي
32:00هناك معارك كثيرة حدثت بين النقاد والمبدعين
32:05ولكن الخسائر لم تقتصر إلا على القصومة لا أكثر
32:08أما أنت فلقد هسرت الكثير
32:12لقد انقطع مصدر رزقك
32:14مع أنك لا تنتمي إلى أي حزب معارض ولا إلى أي حزب محضور
32:19إلا أن سيد مصطفى اعتبر ما قلت به
32:23استهدافاً شخصياً لما يمثله في العكومة
32:26ولقد اجتمع رائحة معارضة فيما كتبت
32:30ولو أنك انتدحت رواية زوجته
32:33لصنفك واحداً من مورديه
32:35وهل سأبقى صامتاً على ما حل به؟
32:38هذا لا يجوز وغير عادل
32:41أنا لم أفعل شيئاً أكاد أجن
32:44والأنك من ذلك زوجتي تريد مني أن أتذر
32:47والمشكلة أنها تلامس نقطة ضعفي فهي حامل
32:51وخائفة على طفلنا
32:53أنا لا ألومها ولكن أين كرامتي من كل هذا؟
32:57ليس أمامك إلا طريقة واحدة
33:00ما هي؟
33:02اللجوء إلى من هو أعلى من سيد مصطفى
33:05من؟
33:07سيمراد
33:09سيمراد؟
33:10أجل سيمراد
33:12ولكنني كنت أعتقد أن سيمصطفى أقوى منه
33:15قد يكون أغنى منه
33:17لكن سيمراد هو رجل الأيام القادمة
33:20إنه يصعد كالصاروخ
33:22ولديه الكثير من الوقت ليكون ثروة تفوق ثروة سيمصطفى
33:29بالإضافة إلى أنه الأصغر سناً
33:32وكيف الوصول إليه؟
33:36عن طريقي
33:38عن طريقك؟ كيف؟
33:41ومنذ متى وأنت على صلة بالرجال المتنفذين؟
33:44سيمراد كان زميلي في الجامعة
33:46ومنذ مدة اتصل بي ليقول لي أنه يقف ورائي في حال احتجته إليه
33:52لكن اتصاله كان فقط ليجعلني أعرف أنه بات يحتل منصباً مرموقاً
33:58وأعطاني أرقام هواتفه
34:00سبحان الله حظك كبير
34:03فعلاً يا الله من حظه